[code][img]أصبحت تنمية مهارة الطفل ورعاية مواهبه المشروع الأهم لدى الأمم المتقدمة والناهضة، التي تدرك يقينًا أن استثمار مهارات أبنائها وتنمية إبداعاتهم هو السبب الأول للنهضة، والمورد الأغنى والأكثر تجددًا.
وتشير الدراسات إلى أن 5% فقط من قادة الدنيا وُلدوا بجينات القيادة ومؤهلاتها، فيما توفر لباقيهم البيئة المناسبة والتربية المطلوبة حتى خلقت من كل منهم قائدًا يملأ السمع والبصر، ومن ثَمَّ كانت تربية الأبناء مشروعًا للأمة كلها، وأصبح وجوبًا على كل أسرة معرفة طبيعة أبنائها، والإلمام بخصائص كل مرحلة في حياتهم ومتطلباتها، حتى تستطيع توفير احتياجاتها النفسية والعقلية؛ لذا كان حوارنا مع د. صبري عكاشة المتخصص في تنمية التفكير الابتكاري وعلاج صعوبات التعلم.
موروثة أم مكتسبة؟
* في البداية، نود التعرف على الفرق بين الموهبة والمهارة وكيف يمكن اكتشافهما؟
** المهارات متنوعة ومختلفة، وهناك فرق بين كل من الموهبة والمهارة، كما نفرق بين أساليب التفكير الابتكاري والمواهب، فالموهبة قد تكون موروثة بنسبة تصل إلى 80%، خاصة المواهب العقلية أو الذهنية، أما المهارة فهي علم يكتسب من البيئة المحيطة، وينمو بكثرة تكراره والمداومة على أدائه.
وقد تظهر الموهبة على الطفل في سنوات عمره الأولى والأسرة التي هي المحضن الأول للأبناء من ينتبه إليها، ويعمل على تنميتها في البداية، ويفيد في ذلك الاكتشاف المبكر للمواهب وبذل الجهد في تنميتها والصبر عليها حتى لا تضيع، والتأخر في اكتشاف المواهب لدى الطفل، وعدم وجود الوسائل المعينة على تنميتها، وعدم رعايتها ومتابعتها تضمر وتختفي.
ولا بد من توفر الإمكانات المادية والمناخية لتنمية الموهبة التي قد تكون موهبة عقلية كالقدرة على الحفظ، ونستفيد بها في حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وقد تكون أدبية كموهبة الكتابة أو تأليف الشعر، وقد تكون رياضية كالميل إلى رياضة معينة والشغف بها، ومن المهم أن يدرك الآباء أهمية هذه المواهب في حياة الأبناء ويحسنوا توظيفها.
أما المهارة، فلها نفس الأهمية في حياة الأبناء كتعلم السباحة أو الأعمال اليدوية والفنية أو إتقان حرفة ما، وقد أكد الإسلام أن الله يحب المؤمن المحترف، وكذلك أمرنا بإتقان العمل وضرورة تعلم المهارات، كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، فمن ليس لديهم موهبة ما يتعلمون المهارة التي تكسبهم الثقة في النفس، وتوظيف الطاقات، والقدرة على التكيف مع ظروف الحياة.
* هل الدور يقوم على الأسرة فقط في اكتشاف المواهب وتعليم المهارات؟
** بالطبع لا، فللأسرة دورها الأساسي والأولى، فإذا تنبهت لمواهب أبنائها، ووفرت لهم المناخ المناسب لتنميتها عليها أن تنسق بعد ذلك مع كافة مؤسسات المجتمع، ففي المدرسة مع المشرف الاجتماعي والنفسي والمسئول عن الأنشطة المدرسية المختلفة، فمن خطه جميل هناك جماعة للخط، ومن يتمتع بنغمة صوت طيبة هناك جماعة الموسيقى أو الإنشاد، ومن موهبة الرسم لديه واضحة ينضم إلى جماعة الرسم وهكذا، والتميز بين الأبناء قد يختلف في الأسرة الواحدة؛ نظرًا للفروق الفردية بين كل طفل وآخر، وكذلك اختلاف المعايير التي يتم قياس الذكاء عليها، فبعد أن كان مقياس الذكاء واحدًا تعددت الآن لتصل إلى 7 أنواع من الذكاءات ما بين اجتماعي وعقلي وثقافي ومعرفي ورياضي وعلمي ومكاني، فهناك أيضًا المكتبات العامة التي تتوفر فيها هذه الأنشطة المختلفة والنوادي الرياضية والاجتماعية ومراكز تعليم اللغات ومهارات الكمبيوتر وغيرها.
ونعود إلى الأسرة التي لا بد أن تحيط الأبناء بجوٍّ من الحب والرعاية والاهتمام، وتعطي لهم الأمان في تنمية مواهبهم وقدراتهم؛ وذلك بالتشجيع المستمر والتقدير المتواصل، ومن مقومات تنمية المواهب داخل الأسرة أن تكون المسافة الزمنية بين الأبناء متسعة إلى حد ما؛ ما يتيح الفرصة للاهتمام والتركيز مع كل طفل على حدة لاكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم، وأن يكون الوالدان على درجة من التحصيل العلمي والمعرفي؛ مما يؤهلهم لذلك، وقد أشارت الدراسات إلى أن الطفل الأول وربما الثاني هم أكثر من يتمتع باهتمام ومتابعة الوالدين؛ وذلك بنسبة 65%، ومن ثَمَّ تختلف تنمية مهارات الأبناء باختلاف الترتيب وعدد أفراد الأسرة وقدرتها المادية كذلك.
قتل الموهبة
* ما التصرفات الخاطئة التي من الممكن أن تتسبب في قتل مواهب أبنائنا، وكيف يكون ذلك؟
** هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى اختفاء مواهب الأبناء وضمور مهاراتهم؛ ومنها عدم انتباه الآباء إليها منذ الصغر، وعدم الاهتمام منذ البداية بتعليمها، والعلاقة الأسرية الهشة والمتوترة دومًا لا يمكن أن تنمو فيها جوانب الإبداع أو الابتكار، فكثرة النزاعات والخلافات بين الوالدين بشكلٍ لا ينقطع، والتي يكون الأبناء فيها مهددين بعدم الاستقرار مثل هذه الأسرة لا تشجع على المواهب أو تنميها، وإذا لم يتوفر كذلك مناخ من الحرية والتشجيع المستمر.
والأخطر من ذلك كله هو العقاب الذي قد تمارسه بعض الأسر على أبنائها؛ سواء العقاب البدني أو النفسي؛ وذلك خطره أشد فلا يؤلم الجسد، ولكنه يحطِّم الروح والنفس، ويقتل أجمل المواهب ويئد المشاعر والأحاسيس في مهدها؛ كالإيذاء اللفظي والاستهزاء من الموهبة والنظرة الحادة أو الساخرة والتحقير من شأن الابن أو نعته بالفشل؛ سواء داخل الأسرة أو في نطاق المجتمع ككل.
وكما أن الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة تكون لهم مناهج خاصة وأساليب مختلفة في التعامل؛ فإن كذلك الموهوبين من أبنائنا لا بد من احتضانهم، وتوفير كافة المقومات التي تنمي مواهبهم وتزيد مهاراتهم؛ لأنهم عماد المجتمع وأساس تفوقه، وحتى لا تهرب هذه النماذج إلى مكان آخر باحثة عمن يرعاها ويطورها.
الموهبة والدراسة
* هل تؤثر الموهبة أو المهارة على التحصيل الدراسي؟ وكيف نوازن بينهما؟
** لا، بل العكس صحيح، فتنمية المواهب وتطوير المهارات لا تؤثر بالسلب على التحصيل الدراسي للأبناء إنما قد يحدث العكس بمعنى أن الانشغال الدائم في الدراسة وعدم إبداء الأهمية للمواهب قد يؤدي إلى تعطيلها، والمشكلة لدينا أن أساليب التعليم تعتمد على ما يسمى (ملء الوعاء) أي القدرة على حفظ أكبر قدر ممكن من المناهج، وتقاس الدرجة على كمية استظهار أو استرجاع هذه المعلومات، وقد تكون هذه الدرجة غير معبرة عن القدرات والإمكانيات الحقيقية للأبناء، أما في الخارج فلديهم التفوق العلمي والتكنولوجي لاعتمادهم على نظام (قدح الشرارة) أي إعطاء الفرصة للتفكير العلمي والمنهجي السليم الذي يعتمد على الإبداع والابتكار، بعيدًا عن التلقين وحشو العقول، بعيدًا على أن تكون لهذه المناهج علاقة بتنمية مهارات وقدرات الأبناء العقلية والعلمية أو لها ارتباط بأحداث المجتمع وتغيراته.
ومن الضروري أن يوازن الآباء بين الاهتمام بالتحصيل الدراسي للأبناء وبين تنمية مهاراتهم ورعاية مواهبهم، ويأتي ذلك من خلال إدراكهم بأهمية وخطورة الموهبة إذا لم يتم اكتشافها، ومن المهم ألا نعتبر اكتشاف المواهب وتنمية المهارات مضيعة للوقت وهدرًا للمال والجهد، أو أن نجعل التحصيل الدراسي هو الأساس، ونهمل باقي جانب الحياة المهارية والمعرفية، ولا يعني هذا أن نهمل الدراسة بل نهتم بالاثنين معًا، فالدراسة شهورها طويلة ومناهجها كثيرة، ومن الممكن ممارسة الهوايات وتنمية المواهب أثناء الدراسة أيضًا، فالجزء العاطل من المخ يضمر ولا يؤدي وظيفته، ولن يبقى العقل طوال عمره في دراسة مناهج يحفظها ثم يسترجعها؛ ذلك من شأنه أن يعطل فيه قدرات ومهارات لا حصر لها.
* وكيف يمكن الاستفادة من الإجازات في رعاية المواهب وتنمية المهارات؟
** فترات الإجازة هي من أفضل الأوقات لرعاية المواهب وتنمية المهارات أو لتعلم مهارات جديدة، وتختلف تلك المهارات باختلاف السن والنوع والميول والاتجاهات لدى الأبناء، فالطفل يكون في حاجةٍ ماسةٍ إلى اللعب، والكبير قد يجد ضالته في الالتحاق بدورات تدريبية لتعلم مهارات جديدة، والفتاة من المفيد أن تتقن مهارات جديدة في إعداد الطعام أو الفنون اليدوية أو الانضمام إلى دورات خاصة بالحياة الزوجية وتربية الأبناء؛ وذلك للفتى أيضًا إذا كانوا من المقبلين على الزواج، وهكذا ينتفع الأبناء بما تعلموه من مهارات في الإجازة في واقع حياتهم العملية، وبذلك تكون المواهب والمهارات في غاية الأهمية لبناء إنسان متوازن في كافة نواحي حياته، وبتطبيقها في الحياة العملية والواقعية ترتقي به إلى الأفضل في كل شيء.
منقول
وتشير الدراسات إلى أن 5% فقط من قادة الدنيا وُلدوا بجينات القيادة ومؤهلاتها، فيما توفر لباقيهم البيئة المناسبة والتربية المطلوبة حتى خلقت من كل منهم قائدًا يملأ السمع والبصر، ومن ثَمَّ كانت تربية الأبناء مشروعًا للأمة كلها، وأصبح وجوبًا على كل أسرة معرفة طبيعة أبنائها، والإلمام بخصائص كل مرحلة في حياتهم ومتطلباتها، حتى تستطيع توفير احتياجاتها النفسية والعقلية؛ لذا كان حوارنا مع د. صبري عكاشة المتخصص في تنمية التفكير الابتكاري وعلاج صعوبات التعلم.
موروثة أم مكتسبة؟
* في البداية، نود التعرف على الفرق بين الموهبة والمهارة وكيف يمكن اكتشافهما؟
** المهارات متنوعة ومختلفة، وهناك فرق بين كل من الموهبة والمهارة، كما نفرق بين أساليب التفكير الابتكاري والمواهب، فالموهبة قد تكون موروثة بنسبة تصل إلى 80%، خاصة المواهب العقلية أو الذهنية، أما المهارة فهي علم يكتسب من البيئة المحيطة، وينمو بكثرة تكراره والمداومة على أدائه.
وقد تظهر الموهبة على الطفل في سنوات عمره الأولى والأسرة التي هي المحضن الأول للأبناء من ينتبه إليها، ويعمل على تنميتها في البداية، ويفيد في ذلك الاكتشاف المبكر للمواهب وبذل الجهد في تنميتها والصبر عليها حتى لا تضيع، والتأخر في اكتشاف المواهب لدى الطفل، وعدم وجود الوسائل المعينة على تنميتها، وعدم رعايتها ومتابعتها تضمر وتختفي.
ولا بد من توفر الإمكانات المادية والمناخية لتنمية الموهبة التي قد تكون موهبة عقلية كالقدرة على الحفظ، ونستفيد بها في حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وقد تكون أدبية كموهبة الكتابة أو تأليف الشعر، وقد تكون رياضية كالميل إلى رياضة معينة والشغف بها، ومن المهم أن يدرك الآباء أهمية هذه المواهب في حياة الأبناء ويحسنوا توظيفها.
أما المهارة، فلها نفس الأهمية في حياة الأبناء كتعلم السباحة أو الأعمال اليدوية والفنية أو إتقان حرفة ما، وقد أكد الإسلام أن الله يحب المؤمن المحترف، وكذلك أمرنا بإتقان العمل وضرورة تعلم المهارات، كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، فمن ليس لديهم موهبة ما يتعلمون المهارة التي تكسبهم الثقة في النفس، وتوظيف الطاقات، والقدرة على التكيف مع ظروف الحياة.
* هل الدور يقوم على الأسرة فقط في اكتشاف المواهب وتعليم المهارات؟
** بالطبع لا، فللأسرة دورها الأساسي والأولى، فإذا تنبهت لمواهب أبنائها، ووفرت لهم المناخ المناسب لتنميتها عليها أن تنسق بعد ذلك مع كافة مؤسسات المجتمع، ففي المدرسة مع المشرف الاجتماعي والنفسي والمسئول عن الأنشطة المدرسية المختلفة، فمن خطه جميل هناك جماعة للخط، ومن يتمتع بنغمة صوت طيبة هناك جماعة الموسيقى أو الإنشاد، ومن موهبة الرسم لديه واضحة ينضم إلى جماعة الرسم وهكذا، والتميز بين الأبناء قد يختلف في الأسرة الواحدة؛ نظرًا للفروق الفردية بين كل طفل وآخر، وكذلك اختلاف المعايير التي يتم قياس الذكاء عليها، فبعد أن كان مقياس الذكاء واحدًا تعددت الآن لتصل إلى 7 أنواع من الذكاءات ما بين اجتماعي وعقلي وثقافي ومعرفي ورياضي وعلمي ومكاني، فهناك أيضًا المكتبات العامة التي تتوفر فيها هذه الأنشطة المختلفة والنوادي الرياضية والاجتماعية ومراكز تعليم اللغات ومهارات الكمبيوتر وغيرها.
ونعود إلى الأسرة التي لا بد أن تحيط الأبناء بجوٍّ من الحب والرعاية والاهتمام، وتعطي لهم الأمان في تنمية مواهبهم وقدراتهم؛ وذلك بالتشجيع المستمر والتقدير المتواصل، ومن مقومات تنمية المواهب داخل الأسرة أن تكون المسافة الزمنية بين الأبناء متسعة إلى حد ما؛ ما يتيح الفرصة للاهتمام والتركيز مع كل طفل على حدة لاكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم، وأن يكون الوالدان على درجة من التحصيل العلمي والمعرفي؛ مما يؤهلهم لذلك، وقد أشارت الدراسات إلى أن الطفل الأول وربما الثاني هم أكثر من يتمتع باهتمام ومتابعة الوالدين؛ وذلك بنسبة 65%، ومن ثَمَّ تختلف تنمية مهارات الأبناء باختلاف الترتيب وعدد أفراد الأسرة وقدرتها المادية كذلك.
قتل الموهبة
* ما التصرفات الخاطئة التي من الممكن أن تتسبب في قتل مواهب أبنائنا، وكيف يكون ذلك؟
** هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى اختفاء مواهب الأبناء وضمور مهاراتهم؛ ومنها عدم انتباه الآباء إليها منذ الصغر، وعدم الاهتمام منذ البداية بتعليمها، والعلاقة الأسرية الهشة والمتوترة دومًا لا يمكن أن تنمو فيها جوانب الإبداع أو الابتكار، فكثرة النزاعات والخلافات بين الوالدين بشكلٍ لا ينقطع، والتي يكون الأبناء فيها مهددين بعدم الاستقرار مثل هذه الأسرة لا تشجع على المواهب أو تنميها، وإذا لم يتوفر كذلك مناخ من الحرية والتشجيع المستمر.
والأخطر من ذلك كله هو العقاب الذي قد تمارسه بعض الأسر على أبنائها؛ سواء العقاب البدني أو النفسي؛ وذلك خطره أشد فلا يؤلم الجسد، ولكنه يحطِّم الروح والنفس، ويقتل أجمل المواهب ويئد المشاعر والأحاسيس في مهدها؛ كالإيذاء اللفظي والاستهزاء من الموهبة والنظرة الحادة أو الساخرة والتحقير من شأن الابن أو نعته بالفشل؛ سواء داخل الأسرة أو في نطاق المجتمع ككل.
وكما أن الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة تكون لهم مناهج خاصة وأساليب مختلفة في التعامل؛ فإن كذلك الموهوبين من أبنائنا لا بد من احتضانهم، وتوفير كافة المقومات التي تنمي مواهبهم وتزيد مهاراتهم؛ لأنهم عماد المجتمع وأساس تفوقه، وحتى لا تهرب هذه النماذج إلى مكان آخر باحثة عمن يرعاها ويطورها.
الموهبة والدراسة
* هل تؤثر الموهبة أو المهارة على التحصيل الدراسي؟ وكيف نوازن بينهما؟
** لا، بل العكس صحيح، فتنمية المواهب وتطوير المهارات لا تؤثر بالسلب على التحصيل الدراسي للأبناء إنما قد يحدث العكس بمعنى أن الانشغال الدائم في الدراسة وعدم إبداء الأهمية للمواهب قد يؤدي إلى تعطيلها، والمشكلة لدينا أن أساليب التعليم تعتمد على ما يسمى (ملء الوعاء) أي القدرة على حفظ أكبر قدر ممكن من المناهج، وتقاس الدرجة على كمية استظهار أو استرجاع هذه المعلومات، وقد تكون هذه الدرجة غير معبرة عن القدرات والإمكانيات الحقيقية للأبناء، أما في الخارج فلديهم التفوق العلمي والتكنولوجي لاعتمادهم على نظام (قدح الشرارة) أي إعطاء الفرصة للتفكير العلمي والمنهجي السليم الذي يعتمد على الإبداع والابتكار، بعيدًا عن التلقين وحشو العقول، بعيدًا على أن تكون لهذه المناهج علاقة بتنمية مهارات وقدرات الأبناء العقلية والعلمية أو لها ارتباط بأحداث المجتمع وتغيراته.
ومن الضروري أن يوازن الآباء بين الاهتمام بالتحصيل الدراسي للأبناء وبين تنمية مهاراتهم ورعاية مواهبهم، ويأتي ذلك من خلال إدراكهم بأهمية وخطورة الموهبة إذا لم يتم اكتشافها، ومن المهم ألا نعتبر اكتشاف المواهب وتنمية المهارات مضيعة للوقت وهدرًا للمال والجهد، أو أن نجعل التحصيل الدراسي هو الأساس، ونهمل باقي جانب الحياة المهارية والمعرفية، ولا يعني هذا أن نهمل الدراسة بل نهتم بالاثنين معًا، فالدراسة شهورها طويلة ومناهجها كثيرة، ومن الممكن ممارسة الهوايات وتنمية المواهب أثناء الدراسة أيضًا، فالجزء العاطل من المخ يضمر ولا يؤدي وظيفته، ولن يبقى العقل طوال عمره في دراسة مناهج يحفظها ثم يسترجعها؛ ذلك من شأنه أن يعطل فيه قدرات ومهارات لا حصر لها.
* وكيف يمكن الاستفادة من الإجازات في رعاية المواهب وتنمية المهارات؟
** فترات الإجازة هي من أفضل الأوقات لرعاية المواهب وتنمية المهارات أو لتعلم مهارات جديدة، وتختلف تلك المهارات باختلاف السن والنوع والميول والاتجاهات لدى الأبناء، فالطفل يكون في حاجةٍ ماسةٍ إلى اللعب، والكبير قد يجد ضالته في الالتحاق بدورات تدريبية لتعلم مهارات جديدة، والفتاة من المفيد أن تتقن مهارات جديدة في إعداد الطعام أو الفنون اليدوية أو الانضمام إلى دورات خاصة بالحياة الزوجية وتربية الأبناء؛ وذلك للفتى أيضًا إذا كانوا من المقبلين على الزواج، وهكذا ينتفع الأبناء بما تعلموه من مهارات في الإجازة في واقع حياتهم العملية، وبذلك تكون المواهب والمهارات في غاية الأهمية لبناء إنسان متوازن في كافة نواحي حياته، وبتطبيقها في الحياة العملية والواقعية ترتقي به إلى الأفضل في كل شيء.
منقول
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟