خنساء فلسطين الأولى فاطمة الجزار قدمت خمسة من أبنائها..وأربعة من أقاربها شهداء

بطولات على ارض فلسطين







خنساء فلسطين الأولى فاطمة الجزار قدمت خمسة من أبنائها..وأربعة من أقاربها شهداء

اسمها فاطمة الجزار ' أم رضوان'، ولقبها خنساء رفح..هي أم فلسطينية تبلغ
الستين من عمرها، قدمت أربعة من أبنائها شهداء، وأربعة آخرين من أقاربها،
ولا تزال رغم كبر سنها تحمل روحا ثورية، وهمة وعزيمة لا يحملها كثير من
الشباب، ولا يزال لسان حالها يقول: لا حل إلا بالجهاد والمقاومة، وسأستمر
في تقديم الشهداء حتى يأذن الله بالنصر .

والحاجة أم رضوان، تتقمص دور الأم الكبرى ' فلسطين' والتي تقدم كل يوم
أبناءها شهداء على مذبح الحرية من دون أن تضعف أو تكل أو تلين لها قناة،
وهي تدرك أن هذه الدماء ستثمر يوما ما .

وقد قدمت الحاجة أم رضوان أبناءها : اشرف وشرف ومحمود وأخرهم محمد الشيخ خليل القيادي في سرايا القدس

كما سبق أن قدمت أخيها شهيدا، وأيضا زوج ابنتها، واثنين من أحفادها، ربتهم جميعا على حب الوطن و أرضعتهم معنى العزة والكرامة .

سنبقى على العهد

مراسلنا كان في زيارة لمنزل العائلة وسط مخيم يبنا للاجئين بمدينة رفح جنوب
قطاع غزة بعد أن أنهت أم الشهداء مؤتمرا صحفيا ظهر الثلاثاء 28-9-2005
ونقلته وسائل الإعلام مباشرة

قالت لنا بصوت قوي : أولادي الشهداء قدمتهم فداءً للدين وللوطن وللقضية
وللمقدسات، الله يرضى عليهم ويجعلهم في مرتبة النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين ولن اندم لحظة على التضحيات '.

وتابعت تقول : هم قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ولقد قدمت قبل منهم أخي
الشهيد خضر الجزار عام 1967م وابن بنتي الشهيد حسن أبو زيد وابن بنتي
الشهيد خالد غنام وزوج ابنتي الشهيد خالد عواجة.

وأضافت : ' أنا قدمت أولادي الأربعة فداء للأقصى فداء لفلسطين فداء للقدس
مسرى الرسول الأعظم وأنا على استعداد أن أقدم باقي أولادي من أجل القدس ،
فلن تكسر دبابات الاحتلال إرادتنا ، وسنبقى على العهد ما بقينا '.

خنساء فلسطين

الحاجة فاطمة الجزار واحدة من خنساوات فلسطين وتعود جذور عائلة الشيخ خليل
التي شردت من ديارها عام 1948م من قرية (يبنا ) ليستقر بها الحال في مخيم
يبنا بمدينة رفح ، وعانت كباقي الأسر الفلسطينية لحظة اللجوء والتشرد لحظة
بلحظة ، وتوالت عليها الابتلاءات والمحن ، وهي صابرة محتسبة.. وفقدت أربعة
من أبنائها المجاهدين المجاهدين.

تقول أم الشهداء الأربعة وهيبة وقوة في صوتها :' الحمد لله الذي شرفني
باستشهادهم واسأل الله أن يجمعني معهم في الجنة ، واحتسبهم عند الله شهداء
خالصين لوجهه الكريم '.

الحمد لله

وعن لحظات تلقيها نبأ استشهاد ابنها الرابع محمد الشيخ خليل قالت الحاجة
الجزار : ' كنت اجلس في صالون المنزل وعندما وتوالت الأنباء باستشهاد ابني
محمد في قصف جوي فحمدت الله وسجدت شكرا لله على استشهاده

تابعت : أدركت أن هذا هو قدر الله ، فأخذت أزغرد واصرخ بصوت عال ، ووقفت
أوزع الحلوى على من جاء يواسينى في مصابي ، وأخذت النساء من حولي يهدئن من
روعي ، ويطلبن مني الدعاء والتسبيح والتهليل وقراءة القران شكرا لله ' .

وتضيف وهي تهيم بذاكرتها وتوزع نظراتها الحانية على أحفادها الذين تجمعوا
من حولها وتطل برأسها تتفحصهم ، وتنظر إلى عيونهم وبراءتهم ، وتتذكر
أبناءها الشهداء الأربعة واحدا تلو الأخر ، أنا فخورة باستشهادهم فهم
سافروا إلى الجنة عبر رحلة طويلة من الجهاد والمقاومة




اشرف الشهيد الأول

ولد الشهيد (اشرف الشيخ خليل ) مطلع عام 1965 ،في بيت مجاهد من بيوت مخيم
يبنا للاجئين بمدينة رفح ، ونشأ وترعرع على مائدة القران ، فكان احد أبرز
رواد مسجد الهدى في المخيم ، فحافظ على الصلاة في جماعة منذ نعومة أضفاره ،
وحتى يوم استشهاده ، وكان نموذجا ومثالا للشاب المسلم الذي حمل الأمانة

وعرف عن اشرف إخلاصه في العمل وجده واجتهاده ، والتحق بصفوف المقاومة وسافر
إلى لبنان واستشهد في اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 1/7/1991 م
في عملية بليدة بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في لبنان .




الشهيد الثاني شرف

الشهيد المجاهد شرف ما استكان في مقارعة الاحتلال أينما كانوا وكان مقاوما
شرسا ا وكان شعاره الدائم 'احرص على الموت توهب لك الحياة وللشهيد شرف
حكاية أخرى في دروب الجهاد والمقاومة وضرب مثالا مشرفا في حياة مليئة
بالصور الجهادية ، وجعل من حياته جميعها جهاد في سبيل الله ، واختار شرف
لنفسه الطريق الذي سيوصله إلى الجنة ، ليوقف نبض حياته المغموس بلحن الجهاد
، واستشهد الشهيد الثاني لعائلة الشيخ خليل في اشتباك مسلح في وسط البحر
بالقرب من مخيم نهر البارد وكانت عمليته ضمن التصدي لقوات الإنزال البحري
الصهيوني بتاريخ 2/1/1992.




الشهيد الثالث محمود

ولد الشهيد محمود في عام 1975م وتربى منذ نعومة أظفاره في ظل المسجد
المجاور لمنزله ' مسجد الهدى ' ، وأخذ في تعلم ودراسة القرآن وكان له حضور
فاعل في كافة ميادين العمل الجهادي ، وكان صاحب إصرار كبير على العمل
الجهادي حتى لو كلفه ذلك حياته .

وانضم محمود ابن العائلة المجاهدة الشيخ خليل المعروفة في رفح في صفوف
حركة الجهاد الإسلامي، وانخرط في عمل دؤوب مع إخوانه المجاهدين وكان محمود
دائماً متقدماً للصفوف في سرايا القدس

واستشهد محمود وهو احد قائد ميداني بسرايا القدس برفح عندما أطلقت طائرة
استطلاع إسرائيلية صاروخا على منزل العائلة في مخيم يبنا برفح في شهر
اكتوبر عام 2004، في إطار محاولة فاشلة لشقيقة الشهيد محمد .



الشهيد الرابع محمد

وولد القائد محمد الشيخ خليل في مدينة رفح لعام 1971م لأسرة فلسطينية
لاجئة تعود جذورها إلى يبنا داخل ارض فلسطين المحتلة عام 1948م وسافر إلى
لبنان مطارداً في عام 1989 وقرّر الرجوع إلى موطنه الأصلي فلسطين بعد
اتفاقية 'أوسلو' عام 1993، ولكن تمّ القبض علية أثناء عودته في مدينة مصر
وتمّ الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف

وقد شغل حتى لحظة استشهاده مسؤولية قيادة سرايا القدس في جنوب قطاع غزة
وقد نجا القيادي البارز محمد الشيخ خليل من عدة محاولات إسرائيلية سابقة
لاغتياله ، وينسب له الوقوف وراء العديد من العمليات التي قامت بها السرايا
خاصة في جنوب قطاع غزة.

وشارك مع مختلف فصائل المقاومة في صد الإجتياحات الإسرائيلية المتكررة لمدينة رفح

أصيب محمد إصابة بالغة حيث بترت ساقه في شهر نوفمبر لعام 2001 خلال خطأ
فني وقع مع مجموعته عندما استهدفت مجموعته المستوطنات الإسرائيلية بمجموعة
من قذائف الهاون وكان برفقته الشهيد القائد ياسر أبو العيش ومرافقه الشهيد
نصر برهوم

يعتبر محمد الشيخ خليل احد أهم المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث
تعرّض لأربع محاولات اغتيالٍ باءت كلها بالفشل، حيث كان آخرها محاولة
اغتياله بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم 'يبنا' جنوب رفح في
شهر أكتوبر لعام 2004.

ومنذ ذلك اليوم ولا زالت إسرائيل تبحث عنه في كل مكان إلى أن تم استشهاده
في قصف جوي حيث أفاد شهود عيان أن طائرة استطلاع قصفت السيارة وهي من نوع
مرسيدس ولونها أبيض، بصاروخ واحد على الأقل أثناء مرورها أمام مطعم 'شعفوط'
في شارع البحر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.




واستشهد كذلك ابنها الخامس الاسبوع الماضي





أحفادها شهداء

وللحاجة فاطمة الجزار خنساء رفح حكاية اخرى مع قوات الاحتلال حيث استشهدا
اثنينمن احفادها في يوم واحد وهم : الشهيد البطل حسن ابو زيد والشهيد البطل
خالد غنام .

وولد حفيدها الشهيد حسن احمد أبو زيد في مخيم يبنا للاجئين جنوب رفح لعام
1989م لعائلة فلسطينية لاجئة تعود جذورها إلى بلدة يبنا داخل أراضي
فلسطين المحتلة عام 1948م.

كما ولد حفيدها خالد في نفس العام وحول استشهادهما قالت الحاجة الجزار
:كان حسن وخالد يلعبون مع اصحابهما في ساحة اللعب و التي تبعد حوالي مائة
متر من الشريط الحدودي وتحيطها المنازل الشاهقة وظهرت فجأة دبابة صهيونية
تقوم بأعمال الدورية وتقدمت باتجاههما وصوبت نيران أسلحتها عن عمد باتجاههم
ليستشهد مع حفيدي حسن وحفيدي الثاني خالد غنام الشهيد اشرف موسي
بتاريخ 9/4/2005م

اللهم أغث أهل غزّة، اللهم أشدد أزرهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم أنزل عليهم دفئا وسلاما وأمنا وأمانا، اللهم تقبل شهدائهم واشف مرضاهم، اللهم ارحم الأمهات الثكالى والأرامل، اللهم ارحم شيوخا ركع وأطفالا رضع وبهائم رتع، اللهم عليك بالصهاينة المعتدين ومن والاهم وساعدهم، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم مزقهم، اللهم أحصهم عددا، اللهم اقتلهم بددا، اللهم لا تغادر منهم أحدا، اللهم لا ترفع لليهود رايه، اللهم ولا تحقق لهم غايه، اللهم واجعلهم لمن خلفهم آيه، اللهم لا ترفع لليهود في القدس رايه، ولا تحقق لليهود في غزّة غاية