ـ
كيف نربي جيل النصر ؟؟
وسط تداعيات الأحداث الأخيرة في الأقصى والأراضي المحتلة والتكثيف الإعلامي غير المسبوق لمتابعة الأحداث وعرض تفاصيل ما يحدث بقسوته وآلامه يسأل كثير من الأمهات والآباء في هذه الأيام عمَّا إذا كان هناك أي أضرار على نفسية الطفل من رؤية مناظر العنف المعروضة على شاشات التلفاز ليل نهار؟ وهل نمنعهم من رؤية هذه المناظر؟ وإذا ما منعناهم كيف يمكن إذن أن نبني وعي الجيل الجديد؟ سألنا مجموعة من المتخصصين فاختلفت الآراء.
نعم..هذه مناسبة للتوعية
أجابت ا/أسماء الخفيف- الأخصائية الاجتماعية -عن السؤال:
ليس هناك سنة عمرية محددة يمكن أن نقول: إن بعدها يمكن رؤية ذلك الذي يعرض على شاشات التلفاز من قتل وجرح، من تدمير للمنازل وحرق للمساجد، فعلى كل أم أن تتعرف على شخصية طفلها، ومن خلال معرفتها تستطيع هي أن تحدد قدرته على تحمّل مثل هذه المناظر، فهناك الطفل المفرط في الحساسية، وهنا في المقابل الطفل ذو الشخصية الجادة أو الشخصية التي عندها نوع من أنواع الوعي.
القضية في مثال
بدءاً ننصح بتناول القضية بطريقة مبسطة وسطحية للسنين العمرية الأصغر: (3 – 4 - 5)، ثم يتم التناول بطريقة أكثر تفصيلاً وأكثر عمقاً كلما زاد سن الطفل.
فمثلاً: تبسط القضية كلها بمثال رجل غريب دخل البيت وسرق لعبتك، ماذا سيكون إحساسك، ثم أخذ في التمادي، وأخذ حاجياتك، وتمادى ونام في الحجرة يفعل فيها ما يشاء ولا يسمح لسواه بالدخول إليها، أو التصرف فيها إلا بالطريقة التي حددها.. ثم تمادى وسرق البيت ثم الحي ثم البلدة.. البداية تكون بالمثال المبسط المحسوس.
هل تعرف المسجد الأقصى؟
اجعليه يرتبط بالمسجد الأقصى وجدانيًّا وروحيًّا عن طريق الصور وإظهار حبك للمسجد، هناك من الأمهات من يعوِّد أولاده الصغار (2 - 4 سنوات) على تقبيل مجسم وصورة المسجد والقرآن قبل النوم، فالمجسد بين الحين والحين أمام أعين الأطفال لا شك أن له آثاره الإيجابية على الارتباط الروحي بالمسجد.
ثم مع التقدم في السن يتم تفسير مكانة المسجد بشرح الآيات الواردة في أول سورة الإسراء، وبشرح حديث "لا تُشَدًّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد.."، ثم يطلب من الصغير التعبير عن شعوره وهو محروم من زيارة هذه الأماكن المقدسة، ويتم بعدها سرد لبطولات أطفال في مثل سنه يدافعون عن المسجد وعن الحرم.
لا مانع من شراء صور وكتب بها شرح الآثار الإسلامية ولتاريخ المسجد.
غرس لمعاني القوة والوحدة
يتم ضرب الأمثلة من التاريخ الإسلامي وبصفة خاصة لتوحيد صلاح الدين للأمة، مما كان ذلك إيذانًا بالنصر في حطين وتحرير المسجد كله، مع ضرورة استكمال هذا الحديث بواجب الطفل نحو الأطفال الآخرين في فلسطين، فهو عليه واجب مهم لا يمكن أن يستهين به؛ لأنه واجب مفروض علينا جميعًا ألا وهو الدعاء، ألم يكن سيدنا عمر – رضي الله عنه – يلتمس دعاء الأطفال لأنه مستجاب، ثم يعلم الطفل كيف يدعو لهم بأدعية مبسطة: "اللهم هون عليهم، اللهم انصرهم، اللهم أعزهم".. ومن المستحب أن يعتاد الطفل رؤية والده يقنت في الصلاة، ويكون الدعاء لنصرة المسلمين بصورة جهرية.
تعظيم دوره داخله
ثم يأتي دور "العمل الإيجابي الثاني" ألا وهو الدعم المالي، وذلك عن طريق تشجيع الأطفال على إخراج شيء من مصروفاتهم في سبيل دعم الانتفاضة.. وفي الوقت نفسه يذكر الأطفال الصغار بما قام به أطفال الصحابة مثل معاذ ومعوذ - رضي الله عنهما - في غزوة بدر، وأسامة بن زيد – رضي الله عنه - في غزوة تبوك حينما قاد جيشًا كان بين جنوده سيدنا أبوبكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم جميعًا - وهنا يأتي دور التشجيع وتعظيم أي جهود يقوم بها الصغير، ويتم الكلام بصورة مكثفة عن أطفال الصحابة - رضي الله عنهم - وعن دورهم الإيجابي في نشر الدعوة.
القضية باللعب والرسوم
ولا مانع أبدًا من شرح القضية عن طريق اللعب، بأن يبني الصغير بالمكعبات مسجدًا كمثال مصغر للمسجد الأقصى، ثم تقوم الأم بتمثيل ما يحدث على أرض الواقع بالعرائس الصغيرة للطفل، وهنا تشرح له أن التكبير وتذكر الله تعالى والصلة به ستلعب دورًا في النصر.
ثم في النهاية تشجع الطفل على التعبير عن نفسه بالرسم والكتابة والشعر..
أما الإجابة عن "لماذا يحدث كل هذا؟! فيكون بطريقة مبسطة؛ لأن المسلمين بعدوا عن دينهم وتفرقوا وتفرقت بهم السبل فكان ما كان.
قاطع من قطع الرقاب
كيف يمكن لأطفالنا أن يستوعبوا معنى المقاطعة إذا عرضت القضية بأسلوب مبسط، نرجع هنا مرة أخرى إلى ضرب الأمثلة:
هذا اللص الذي استحل حرمة حجرتك وبيتك واستولى عليهما دونما مراعاة لخصوصياتك ومشاعرك يلوح لك الآن بآيس كريم، هو يريد أن يبيع لك المثلجات والآيس كريم والمأكولات الجميلة المحببة إلى نفسك، ولكنك تعلم أنه يأخذ المال الذي تدفعه له لشراء بندقية؛ ليقوم بقتل الأطفال العزل بها، فهو يأخذ مالك ليقتل أخاك، أتحب أن يحدث ذلك لك ؟ "لا يُؤْمِن أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه".
المقاطعة تكون بإيجاد البدائل المحببة إلى نفس الأطفال، ولا مانع من تدليل الأطفال قليلاً حتى يعتادوا نمط الحياة الجديدة: عصائر تُعَدُّ في المنزل، وتصب في أكواب ملونة جديدة، والخروج إلى المتنزهات والانطلاق في الهواء الطلق بدلاً من الذهاب إلى المطاعم.. وفي أثناء كل هذه الخطوات يتم التذكير بالهدف من وراء ذلك، وهو في عالم الطفل "لماذا"؟! ويتم ربط كل خطوة بالثواب المرجو من ورائها.
نحن دومًا، كأمهات نفكر كيف نربي طفلاً مثقفًا ومتعلمًا، ورياضيًّا، وقويًّا، ولكن هل فكرنا ولو للحظة أن المقاطعة مناسبة، وتعلمنا كيف نربي أنفسنا وأبناءنا على أن نكون أحرارًا من شهواتنا، أحرارًا من القيود.
علينا أن نربيهم على أن يكونوا ذوات أنفس حرة وليسوا إِمَّعات لأنماط غربية البناء، ولا يتم البناء خلال لحظات، ولكنه يحتاج إلى استمرارية، فالجذور عليها أن تمتد إلى باطن قلب الطفل، فنحن نريد أن نزرع شجرة راسخة اسمها "الوعي".
رؤية أخري
أجابت عن نفس السؤال أ/عزة التهامي ماجستير في الإرشاد النفسي
قبل أن أبدأ في الإجابة عن سؤالك أود أن أنوِّه عن بديهية تربوية، وهي: أن عنصر الوقت عنصر مهم للغاية في عملية التربية، فإذا أردنا أن نغرس قيمة ما في نفوس أطفالنا، فإن هذا لا شك يستغرق وقتًا حتى يؤتي ثماره، ولا يكون غرس هذه القيمة وليد أزمة ما أو لحظة حماس.
وعلى أساس هذه البديهية، نبدأ بإذن الله في الرد على السؤال، والسؤال يتكون من شقين، الشق الأول: وهو عمَّا إذا كان الأطفال يتعرضون لضرر نفسي، إذا ما تابعوا المشاهد المأسوية التي تحدث بفلسطين خلال التليفزيون ؟ وكيف تتم توعيتهم بطريقة سليمة بهذه القضية؟
والشق الثاني: كيف يقاطع أبناؤنا المنتجات الأمريكية عن قناعة تامة، وخاصة أنهم متعلقون بها تعلقًا شديدًا؟
الرد: قد اختلف علماء التربية حول السن الذي يستطيع الطفل فيه أن يرى مشهدًا مأساويًّا دون أن يتعرض لضرر نفسي، يسبب له بعض الاضطرابات النفسية فيما بعد، فالبعض رأى سن الثانية عشرة هو السن المناسب، ورأى آخرون سن العاشرة (وأنا أرجح هذا السن)، وفريق ثالث يرى سن التاسعة، لكن على أية حال حذَّر معظمهم أن يكون ذلك قبل سن الثامنة، ويرى فريق آخر أن الأمر يتوقف على عدة عوامل منها: البيئة (فأطفال البيئة الصحراوية والريفية أكثر تقبلاً لهذه المشاهد من أطفال البيئة المدنية)، والاتجاهات الوالدية، وطريقة التنشئة وترتيبه بين إخوته، أو تعرض الطفل لبعض الظروف القاسية....
وأرى أن القضية الأساسية ليست في رؤية المشاهد المأساوية، ولكن في توعية أبنائنا بالقضية الفلسطينية بوجه خاص وأحوال المسلمين بوجه عام، وإليكِ الخطوات التالية لتوعية أبنائنا الوعي السياسي انصحي دون تطرف أو سلبية:
1. في سن الثالثة والرابعة:
كلنا يُعنى بقص بعض القصص على مسامع أولاده، فاحرصي على قص حكايات عن الخير والشر، وأن أهل الخير أو أصحاب الحق متمسكون به وأن الغلبة لهم في نهاية القصة، والأفضل أن يكون أبطال هذه القصص من الحيوانات؛ لأنها تستهوي الأطفال أكثر من غيرها.
· وفي نهاية الرابعة، تبدئين في قص بعض قصص الأنبياء، وتستهوي الأطفال في هذه السن حكايات المعجزات (عصا موسى عليه السلام التي تتحول إلى حية، وكيفية نجاة موسى - عليه السلام - ومن معه وغرق فرعون وجنوده في البحر، وأجزاء مختارة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن احذري أن تتعرضي لبعض المشاهد، مثل: وضع أم موسى له في الصندوق وإلقائه في اليم، أو قصة الذبيح في قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام).
· ابدئي في أن يتعرف الطفل على بلده وجزء من تاريخه وحكاية لبعض أبطاله، وعليك أن تستخدمي في ذلك بعض اللوحات أو تقومين بالتمثيل لهذه القصص معه، واستخدمي في ذلك عمل الوجوه بالألوان وبعض الملابس البسيطة التي تمثل بعض الشخصيات.
· اختيارك لأفلام الكرتون التي يشاهدها طفلك لا بد، وأن تعزز حكاياتك.
· تعزيز المواقف الشجاعة التي يقوم بها طفلك، والثناء عليه، وهذا في كل المراحل العمرية التي نتحدث عنها.
ملحوظات: لا تقتصري في حكاياتك على هذا النوع فقط، بل هناك الحكايات التي ترسخ القيم الأخرى من: بر، وإتقان للعمل، وفضيلة الصدق....
كما يجب أن تعبري بصوتك وبجسدك تعبيرات تتلاءم مع القصة التي تحكيها.
لا بد وأن تغلفي حكاياتك بالدفء والأمن والمرح.
وطبعًا توعية أبنائنا لا تكون مقتصرة على الجانب القصصي فقط، بل تتمثل أيضًا في سلوك الوالدين واتجاهاتهما، فلن يكون لدى الأبناء أي وعى من أي نوع إن لم يتمتع الوالدان بهذه الصفة.
لا بد وأن يشارك الأب في كل الخطوات السابقة واللاحقة.
2. في سن الخامسة والسادسة:
· أن يحرص الوالدان على متابعة النشرات الإخبارية دون حث الأولاد على ذلك، وبعد الانتهاء لا بد من أن يتناقشا معًا فيما سمعا على مسمع من الأولاد.
· توجيه القصص إلى الأطفال الشجعان على مر التاريخ، ويساعدك في ذلك مجموعة قصصية بعنوان (أطفال أبطال).
· قصص الفاتحين من المسلمين.
3. في سن السابعة والثامنة:
· الاستمرار في متابعة ما سبق في المرحلة السابقة إلى جانب:
· اتجاه الحديث مع الأبناء في هذه المرحلة عن البلدان المجاورة.
وأن بعض الدول تظن في نفسها قوة أكبر، ويصوِّر لها غرورها أنها تستطيع أخذ بلاد أخرى تظن بها الضعف، وتبدأ القصص عن تاريخ الاستعمار في المنطقة العربية، وكيف أنها استطاعت أن تتحرر (وهنا يحبَّذ أن تُروى بعض العمليات الفدائية وكيف استطاعت الشعوب أن تتخلص من هذا الاستعمار برغم أنها لا تملك نفس قوته وهذا شأن المخلصين عبر التاريخ).
· في نهاية الثامنة قراءة عناوين. الصحف ومناقشة الأبناء فيها
· زيارة بعض الأماكن التاريخية التي تدعو للفخر بتاريخ بلاده مثل:
( بانوراما أكتوبر ونوضح لهم في هذه الزيارة كيف حدث التضامن العربي).
4. في سن التاسعة والعاشرة:
فضلاً عما سبق يخصص الآباء مع أبنائهم وقتًا دوريًّا يناقشون فيه أهم الأحداث الجارية وما رأيهم فيه، وكيفية علاج هذه القضايا من وجهة نظرهم.
وبعد سيدتي إذا تمت كل الخطوات السابقة بطريقة سوية منظمة تتفق مع سن الطفل، فثقي أن طفلك يكون مهيأ لكل ما يحدث على مستوى العالم بل وإيجابيًّا حيال ما يحدث.
وهنا نأتي للشق الثاني من السؤال، وهو مقاطعة المنتجات الأمريكية عن قناعة (مع ملاحظة أن الخطوات السابقة ستعين جدًّا على تسهيل هذا الأمر) وإليك هذه الخطوات أيضًا:
· محاولة إيجاد بدائل لمعظم المنتجات الأمريكية وليس شرطًا لكل المنتجات حتى يتعود الأطفال على الاستغناء عن بعض رغباتهم.
· يقوم الوالدان بالمقاطعة أولاً دون فرض ذلك على الأبناء، على أن يتم فتح نقاش متعمد أمام الأبناء، ولكن غير موجَّه لهم بعزمهما على هذه المقاطعة، فإذا أثار هذا الحوار فضول الأبناء وسألوا عن السبب فعليك بتوضيح الأمر لهم.
· اصطحاب الأبناء للتسوق، وعندما يشير أحد الأبناء إلى بعض المنتجات الأمريكية رغبة في شرائها، فإذا كان خاصًّا به فعليك بالتعليق التالي (إذا أردتها فعليك شراءها ولكن من مصروفك الخاص).
وأما إذا كان ما يود شراءه خاصًّا بالأسرة فالتعليق (لا حاجة لي بالمنتجات الأمريكية وأنت تعرف السبب).
· مناقشة مع الأبناء في أهمية مقاطعة هذه المنتجات، ووضع بعض البدائل كحل، مع توضيح أن معظم هذه المنتجات ليست ضرورية ويمكن الاستغناء عنها، حتى إذا لم يكن هناك بدائل ومع ذلك فأنت لن تحرميهم من هذه البدائل إذا أرادوا. وثقي أنهم سيتحمسون لذلك أكثر منك إذا اتبعنا الطرق السليمة في توجيههم.
منقول.اسلام اون لاين
كيف نربي جيل النصر ؟؟
وسط تداعيات الأحداث الأخيرة في الأقصى والأراضي المحتلة والتكثيف الإعلامي غير المسبوق لمتابعة الأحداث وعرض تفاصيل ما يحدث بقسوته وآلامه يسأل كثير من الأمهات والآباء في هذه الأيام عمَّا إذا كان هناك أي أضرار على نفسية الطفل من رؤية مناظر العنف المعروضة على شاشات التلفاز ليل نهار؟ وهل نمنعهم من رؤية هذه المناظر؟ وإذا ما منعناهم كيف يمكن إذن أن نبني وعي الجيل الجديد؟ سألنا مجموعة من المتخصصين فاختلفت الآراء.
نعم..هذه مناسبة للتوعية
أجابت ا/أسماء الخفيف- الأخصائية الاجتماعية -عن السؤال:
ليس هناك سنة عمرية محددة يمكن أن نقول: إن بعدها يمكن رؤية ذلك الذي يعرض على شاشات التلفاز من قتل وجرح، من تدمير للمنازل وحرق للمساجد، فعلى كل أم أن تتعرف على شخصية طفلها، ومن خلال معرفتها تستطيع هي أن تحدد قدرته على تحمّل مثل هذه المناظر، فهناك الطفل المفرط في الحساسية، وهنا في المقابل الطفل ذو الشخصية الجادة أو الشخصية التي عندها نوع من أنواع الوعي.
القضية في مثال
بدءاً ننصح بتناول القضية بطريقة مبسطة وسطحية للسنين العمرية الأصغر: (3 – 4 - 5)، ثم يتم التناول بطريقة أكثر تفصيلاً وأكثر عمقاً كلما زاد سن الطفل.
فمثلاً: تبسط القضية كلها بمثال رجل غريب دخل البيت وسرق لعبتك، ماذا سيكون إحساسك، ثم أخذ في التمادي، وأخذ حاجياتك، وتمادى ونام في الحجرة يفعل فيها ما يشاء ولا يسمح لسواه بالدخول إليها، أو التصرف فيها إلا بالطريقة التي حددها.. ثم تمادى وسرق البيت ثم الحي ثم البلدة.. البداية تكون بالمثال المبسط المحسوس.
هل تعرف المسجد الأقصى؟
اجعليه يرتبط بالمسجد الأقصى وجدانيًّا وروحيًّا عن طريق الصور وإظهار حبك للمسجد، هناك من الأمهات من يعوِّد أولاده الصغار (2 - 4 سنوات) على تقبيل مجسم وصورة المسجد والقرآن قبل النوم، فالمجسد بين الحين والحين أمام أعين الأطفال لا شك أن له آثاره الإيجابية على الارتباط الروحي بالمسجد.
ثم مع التقدم في السن يتم تفسير مكانة المسجد بشرح الآيات الواردة في أول سورة الإسراء، وبشرح حديث "لا تُشَدًّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد.."، ثم يطلب من الصغير التعبير عن شعوره وهو محروم من زيارة هذه الأماكن المقدسة، ويتم بعدها سرد لبطولات أطفال في مثل سنه يدافعون عن المسجد وعن الحرم.
لا مانع من شراء صور وكتب بها شرح الآثار الإسلامية ولتاريخ المسجد.
غرس لمعاني القوة والوحدة
يتم ضرب الأمثلة من التاريخ الإسلامي وبصفة خاصة لتوحيد صلاح الدين للأمة، مما كان ذلك إيذانًا بالنصر في حطين وتحرير المسجد كله، مع ضرورة استكمال هذا الحديث بواجب الطفل نحو الأطفال الآخرين في فلسطين، فهو عليه واجب مهم لا يمكن أن يستهين به؛ لأنه واجب مفروض علينا جميعًا ألا وهو الدعاء، ألم يكن سيدنا عمر – رضي الله عنه – يلتمس دعاء الأطفال لأنه مستجاب، ثم يعلم الطفل كيف يدعو لهم بأدعية مبسطة: "اللهم هون عليهم، اللهم انصرهم، اللهم أعزهم".. ومن المستحب أن يعتاد الطفل رؤية والده يقنت في الصلاة، ويكون الدعاء لنصرة المسلمين بصورة جهرية.
تعظيم دوره داخله
ثم يأتي دور "العمل الإيجابي الثاني" ألا وهو الدعم المالي، وذلك عن طريق تشجيع الأطفال على إخراج شيء من مصروفاتهم في سبيل دعم الانتفاضة.. وفي الوقت نفسه يذكر الأطفال الصغار بما قام به أطفال الصحابة مثل معاذ ومعوذ - رضي الله عنهما - في غزوة بدر، وأسامة بن زيد – رضي الله عنه - في غزوة تبوك حينما قاد جيشًا كان بين جنوده سيدنا أبوبكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم جميعًا - وهنا يأتي دور التشجيع وتعظيم أي جهود يقوم بها الصغير، ويتم الكلام بصورة مكثفة عن أطفال الصحابة - رضي الله عنهم - وعن دورهم الإيجابي في نشر الدعوة.
القضية باللعب والرسوم
ولا مانع أبدًا من شرح القضية عن طريق اللعب، بأن يبني الصغير بالمكعبات مسجدًا كمثال مصغر للمسجد الأقصى، ثم تقوم الأم بتمثيل ما يحدث على أرض الواقع بالعرائس الصغيرة للطفل، وهنا تشرح له أن التكبير وتذكر الله تعالى والصلة به ستلعب دورًا في النصر.
ثم في النهاية تشجع الطفل على التعبير عن نفسه بالرسم والكتابة والشعر..
أما الإجابة عن "لماذا يحدث كل هذا؟! فيكون بطريقة مبسطة؛ لأن المسلمين بعدوا عن دينهم وتفرقوا وتفرقت بهم السبل فكان ما كان.
قاطع من قطع الرقاب
كيف يمكن لأطفالنا أن يستوعبوا معنى المقاطعة إذا عرضت القضية بأسلوب مبسط، نرجع هنا مرة أخرى إلى ضرب الأمثلة:
هذا اللص الذي استحل حرمة حجرتك وبيتك واستولى عليهما دونما مراعاة لخصوصياتك ومشاعرك يلوح لك الآن بآيس كريم، هو يريد أن يبيع لك المثلجات والآيس كريم والمأكولات الجميلة المحببة إلى نفسك، ولكنك تعلم أنه يأخذ المال الذي تدفعه له لشراء بندقية؛ ليقوم بقتل الأطفال العزل بها، فهو يأخذ مالك ليقتل أخاك، أتحب أن يحدث ذلك لك ؟ "لا يُؤْمِن أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه".
المقاطعة تكون بإيجاد البدائل المحببة إلى نفس الأطفال، ولا مانع من تدليل الأطفال قليلاً حتى يعتادوا نمط الحياة الجديدة: عصائر تُعَدُّ في المنزل، وتصب في أكواب ملونة جديدة، والخروج إلى المتنزهات والانطلاق في الهواء الطلق بدلاً من الذهاب إلى المطاعم.. وفي أثناء كل هذه الخطوات يتم التذكير بالهدف من وراء ذلك، وهو في عالم الطفل "لماذا"؟! ويتم ربط كل خطوة بالثواب المرجو من ورائها.
نحن دومًا، كأمهات نفكر كيف نربي طفلاً مثقفًا ومتعلمًا، ورياضيًّا، وقويًّا، ولكن هل فكرنا ولو للحظة أن المقاطعة مناسبة، وتعلمنا كيف نربي أنفسنا وأبناءنا على أن نكون أحرارًا من شهواتنا، أحرارًا من القيود.
علينا أن نربيهم على أن يكونوا ذوات أنفس حرة وليسوا إِمَّعات لأنماط غربية البناء، ولا يتم البناء خلال لحظات، ولكنه يحتاج إلى استمرارية، فالجذور عليها أن تمتد إلى باطن قلب الطفل، فنحن نريد أن نزرع شجرة راسخة اسمها "الوعي".
رؤية أخري
أجابت عن نفس السؤال أ/عزة التهامي ماجستير في الإرشاد النفسي
قبل أن أبدأ في الإجابة عن سؤالك أود أن أنوِّه عن بديهية تربوية، وهي: أن عنصر الوقت عنصر مهم للغاية في عملية التربية، فإذا أردنا أن نغرس قيمة ما في نفوس أطفالنا، فإن هذا لا شك يستغرق وقتًا حتى يؤتي ثماره، ولا يكون غرس هذه القيمة وليد أزمة ما أو لحظة حماس.
وعلى أساس هذه البديهية، نبدأ بإذن الله في الرد على السؤال، والسؤال يتكون من شقين، الشق الأول: وهو عمَّا إذا كان الأطفال يتعرضون لضرر نفسي، إذا ما تابعوا المشاهد المأسوية التي تحدث بفلسطين خلال التليفزيون ؟ وكيف تتم توعيتهم بطريقة سليمة بهذه القضية؟
والشق الثاني: كيف يقاطع أبناؤنا المنتجات الأمريكية عن قناعة تامة، وخاصة أنهم متعلقون بها تعلقًا شديدًا؟
الرد: قد اختلف علماء التربية حول السن الذي يستطيع الطفل فيه أن يرى مشهدًا مأساويًّا دون أن يتعرض لضرر نفسي، يسبب له بعض الاضطرابات النفسية فيما بعد، فالبعض رأى سن الثانية عشرة هو السن المناسب، ورأى آخرون سن العاشرة (وأنا أرجح هذا السن)، وفريق ثالث يرى سن التاسعة، لكن على أية حال حذَّر معظمهم أن يكون ذلك قبل سن الثامنة، ويرى فريق آخر أن الأمر يتوقف على عدة عوامل منها: البيئة (فأطفال البيئة الصحراوية والريفية أكثر تقبلاً لهذه المشاهد من أطفال البيئة المدنية)، والاتجاهات الوالدية، وطريقة التنشئة وترتيبه بين إخوته، أو تعرض الطفل لبعض الظروف القاسية....
وأرى أن القضية الأساسية ليست في رؤية المشاهد المأساوية، ولكن في توعية أبنائنا بالقضية الفلسطينية بوجه خاص وأحوال المسلمين بوجه عام، وإليكِ الخطوات التالية لتوعية أبنائنا الوعي السياسي انصحي دون تطرف أو سلبية:
1. في سن الثالثة والرابعة:
كلنا يُعنى بقص بعض القصص على مسامع أولاده، فاحرصي على قص حكايات عن الخير والشر، وأن أهل الخير أو أصحاب الحق متمسكون به وأن الغلبة لهم في نهاية القصة، والأفضل أن يكون أبطال هذه القصص من الحيوانات؛ لأنها تستهوي الأطفال أكثر من غيرها.
· وفي نهاية الرابعة، تبدئين في قص بعض قصص الأنبياء، وتستهوي الأطفال في هذه السن حكايات المعجزات (عصا موسى عليه السلام التي تتحول إلى حية، وكيفية نجاة موسى - عليه السلام - ومن معه وغرق فرعون وجنوده في البحر، وأجزاء مختارة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن احذري أن تتعرضي لبعض المشاهد، مثل: وضع أم موسى له في الصندوق وإلقائه في اليم، أو قصة الذبيح في قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام).
· ابدئي في أن يتعرف الطفل على بلده وجزء من تاريخه وحكاية لبعض أبطاله، وعليك أن تستخدمي في ذلك بعض اللوحات أو تقومين بالتمثيل لهذه القصص معه، واستخدمي في ذلك عمل الوجوه بالألوان وبعض الملابس البسيطة التي تمثل بعض الشخصيات.
· اختيارك لأفلام الكرتون التي يشاهدها طفلك لا بد، وأن تعزز حكاياتك.
· تعزيز المواقف الشجاعة التي يقوم بها طفلك، والثناء عليه، وهذا في كل المراحل العمرية التي نتحدث عنها.
ملحوظات: لا تقتصري في حكاياتك على هذا النوع فقط، بل هناك الحكايات التي ترسخ القيم الأخرى من: بر، وإتقان للعمل، وفضيلة الصدق....
كما يجب أن تعبري بصوتك وبجسدك تعبيرات تتلاءم مع القصة التي تحكيها.
لا بد وأن تغلفي حكاياتك بالدفء والأمن والمرح.
وطبعًا توعية أبنائنا لا تكون مقتصرة على الجانب القصصي فقط، بل تتمثل أيضًا في سلوك الوالدين واتجاهاتهما، فلن يكون لدى الأبناء أي وعى من أي نوع إن لم يتمتع الوالدان بهذه الصفة.
لا بد وأن يشارك الأب في كل الخطوات السابقة واللاحقة.
2. في سن الخامسة والسادسة:
· أن يحرص الوالدان على متابعة النشرات الإخبارية دون حث الأولاد على ذلك، وبعد الانتهاء لا بد من أن يتناقشا معًا فيما سمعا على مسمع من الأولاد.
· توجيه القصص إلى الأطفال الشجعان على مر التاريخ، ويساعدك في ذلك مجموعة قصصية بعنوان (أطفال أبطال).
· قصص الفاتحين من المسلمين.
3. في سن السابعة والثامنة:
· الاستمرار في متابعة ما سبق في المرحلة السابقة إلى جانب:
· اتجاه الحديث مع الأبناء في هذه المرحلة عن البلدان المجاورة.
وأن بعض الدول تظن في نفسها قوة أكبر، ويصوِّر لها غرورها أنها تستطيع أخذ بلاد أخرى تظن بها الضعف، وتبدأ القصص عن تاريخ الاستعمار في المنطقة العربية، وكيف أنها استطاعت أن تتحرر (وهنا يحبَّذ أن تُروى بعض العمليات الفدائية وكيف استطاعت الشعوب أن تتخلص من هذا الاستعمار برغم أنها لا تملك نفس قوته وهذا شأن المخلصين عبر التاريخ).
· في نهاية الثامنة قراءة عناوين. الصحف ومناقشة الأبناء فيها
· زيارة بعض الأماكن التاريخية التي تدعو للفخر بتاريخ بلاده مثل:
( بانوراما أكتوبر ونوضح لهم في هذه الزيارة كيف حدث التضامن العربي).
4. في سن التاسعة والعاشرة:
فضلاً عما سبق يخصص الآباء مع أبنائهم وقتًا دوريًّا يناقشون فيه أهم الأحداث الجارية وما رأيهم فيه، وكيفية علاج هذه القضايا من وجهة نظرهم.
وبعد سيدتي إذا تمت كل الخطوات السابقة بطريقة سوية منظمة تتفق مع سن الطفل، فثقي أن طفلك يكون مهيأ لكل ما يحدث على مستوى العالم بل وإيجابيًّا حيال ما يحدث.
وهنا نأتي للشق الثاني من السؤال، وهو مقاطعة المنتجات الأمريكية عن قناعة (مع ملاحظة أن الخطوات السابقة ستعين جدًّا على تسهيل هذا الأمر) وإليك هذه الخطوات أيضًا:
· محاولة إيجاد بدائل لمعظم المنتجات الأمريكية وليس شرطًا لكل المنتجات حتى يتعود الأطفال على الاستغناء عن بعض رغباتهم.
· يقوم الوالدان بالمقاطعة أولاً دون فرض ذلك على الأبناء، على أن يتم فتح نقاش متعمد أمام الأبناء، ولكن غير موجَّه لهم بعزمهما على هذه المقاطعة، فإذا أثار هذا الحوار فضول الأبناء وسألوا عن السبب فعليك بتوضيح الأمر لهم.
· اصطحاب الأبناء للتسوق، وعندما يشير أحد الأبناء إلى بعض المنتجات الأمريكية رغبة في شرائها، فإذا كان خاصًّا به فعليك بالتعليق التالي (إذا أردتها فعليك شراءها ولكن من مصروفك الخاص).
وأما إذا كان ما يود شراءه خاصًّا بالأسرة فالتعليق (لا حاجة لي بالمنتجات الأمريكية وأنت تعرف السبب).
· مناقشة مع الأبناء في أهمية مقاطعة هذه المنتجات، ووضع بعض البدائل كحل، مع توضيح أن معظم هذه المنتجات ليست ضرورية ويمكن الاستغناء عنها، حتى إذا لم يكن هناك بدائل ومع ذلك فأنت لن تحرميهم من هذه البدائل إذا أرادوا. وثقي أنهم سيتحمسون لذلك أكثر منك إذا اتبعنا الطرق السليمة في توجيههم.
منقول.اسلام اون لاين
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟