ـ
أول استشهادية
وفاء شابة في الثامنة والعشرين من العمر تعمل متطوعة في إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني منذ سنتين ، عملت خلال هذه الفترة جاهدة للحصول على شهادة الإسعاف الأولي رغم أن شروط الانتساب لم تنطبق عليها وبنت لنفسها شبكة من العلاقات الاجتماعية سواء داخل المخيم أو خارجه على حد قول رفعة صديقتها التي استطردت «كانت تتعرف على أيّاً كان ، وعند الحديث تُشعر محدثها أنها تعطيه نفس الأهمية التي تعطيها للوزير مما جعل الكل يحبها».
لم يكن لوفاء أي توجه سياسي واضح المعالم. كما قالت رفعة صديقتها«لم يسبق لها أن أخبرتني أنها من فتح أو غيرها ، وكانت تنشط في اللجان الاجتماعية في نادي الأمعري الذي تعود مرجعيته لفتح وليس من المشترط أن يكون المنتسب لهذا النادي من فتح حتى يشارك أو يستفيد من نشاطاته».
وهي أخت وحيدة لثلاث أشقاء ينتمون لحركة فتح أكبرهم خليل مطلوب لإسرائيل رغم انه أمضى في معتقلاتها أكثر من أحد عشر عاماً متقطعة. كانت تعيش مع أمها وإخوتها وعائلاتهم في بيت واحد منذ طلاقها من ابن خالتها قبل ثلاث سنوات. أما غرفتها في بيتها الذي تم إخلاؤه منذ الإعلان عن اسمها كمنفذة للعملية في القدس خوفاً من القصف الإسرائيلي الذي انتهجه اليهود في الرد على أي عملية استشهادية تصيب أهدافا إسرائيلية في حين تم تحديد منزل آخر من منازل أهالي المخيم حيث توافدت عليه نسوة المخيم لتهنئة أم وفاء باستشهاد ابنتها ـ عودة لغرفتها:فهي لا تزيد مساحتها عن اثني عشر مترا مربعا جدرانها مكتظة بأبيات من الشعر أو مقولات مأثورة منها «إن دلال المغربي أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة
وكذلك علقت على جدرانها صورتين لها إحداهما وهي خريجة من دورة للإسعاف الأولي بتاريخ عام 1/9/1999 ، في حين تظهر وفاء
في الصورة الثانية مع مسئولين من وزارة العمل والهلال الأحمر الفلسطيني أثناء تسلمها شهادة السكرتارية والمسجل الطبي في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووزارةالعمل الفلسطينية حيث تحمل الشهادة رقم 171 –99 وبتاريخ 1/12/ 1999.
وفاء على ما يبدو أنها كانت تحب تربية العصافير والطيور الصغيرة التي خرجت من أقفاصها المعلقة داخل غرفة الضيوف وأخذت تطير داخل الغرفة الصغيرة في المنزل أثناء تصوير وسائل الإعلام لمنزلها للوقوف على الحالة التي يعيش فيها أهل وفاء وأهل المخيم، وفي إحدى زوايا الغرفة كان هناك مجسم للمسجد الأقصى وضعت بداخله صورة تضم اثنان من أشقاء وفاء ،
وبعد سؤالنا لأقربائها عن ذلك المجسم أخبرونا بأن شقيق وفاء الأكبر كان معتقل في سجون الاحتلال في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وهو الذي بعث بهذا المجسم لعائلته ليكون ذكرى منه لهم
و بالغرفة كذلك سرير كبير وخزانة خشبية قديمة ومرآة مكسور طرفها معلقة على الحائط، وفي الجهة الأخرى من الغرفة رفان أحدهما يحمل مسجلا والآخر يعج بأدوات التجميل وشرائط تزيين الشعر وقارورتين من العطور حيث كانت تحب الاستماع للمواويل الحزينة والأغاني الهادئة.
وتنحدر أسرة بطلتنا وفاء من مدينة الرملة في مناطق 1948حيث هاجرت مع أهلهاإلى مخيم الأمعري بالقرب من رام الله، وعاشت في ظروف اجتماعية صعبة نتيجة الفقر الذي يعيشه معظم الفلسطينيين ،
كانت ذاكرتها تضج بمشاهد وأصوات لأصدقاء وغرباء جرحوا وذبحوا هنا وهناك على مدار أكثر من سنتين قضتهما كمسعفة متطوعة عند خطوط التماس.
قالت إحدى صديقاتها: «كانت تتحدث كثيراً عما تشاهده في عملها. أكثر من مرة وصفت لي كيف بحثت عن ذراع مبتورة لأحدهم وكيف جمعت بقايا دماغ لشخص. آخر مرة روت لي قصة عن أحدهم أطلق الجنود النار عليه قرب الحاجز وتركوه ينزف لأكثر من ساعة ونصف. ووصفت كيف ضربها أحد الجنود بسلاحه على صدرها، متعمداً إهانتها كفتاة، عندما حاولت الاقتراب من الجريح. كانت تتفجر غضبا وهي تسرد هذه الأخبار. وتقول أتمنى لو كان بإمكاني الانتقام لكل هؤلاء الذين جمعت أشلاءهم».
وقد تعرضت وفاء للإصابة بالرصاص المطاطي مرتين أثناء محاولتها تقديم الإسعافات الأولية للمصابين والجرحى خلال المواجهات والاشتباكات مع جنود الاحتلال بالقرب من مفرق البالوع على المدخل الشمالي لمدينة 'البيرةfo ، إحداهما في رأسها حيث تسببت في إصابتها بغيبوبة استمرت يومان
وحسبما تقول والدتها «كانت تركبها شياطين الدنيا عندما يمنعون سيارة الإسعاف من الوصول لمكان ما، حتى إنها في إحدى المرات رفضت الذهاب معنا إلى أريحا عبر الطرق الالتفافية لزيارة خالتها، كانت تقول لا أريد أن أراهم (اليهود)».
كانت هذه المشاهد من الإرهاب اليهودي هي دافعها لقيامها بأول عملية استشهادية في شارع يافا بالقدس المحتلة يوم 27 كانون الثاني / يناير عام 2002 ، والتي أسفرت عن مقتل يهوديين و إصابة مئة آخرين بجروح إضافة إلى إصابة قائد شرطة الاحتلال بنوبة قلبية اثر علمه بالعملية
وإلى اللقاء في المقال القادم لتتعرفوا على آخر سويعاتها التي قضتها في دنيانا قبل استشهادها وأثر ذلك على أهلها وأهل المخيم الذي تعيش فيه
أول استشهادية
وفاء شابة في الثامنة والعشرين من العمر تعمل متطوعة في إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني منذ سنتين ، عملت خلال هذه الفترة جاهدة للحصول على شهادة الإسعاف الأولي رغم أن شروط الانتساب لم تنطبق عليها وبنت لنفسها شبكة من العلاقات الاجتماعية سواء داخل المخيم أو خارجه على حد قول رفعة صديقتها التي استطردت «كانت تتعرف على أيّاً كان ، وعند الحديث تُشعر محدثها أنها تعطيه نفس الأهمية التي تعطيها للوزير مما جعل الكل يحبها».
لم يكن لوفاء أي توجه سياسي واضح المعالم. كما قالت رفعة صديقتها«لم يسبق لها أن أخبرتني أنها من فتح أو غيرها ، وكانت تنشط في اللجان الاجتماعية في نادي الأمعري الذي تعود مرجعيته لفتح وليس من المشترط أن يكون المنتسب لهذا النادي من فتح حتى يشارك أو يستفيد من نشاطاته».
وهي أخت وحيدة لثلاث أشقاء ينتمون لحركة فتح أكبرهم خليل مطلوب لإسرائيل رغم انه أمضى في معتقلاتها أكثر من أحد عشر عاماً متقطعة. كانت تعيش مع أمها وإخوتها وعائلاتهم في بيت واحد منذ طلاقها من ابن خالتها قبل ثلاث سنوات. أما غرفتها في بيتها الذي تم إخلاؤه منذ الإعلان عن اسمها كمنفذة للعملية في القدس خوفاً من القصف الإسرائيلي الذي انتهجه اليهود في الرد على أي عملية استشهادية تصيب أهدافا إسرائيلية في حين تم تحديد منزل آخر من منازل أهالي المخيم حيث توافدت عليه نسوة المخيم لتهنئة أم وفاء باستشهاد ابنتها ـ عودة لغرفتها:فهي لا تزيد مساحتها عن اثني عشر مترا مربعا جدرانها مكتظة بأبيات من الشعر أو مقولات مأثورة منها «إن دلال المغربي أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة
وكذلك علقت على جدرانها صورتين لها إحداهما وهي خريجة من دورة للإسعاف الأولي بتاريخ عام 1/9/1999 ، في حين تظهر وفاء
في الصورة الثانية مع مسئولين من وزارة العمل والهلال الأحمر الفلسطيني أثناء تسلمها شهادة السكرتارية والمسجل الطبي في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووزارةالعمل الفلسطينية حيث تحمل الشهادة رقم 171 –99 وبتاريخ 1/12/ 1999.
وفاء على ما يبدو أنها كانت تحب تربية العصافير والطيور الصغيرة التي خرجت من أقفاصها المعلقة داخل غرفة الضيوف وأخذت تطير داخل الغرفة الصغيرة في المنزل أثناء تصوير وسائل الإعلام لمنزلها للوقوف على الحالة التي يعيش فيها أهل وفاء وأهل المخيم، وفي إحدى زوايا الغرفة كان هناك مجسم للمسجد الأقصى وضعت بداخله صورة تضم اثنان من أشقاء وفاء ،
وبعد سؤالنا لأقربائها عن ذلك المجسم أخبرونا بأن شقيق وفاء الأكبر كان معتقل في سجون الاحتلال في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وهو الذي بعث بهذا المجسم لعائلته ليكون ذكرى منه لهم
و بالغرفة كذلك سرير كبير وخزانة خشبية قديمة ومرآة مكسور طرفها معلقة على الحائط، وفي الجهة الأخرى من الغرفة رفان أحدهما يحمل مسجلا والآخر يعج بأدوات التجميل وشرائط تزيين الشعر وقارورتين من العطور حيث كانت تحب الاستماع للمواويل الحزينة والأغاني الهادئة.
وتنحدر أسرة بطلتنا وفاء من مدينة الرملة في مناطق 1948حيث هاجرت مع أهلهاإلى مخيم الأمعري بالقرب من رام الله، وعاشت في ظروف اجتماعية صعبة نتيجة الفقر الذي يعيشه معظم الفلسطينيين ،
كانت ذاكرتها تضج بمشاهد وأصوات لأصدقاء وغرباء جرحوا وذبحوا هنا وهناك على مدار أكثر من سنتين قضتهما كمسعفة متطوعة عند خطوط التماس.
قالت إحدى صديقاتها: «كانت تتحدث كثيراً عما تشاهده في عملها. أكثر من مرة وصفت لي كيف بحثت عن ذراع مبتورة لأحدهم وكيف جمعت بقايا دماغ لشخص. آخر مرة روت لي قصة عن أحدهم أطلق الجنود النار عليه قرب الحاجز وتركوه ينزف لأكثر من ساعة ونصف. ووصفت كيف ضربها أحد الجنود بسلاحه على صدرها، متعمداً إهانتها كفتاة، عندما حاولت الاقتراب من الجريح. كانت تتفجر غضبا وهي تسرد هذه الأخبار. وتقول أتمنى لو كان بإمكاني الانتقام لكل هؤلاء الذين جمعت أشلاءهم».
وقد تعرضت وفاء للإصابة بالرصاص المطاطي مرتين أثناء محاولتها تقديم الإسعافات الأولية للمصابين والجرحى خلال المواجهات والاشتباكات مع جنود الاحتلال بالقرب من مفرق البالوع على المدخل الشمالي لمدينة 'البيرةfo ، إحداهما في رأسها حيث تسببت في إصابتها بغيبوبة استمرت يومان
وحسبما تقول والدتها «كانت تركبها شياطين الدنيا عندما يمنعون سيارة الإسعاف من الوصول لمكان ما، حتى إنها في إحدى المرات رفضت الذهاب معنا إلى أريحا عبر الطرق الالتفافية لزيارة خالتها، كانت تقول لا أريد أن أراهم (اليهود)».
كانت هذه المشاهد من الإرهاب اليهودي هي دافعها لقيامها بأول عملية استشهادية في شارع يافا بالقدس المحتلة يوم 27 كانون الثاني / يناير عام 2002 ، والتي أسفرت عن مقتل يهوديين و إصابة مئة آخرين بجروح إضافة إلى إصابة قائد شرطة الاحتلال بنوبة قلبية اثر علمه بالعملية
وإلى اللقاء في المقال القادم لتتعرفوا على آخر سويعاتها التي قضتها في دنيانا قبل استشهادها وأثر ذلك على أهلها وأهل المخيم الذي تعيش فيه
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟