فراشات مبدعة

عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال :
" لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ، .................. "
رواه البخاري ومسلم
والإخناز هو التغيير والفساد .
و يفسربض العلماء هذا الحديث بأن اللحم كان قبل بني إسرائيل لا يخنز ولا يفسد ، وإن ترك أزماناً،
أي إن طبيعة اللحم كانت غير قابلة للفساد .
ثم إن الله عاقب بني إسرائيل بذنوبهم وبطرهم حين ما كان ينزل عليهم المن والسلوى ،
فتغيرت طبيعة اللحم وصارت إلى الفساد والإخناز إذا ما ترك اللحم .
قالوا : والله يعاقب على المعاصي كثيراً بالعقوبات الدنيوية ، والمصائب في الأموال والطعام والشراب .




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فراشات مبدعة

عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال :
" لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ، .................. "
رواه البخاري ومسلم
والإخناز هو التغيير والفساد .
و يفسربض العلماء هذا الحديث بأن اللحم كان قبل بني إسرائيل لا يخنز ولا يفسد ، وإن ترك أزماناً،
أي إن طبيعة اللحم كانت غير قابلة للفساد .
ثم إن الله عاقب بني إسرائيل بذنوبهم وبطرهم حين ما كان ينزل عليهم المن والسلوى ،
فتغيرت طبيعة اللحم وصارت إلى الفساد والإخناز إذا ما ترك اللحم .
قالوا : والله يعاقب على المعاصي كثيراً بالعقوبات الدنيوية ، والمصائب في الأموال والطعام والشراب .


فراشات مبدعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فراشات مبدعة

أكبر تجمع للمشروعات الإبداعية والموسوعات

 سلسلة شرايط تاريخ فلسطين د / طارق سويدان                                        كلمات متقاطعة تنمي معارف طفلك عن فلسطين                                                        مواقف كرتونية لتوعية أطفالنا بقضية فلسظين                                     
مشاهد تمثيلية لنصرة القضية الفلسطينية                                                  قصص تعينك على شرح قضية فلسطين لطفلك                                                  خمسون ياولدي تمر ooo ونحن نفترش التراب                           
رسومات للتلوين تغرس الاهتمام بقضية فلسطين في طفلك                                                   لاتغادر قبل ان تشاهد هذا الفيديو فكلمة راااااائع قليلة في حقه                                   
 قرد زعلان جدا ورافع قضية شوف ليه ؟؟بالصور                                                   ياقوم هذا فعلهم فأين فعلنا ؟؟ ( مشاهد فيديو )                                                  دليل الأقصى المصور                                                   أطفال نتعلم منهم صوت وصورة                                             سلسلة شرايط عمرو خالد فلسطين أمل وعمل                                                  سلسلة شرايط د / جمال عبد الهادي تاريخ بيت المقدس                                                     كتاب مميز جدا معركة الوجود بين القرآن والتلمود د/عبد الستار فتح الله                                                   كيف نربي جيل النصر ؟؟                        
 100 طريقة لغرس الوعي بقضية فلسطين عند أطفالك                                                    مدارس اليهود وكيفية تدريس الرياضيات                                                      لوحات مقدسية مسرحية استعراضية من ثلاثة فصول ( فيديو )                                                   ماذا سيكون شعورك لو حصل مافي هذه الصورة؟؟؟                                                   هل تعتقد أنك واحد ممن يقصدهم هذا الفيلم ؟؟                                                   ألعاب للأطفال لنصرة الأقصى                                                   مواقف كرتونية لتوعية أطفالنا بقضية فلسطين                                                  الكثير منا لايعرف هذه المعلومة عن المسجد الأقصى ( شاهد الفيديو لتعرفها )                                                    أسئلة مسابقة في سلسلة شرايط د / جمال عبد الهادي                                                    4 طرق لربط طفلك بقضية فلسطين                                                       
 علمي طفلك كيف يبدع ببالونته ؟؟                                                   بالورق الملون والمقص فقط اعملي أشكال خرااافة لزينة الحفلات                                                   سلة تحفة روووعة من الصلصال من صنع أحلى أطفال                                                  ارسم وجها بالأرقام واعمل بنفسك لوحة رااااائعة                               

المواضيع الأخيرة

» اوراق عمل تثري القدرات الاملائيه لطالب الثاني ابتدائي
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1

» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى

» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي

» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie

» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها

» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie

» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa

» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها

» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa

» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح

» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى

» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى

» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى

» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى

» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى

» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek

» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto

» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور

» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون

» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين

» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين

» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين

» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين

» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين

» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Emptyالسبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟


2 مشترك

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام الجمعة يونيو 03, 2011 9:25 pm

    أعلام لاينساها التاريخ أعلام لاينساها التاريخ أعلام لاينساها التاريخ أعلام لاينساها التاريخ أعلام لاينساها التاريخ










    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟











    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟






    كان اسمه في الجاهلية عبد شمس - وقيل غير ذلك - فسمَّاهُ رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (عبد الرحمن) ...
    وأمه ميمونة بنت صخر، وقيل أميمة .





    هيئته وأوصافه الجسمية:

    كان رجلاً آدم بعيد ما بين المنكبين، ذا ضفيرتين، أفرق الثنيتين، يخضب شيبه بالحُمرة، وكان أبيض ليناً لحيته حمراء، ورآه خباب بن عروة وعليه عمامة سوداء.





    نشأته قبل الإسلام:

    لا نعرف شيئاً كثيراً عن نشأته قبل إسلامه، إلاَّ ما كان يرويه عن نفسه، فقد ولد في اليمن، ونشأ فيها، يرعى غنم أهله، ويخدمهم، كما نشأ أترابه، نشأة القبيلة والبادية، توفي والده وهو صغير، فنشأ يتيماً، وقاسى شظف العيش، حتى مَنَّ الله عليه بالإسلام فكان له فيه الخير كله.




    أول من أسلم في قومه

    أسلم قديماً وهو بأرض قومه، على يد الطفيل بن عمرو، وكان الأول والوحيد من قومه الذي أسلم حين دعاهم الطفيل ( أسلموا كلهم بعد ذلك بعد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم "وكان إسلامه قبل الهجرة النبوية، وأما هجرته من اليمن إلى المدينة فقد كانت في ليالي فتح خيبر، ورواية " وعاء العلم " لهجرته توكِّدُ لنا قدم إسلامه. قال :
    خرج النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى خيبر وقدمت المدينة مهاجراً، فصليت الصبح خلف سباع بن عرفطة - وكان استخلفه - فقرأ في السجدة الأولى بسورة «مريم»، وفي الآخرة «ويل للمطففين» فقلت في نفسي: «ويل لأبي فلان - لرجل كان بأرض الأزد - وكان له مكيالان، مكيال يكيل به لنفسه ومكيال يبخص به الناس» وفي رواية: «ويل لأبي! قل رجل كان بأرض الأزد، إلاَّ وكان له مكيالان. مكيال لنفسه، وآخر يبخس به الناس»

    وقد ثبت في " صحيح البخاري
    " أنه ضلَّ غلام له في الليلة التي اجتمع في صبيحتها برسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنه جعل ينشد:
    يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ
    فلما قدم على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طلع غلامه، فقال له - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: «هَذَا غُلاَمُكَ يَا ...........»!!
    فقال: «هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ ال
    لَّهِ»

    وقد لازم النبيَّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى آخر حياته، وقصر نفسه على خدمته، وتلقَّى العلم الشريف منه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكان يدورمعه ويدخل بيته، ويحج ويغزو معه، يده في يده، يرافقه في حله وترحاله، في ليله ونهاره، حتيى حمل عنه العلم الغزير الطيب.





    إسلام أمه:

    أسلم" وعاء العلم " وهاجر إلى رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلاَّ أنَّ أمه بقيت على الشرك، وكان يدعوها إلى الإسلام فلا تستجيب , وأصابه من الهمِّ والحزن ما أصابه، كلما دعاها إلى الإسلام، تأبى عليه، فيزداد همَّهُ وحزنه.

    وفي يوم دعاها إلى الإسلام فأسمعته في رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما يكره، وهنا نفسح له المجال ليُحدِّثنا عما في نفسه، فيقول: جئت إلى رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا أبكي، فقلتُ: يا رسول الله، إني كنت أدعو أم ............ إلى الإسلام فتأبى عَلَيَّ، وإني دعوتُهَا اليوم، فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أنْ يهدى أم ........ إلى الإسلام، ففعل. فجئت البيت، فإذا الباب مجاف، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي، فقالت: كما أنت ، فلبست درعها، وعجلت عن خمارها، ثم قالت: ادخل يا ............، فدخلت، فقالت: أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، فجئت أسعى إلى رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبكي من الفرح، كما بكيت من الحزن، فقلت: أبشر يا رسول الله .. فقد أجاب الله دعوتك، قد هدى الله أم .............. إلى الإسلام، ثم قلت: يا رسول الله .. ادع الله أنْ يُحَبِّبَنِي وأمِّي إلى المؤمنين والمؤمنات، وإلى كل مؤمن ومؤمنة، فقال: اللهم حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا وأمه إلى كل من مؤمن ومؤمنة، فليس يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلاَّ أحبَّني .
    لقد فرح بإسلام أمه فرحاً شديداً، وبقي وفيًّا لها بارًّا بها يخدمها كل حياته، ولم يفارقها أبداً، حتى أنه لم يحجَّ حتى ماتت لصُحبتها





    ملازمته ارسول الله صلى الله عليه وسلم

    صحب " وعاء العلم " رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربع سنوات، في حله وترحاله، كان يدخل بيته، ويحضر مجالسه، وقد اتَّخذ الصفة مقاماً له فكان رجلاً مسكيناً يخدم رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ملء بطنه، يتنقَّل بين الصحابة يقرئونه القرآن، وجعله رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عريف أهل الصُفَّة، فإذا أراد الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنْ يجمعهم لطعام حضر، تقدَّم إلى "وعاء العلم "ليدعوهم ويجمعهم لمعرفته بهم وبمنازلهم ومراتبهم .
    وكان " وعاء العلم " يحب رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حباً شديداً، ففي يوم رفع رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدرة ليضربه بها، فقال له :
    «لأَنْ يَكُونُ ضَرَبَنِي بِهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ; ذَلِكَ بِأَنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مُؤْمِنًا، وَأَنْ يُسْتَجَابَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْوَتُهُ»
    وبينما كان المسلمون يحملون اللَّبَنَ إلى بناء المسجد، ورسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معهم، رآه " وعاءالعلم " وهو عارض لبنة على بطنه، فظن أنها شقت على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاستقبله قائلاً: ناولنيها يا رسول الله، فقال - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «خُذْ غَيْرَهَا يَا ...............، فَإِنَّهُ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآخِرَةِ»
    وكان يحب من أحبه رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقد لقي " وعاء العلم " الحسن بن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - فقال له: «أَرِنِي أُقَبِّلْ مِنْكَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ»، فَرَفَعَ القَمِيصَ وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ

    لم يفارق " وعاء العلم " رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إلاَّ حين بعثه مع العلاء الحضرمي إلى البحرين، ووصَّاهُ به، فجعله العلاء مؤذِّناً بين يديه، وقال له " وعاء العلم ":
    «لا تَسْبِقْنِي بِـ (آمِينَ) أَيُّهَا الأَمِيرُ» .

    كما أرسله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع قُدامة لأخذ جزية البحرين، فقد وجَّه رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كتاباً إلى المنذر بن ساوى أمير البحرين فقال:
    «أما بعد ... فإني بعثت إليك قدامة و.............، فادفع إليهما ما اجتمع عندك من جزية أرضك والسلام».





    التزام " وعاء العلم " السُنَّةَ:

    كان " وعاء العلم " يسير على هُدَى الرسول الأمين، ويقتدي به، ويُحِّذِرُ الناس من الانغماس في ملاذ الدنيا وشهواتها ، لا يفرق في ذلك بين غني وفقير، أو بين حاكم ومحكوم، يرشد الأمة إلى الحق والصواب،
    ها هو ذا يَمُرُّ بقوم يتوضَّأون فيقول لهم:
    " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمَ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ" ،
    ويسألونه عن القراءة في الصلاة، فيقول:
    «كُلُّ صَلاةٍ يُقْرَأُ فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ»

    ودخل " وعاء العلم " دَارَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَهِيَ تُبْنَى، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
    «يَقُولُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً»

    وكان لا يقبل مع حديث رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو مع سُنَّته شيئاً، ولا يرضى أنْ يضرب لها الأمثال، ومن ذلك ما قاله لرجل:
    «يَا ابْنَ أَخِي إِذَا حَدَّثْتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا، فَلاَ تَضْرِبْ لَهُ الأَمْثَالَ»

    وكان يقول:
    «ثَلاَثٌ أَوْصَانِي بِهِنَّ خَلِيلِي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لاَ أَدَعُهُنَّ أَبَدًا: الْوَتْرُ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»

    سأله عثمان النهدي: كيف تصوم؟ قال: أصوم من أول الشهر ثلاثاً ،
    كما كان يصوم الاثنين والخميس وكان أحياناً يصوم مع بعض أصحابه، ويجلسون في المسجد، يقولون: نطهر صيامنا

    قال أبو رافع: صَلَّيْتُ مَعَ ...............، صَلاةَ الْعَتَمَةِ - أَوْ قَالَ: صَلاةَ الْعِشَاءِ - فَقَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، فَسَجَدَ فِيهَا، فَقُلْتُ: يَا ............!؟ فقال: سَجَدْتُ فِيهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلا أَزَالُ أَسْجُدُهَا حَتَّى أَلْقَاهُ وواضح أنَّ السجود المقصود هو سجود التلاوة في الآية الكريمة {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} .




    خشيته من الوقوع في المعصية


    وكان يحب التطهر ويخشى الوقوع في المعصية،حتى أنه خشي على نفسه - وهو شاب في أول عهده بالرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنْ يقع بالزنا، فقال:
    يا رسول الله ... إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِيَ الْعَنَتَ، وَلاَ أَجِدُ طَوْلاً أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، أَفَأَخْتَصِي؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَالَ ثَلاَثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاَقٍ، فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ، أَوْ دَعْ»

    أي كتب عليك ما أنت عليه، فاستسلم لذلك، أو لا تستسلم له، وليس هذا من باب التخيير بل من باب الردع، ليحمل أبا هريرة على الصبر، وعلى حفظ نفسه، ومهما يكن هذا الخبر، فإنه يدل على ورعه وتقواه، وحرصه على التزام طاعة الله ورسوله، وخشيته من الزلل في المعاصي فتقدم مضحياً بشهوته وبنفسه ليرضى عنه الله ورسوله، ولما عرف من رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حكم ما سأله، امتثل لأمره، والتزم الصبر والعبادة.
    كان يخشى الله كثيراً سراً وعلانية، فإذا مَرَّتْ به جنازة، يقول:
    «رُوحِي فَإِنَّا غَادُونَ، أَوِ اغْدِي فَإِنَّا رَائِحُونَ، مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ، وَغَفْلَةٌ سَرِيعَةٌ، يَذْهَبُ الأَوَّلُ وَيَبْقَى الآخِرُ لا عَقْلَ لَهُ!!؟»



    حريصاً على الاقتداء برسول الله في جُلِّ أعماله وتصرُّفاته وذكره وعبادته

    وكان حريصاً على الاقتداء برسول الله في جُلِّ أعماله وتصرُّفاته وذكره وعبادته، من ذلك ما رواه الإمام أحمد عن الزهري عن أبي سلمة: أَنَّ ..............، كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، وَيَقُولُ: «إِنِّي أَشْبَهُكُمْ صَلاَةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

    ومن هذا أيضاً ما رواه الترمذي بسنده عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ............. عَلَى المَدِينَةِ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى بِنَا ........... يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَرَأَ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَفِي السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ: {إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ} قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَدْرَكْتُ ............. فَقُلْتُ لَهُ: تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيٌّ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالكُوفَةِ!؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهِمَا»

    ومن ذلك ما رواه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
    قال رجل: يا رسول الله، أيصلي أحدنا في ثوب؟ قال: أولكلكم ثوبان!؟ قال أبو هريرة: أتعرف ...........! يصلي في ثوب واحد، وثيابه على الشجب ).

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
    قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ؟ قَالَ: «أَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «أَتَعْرِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَثِيَابُهُ عَلَى الْمِشْجَبِ»

    نختم تمسُّكه بسُنَّة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بما رواه سعيد بن المسيب عنه، قال:
    لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ بِالْمَدِينَةِ مَا ذَعَرْتُهَا، إنَّ رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا حَرَامٌ» .






    لايخشى في الله لومة لائم

    ونرى .......... يُحَدِّثُ مَنْ حوله عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
    «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدَكُمْ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلاَ يَمْنَعْهُ، فَلَمَّا حَدَّثَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ، طَأْطَئُوا رُءُوسَهُمْ، فَقَالَ: «مَا لِي أَرَاكُمْ مُعْرِضِينَ؟ وَاللهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ»
    لقد حدَّثهم في حسن الجوار ومعاملة الجار جاره، وحين رآهم مُعرضين اشتدَّ عليهم وأبى ألاَّ يعملوا ومعاملة الجار جاره، وأبى ألاَّ يعملوا طبقاً للسُنَّة وأحكامها وإنَّ قوله هذا وشدَّته، لا تقلُّ عن شِدَّة الفاروق عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وما أجمل عضبه لله ورسوله، الذي ظهر في عبارته «وَاللهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ». ومعنى قوله هذا: أنها كانت على ظهورهم وبين أكتافهم لا يقدرون أنْ يعرضوا عنها، لأنهم حاملوها

    وكان يسيئه أنْ يرى بعض المُصَلِّينَ يتأخَّرُون يوم الجمعة في حضورهم إلى الجامع حتى يخطب الإمام، فيقول:
    «لأَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُكُمْ بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقْعُدَ، حَتَّى إِذَا قَامَ الإِمَامُ يَخْطُبُ، جَاءَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» ،
    وفي قوله هذا دعوة المصلين إلى الحضور في أول الوقت، عملاً بالسُنَّة الشريفة،
    فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
    «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ،كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلائِكَةٌ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا فَاسْتَمَعُوا الذِّكْرَ» ،
    وإلى جانب العمل بهذا الحديث، فإنَّ قول" وعاء العلم ".صادر عن نفس طيِّبة، مرهفة الحسن، تشعر بشعور الآخرين، وتراعي إحساسهم، فقد أدرك ما في تخطي رقاب الناس من إزعاج المصلِّين، وإضاعة بعض الفائدة عليهم، فقال مقالته تلك.

    ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد أَنَّ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ».

    قَالَ أَبُو السَّائِبِ لأَبِي هُرَيْرَةَ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الإِمَامِ؟
    قَالَ أَبُو السَّائِبِ: فَغَمَزَ أَبُو هُرَيْرَةَ ذِرَاعِي،
    فَقَالَ: «يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْهَا فِي نَفْسِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ... »
    لقد أبى" وعاء العلم".إلاَّ أنْ يقف عند حديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويؤمره في جميع أحواله، وحض الناس على الاقتداء بالرسول الكريم، وعلى العمل بسُنَّته الطاهرة





    غيرته على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    وعن سعيد بن المسيب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    قَالَ رَجُلٌ: كَمْ يَكْفِي رَأْسِي فِي الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُبُّ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثًا». قَالَ: إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ؟ قَالَ: «كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ».




    يقسم الليل بينه وبين زوحته وابنته

    سمع من الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قوله:
    «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ»
    فكان هذا ديدنه، يصوم النهار، ويقوم الليل، يقوم ثلث الليل، ثم يوقظ امرأته فتقوم ثلثه، ثم توقظ هذه ابنته لتقوم ثلثه ، هكذا كانوا يتناوبون العبادة في الليل. وقد شهد بذلك ضيوفه وإخوانه، الذين خالطوه وعرفوه، وعاشوا معه.






    يقابل المسيء بالحُسنى

    وكان ورعاً تقياً يحب التقرُّب إلى الله، وكثيراً ما كان يقابل المسيء بالحُسنى، من هذا أنَّ زنجيَّة كانت له، قد غمتهم بعلمها، فرفع عليها يوماً السوط، ثم قال:
    «لَوْلاَ القِصَاصُ يَوْمَ القِيَامَةِ لأَغْشَيْتُكِ بِهِ وَلَكِنِّي سَأَبِيعُكِ مِمَّنْ يُوَفِّينِي ثَمَنَكِ أَحْوَجَ مَا أَكُونُ إِلَيْهِ، اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ».






    يُسبِّحُ كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة

    وكان له مسجد في مخدعه، ومسجد في بيته، ومسجد في حُجرته، ومسجد على باب داره، إذا خرج صلَّى فيها جميعاً، وإذا دخل صلى فيها جميعاً
    وكان يكثر من التسبيح والتكبير في أطراف النهار والليل، وكان يُسبِّحُ كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة، ويقول: «أُسَبِّحُ بِقَدْرِ ذَنْبِي» ، وكان يكثر الاستعاذة بالله من النار، ويُذَكِّرُ الناس بالله - عَزَّ وَجَلَّ -، ويحثَّهُمْ على طاعته .





    يُحَذِّرُ الناس من فساد الزمان

    وكثيراً ما كان يُحَذِّرُ الناس من فساد الزمان، فيقول: إذا رأيتم
    ستاً فأنْ كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها، فلذلك أتمنى الموت، أخاف أنْ يدركني:
    إذا أمرت السفهاء، وبيع الحكم، وتهون الدم، وقطعت الأرحام، وكثرت الجلاوزة، ونشأ نشء يتَّخذون القرآن مزامير






    " وعاء العلم " وابنته

    ولم يكن نصحه للناس فقط، بل كان يطبِّق هذا على نفسه وأهله، من ذلك أنَّ ابنته كانت تقول له:
    «يَا أَبَتِ ... إِنَّ البَنَاتَ يُعَيِّرْنَنِي، يَقُلْنَ: لِمَ لاَ يُحَلِّيكِ أَبُوكِ بِالذَّهَبِ؟»، فيقول: «يَا بَنَيَّةَ .. قُولِي لَهُنََّّ: إِنَّ أَبِي يَخْشَى عَلَيَّ حَرَّ اللَّهَبِ»
    .





    هل عرفته أم لاتزال لم تعرفه ؟؟؟

    إنه الصحابي الحليل أبو هريرة رضي الله عنه




    اشتهر أبو هريرة بكُنيته، حتى غلبت عليه على اسمه فكاد ينسى، وأظن هذا كان سبب الاختلاف في اسمه.
    وسئل أبو هريرة: لم كنيت بذلك؟ قال:
    كنيت أبا هريرة لأني وجدت هِرَّةً فحملتها في كُمِي، فقيل لي أبو هريرة. ورُوِيَ عنه أنه قال: وجدت هِرَّةً وحشية، فأخذت أولادها فقال لي أبي: ما هذه في حجرك؟ فأخبرته فقال: أنت أبو هريرة.
    وقد كان يرعى غنم أهله وهو صغير، ويداعب هِرَّتَهُ في النهار، فإذا جَنَّ الليلُ وضعها في شجرة، حتى إذا كان النهار أخذها ولعب بها، وفي "صحيح البخاري " أنَّ النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له:
    «يَا أَبَا هِرٍّ» كما ثبت أنه قال له: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ».
    وكان يقول:«لاَ تُكَنُّونِي أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّ النَبِيَّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَنَّانِي أَبَا هِرٍّ.وَالذَكَرُ خَيْرٌ مِنَ الأُنْثَى
    »







    تابعوا معنا سيرته رضي الله عنه


    عدل سابقا من قبل فدا الإسلام في الجمعة يونيو 03, 2011 11:02 pm عدل 1 مرات
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام الجمعة يونيو 03, 2011 10:56 pm

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة
















    فقره وعفافه:




    كان أبو هريرة أحد أعلام الفقراء والمساكين، صبر على الفقر الشديد، حتى أنه كان يلصق بطنه بالحصى من الجوع، يطوي نهاره وليله من غير أنْ يجد ما يقيم صلبه،
    يروي عن نفسه فيقول:
    «إِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بِشَبَعِ بَطْنِي، حَتَّى لاَآكُلَ الخَمِيرَ، وَلاَ أَلْبَسَ الحَبِيرَ، وَلاَ يَخْدِمُنِي فُلاَنٌ وَفُلاَنَةٌ، وَإِنْ كُنْتُ لاَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ مِنْ كِتَاِب اللهِ هِيَ مَعِي، كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي»





    ويقول:
    «وَكُنْتُ فِي سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الصُفَّةِ ما منهم رجل عليه رداء، إما بُرْدَةٌ، أو كساء قد ربطوها في أعناقهم ويشتدُّ بهم الألم منالجوع، فيخرج من بيته إلى المسجد، لا يخرجه إلاَّ الجوع، فيجد نفراً من أصحاب رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فيقولون: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ .. مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَيَقُولُ: «مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الْجُوعُ». فَقَالُوا: نَحْنُ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلاَّ الْجُوعُ. يقول أبو هريرة: فَقُمْنَا فَدَخَلْنَا عَلَى رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: «مَا جَاءَ بِكُمْ هَذِهِ السَّاعَةَ؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ بِنَا الْجُوعُ. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِطَبَقٍ فِيهِ تَمْرٌ فَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا تَمْرَتَيْنِ فَقَالَ: «كُلُوا هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ وَاشْرَبُوا عَلَيْهِمَا مِنَ الْمَاءِ فَإِنَّهُمَا سَتَجْزِيَانِكُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَجَعَلْتُ تَمْرَةً فِي حُجْرَتِي. فقال رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لِمَ رَفَعْتَ هَذِهِ التَّمْرَةَ؟»، فَقُلْتُ: «رَفَعْتُهَا لأُمِّي». فَقَالَ: «كُلَّهَا فَإِنَّا سَنُعْطِيكَ لَهَا تَمْرَتَيْنِ». فَأَكَلْتُهَا فَأَعْطَانِي لَهَا تَمْرَتَيْنِ.!! .
    أقول: هكذا فليكن الأبناء، ونعم الابن أنت يا أبا هريرة.





    وكثيراً ما كان يؤلمه الجوع، فيخرُّ مغشياً عليه في مسجد الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فيما بين منزل عائشة والمنبر، فيمرُّ به الرجل، فيظن به جنوناً، فيجلس على صدره، فيرفع أبو هريرة رأسه ليقول له:
    «لَيْسَ الَّذِي تَرَى، إِنَّمَا هُوَ الجُوْعُ» فَمَرَّ بِي أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ - مَا أَسْأَلُهُ إِلاَّ لِيَسْتَتْبِعَنِي -، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، فَمَرَّ عُمَرُ، فَكَذَلِكَ، حَتَّى مَرَّ بِي رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَرَفَ مَا فِي وَجْهِي مِنَ الجُوْعِ، فَقَالَ: «أَبُو هُرَيْرَةَ»؟ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ. فَدَخَلْتُ مَعَهُ البَيْتَ، فَوَجَدَ لَبَناً فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكُم هَذَا؟». قِيْلَ: أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ فُلاَنٌ. فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، انْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَادْعُهُمْ». وَكَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافَ الإِسْلاَمِ، لاَ أَهْلَ وَلاَ مَالَ، إِذَا أَتَتْ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَدَقَةٌ، أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يُصِبْ مِنْهَا شَيْئاً، وَإِذَا جَاءتْهُ هَدِيَّةٌ أَصَابَ مِنْهَا، وَأَشْرَكَهُمْ فِيْهَا، فَسَاءنِي إِرْسَالُهُ إِيَّايَ، فَقُلْتُ: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُصِيْبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ!! وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُوْلِهِ بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُجِيبِينَ. فَلَمَّا جَلَسُوا، قَالَ: «خُذْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَأَعْطِهِمْ». فَجَعَلْتُ أُعْطِي الرَّجُلَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَنَاوَلْتُهُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ مُتَبَسِّماً، وَقَالَ: «بَقِيْتُ أَنَا وَأَنْتَ». قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَاشْرَبْ»، فَشَرِبْتُ، قَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ: «اشْرَبْ» فَأَشْرَبُ، حَتَّى قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَجِدُ لَهُ مَسَاغًا، قَالَ: فَأَخَذَ فَشَرِبَ مِنَ الْفَضْلَةِ.






    وإليكم عِفَّةَ نفس أبي هريرة والجوع يُقَطِّعُ أمعاءه، يقول:
    أَتَيْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقُمْتُ لَهُ وَهُوَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَانْتَظَرْتُهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ دَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ: أَقْرِئْنِي، وَمَا أُرِيدُ إِلَّا الطَّعَامَ، قَالَ: فَأَقْرَأَنِي آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، فَلَمَّا بَلَغَ أَهْلَهُ دَخَلَ وَتَرَكَنِي عَلَى الْبَابِ فَأَبْطَأَ، فَقُلْتُ: يَنْزِعُ ثِيَابَهُ ثُمَّ يَأْمُرُ لِي بِطَعَامٍ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ، قُمْتُ فَمَشَيْتُ فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ خُلُوفَ فَمِكَ اللَّيْلَةَ لَشَدِيدٌ!!؟» فَقُلْتُ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ ظَلَلْتُ صَائِمًا، وَمَا أَفْطَرْتُ بَعْدُ، وَمَا أَجِدُ مَا أُفْطِرُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَى بَيْتَهُ فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ سَوْدَاءَ. فَقَالَ: «آتِينَا بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ». قَالَ: فَأَتَتْنَا بِقَصْعَةٍ فِيهَا وَضَرٌ مِنْ طَعَامٍ - أُرَاهُ شَعِيرًا - قَدْ أُكِلَ وَبَقِيَ فِي جَوَانِبِهَا بَعْضُهُ - وَهُوَ يَسِيرُ - فَسَمَّيْتُ وَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ، فَأَكَلْتُ حَتَّى شَبِعْتُ»





    وكان أبو هريرة يقول:
    «نَشَأْتُ يَتِيمًا، وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا، وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي، وَعُقْبَةِ رِجْلِي، فَكُنْتُ أَخْدُمُ إِذَا نَزَلُوا، وَأَحْدُو إِذَا رَكِبُوا، فَزَوِّجْنِيهَا اللَّهُ , فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا , وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا»





    وقال إمام التابعين سعيد بن المسيب (13 - 93 هـ):
    رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَطُوفُ بِالسُّوقِ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ، فَيَقُولُ: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟» فَإِنْ قَالُوا: لاَ، قَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ» .




    لم يكن أبو هريرة نهماً ذا بطنة، وما كان في يوم عبداً لشهوة بطنه، بل كان يكتفي بما يعلِّلُ به نفسه، أو يمسك عليه رمقه، فإذا ما أصبح لديه خمس عشرة تمرة، أفطر على خمس، وتسحَّر بخمس، وأبقى خمساً لفطره




    لقد صبر على الفقر طويلاً حتى أفضى به إلى الظل المديد، والخير الكثير، وبارك الله له في ماله، فكان كثير الشكر لله، يذكر دائماً أيام
    فقره، ويذكِّرُ الناس نعم ربهم، ويدعوهم إلى الاقتداء برسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،
    من ذلك أنَّ أبا هريرة مَرَّ بقوم بين أيديهم شاة مصليَّة، فدعوه أنْ يأكل فأبى وقال:
    «إنَّ رَسُولَ الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ»
    .





    شكره النعمة


    وقال مضارب بن حزن:
    «بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ تَحْتَ اللَّيْلِ، إِذَا رَجُلٌ يُكَبِّرُ، فَأُلْحِقُهُ بَعِيرِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ. قُلْتُ: مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ قَالَ: شُكْرٌ. قُلْتُ: عَلَى مَهْ؟ قَالَ: كُنْتُ أَجِيراً لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزْوَانَ ... فَزَوَّجَنِيهَا اللهُ!! فَهِيَ امْرَأتِي!!»


    ويأتيه ضيوف، فيبعث إلى أمه:
    «إِنَّ ابْنَكِ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ وَيَقُولُ: أَطْعِمِينَا شَيْئًا» فَتُرْسِلُ إِلَيْهِ ثَلاَثَةَ أَقْرَاصٍ فِي الصَحْفَةِ، وَشَيْئًا مِنْ زَيْتٍ وَمِلْحٍ، فَلَمَّا وَضَعَهَا رَسُولُهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، كبَّر أبو هريرة، وقال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا مِنَ الْخُبْزِ , بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ طَعَامُنَا إِلاَّ الأََسْوَدَيْنِ: التَّمْرَ وَالْمَاءَ» .


    ويتمخَّطُ في ثوب من كتان مُمَشَّقٍ، فيقول:
    «بَخٍ بَخٍ!! يَتَمَخَّطُ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي الْكَتَّانِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُجْرَةِ عَائِشَةَ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، يَجِيءُ الجَائِي يَرَى أَنَّ بِيَ جُنُوناً، وَمَا بِي إِلاَّ الجُوعُ» )!!.


    ...
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام الجمعة يونيو 03, 2011 11:37 pm

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة











    كرم أبي هريرة:




    كان أبو هريرة عفيف النفس مع فقره، فياض اليد، مبسوط الكف، جواداً، يحب الخير، ويكرم الضيوف، لا يبخل بما بين يديده، وإنْ كان قليلاً، فلم يحمله فقره على الشح، ولم يجعله دنيء النفس، يتكفَّفُ الناس .. قَالَ الطُّفَاوِيُّ:
    «نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِالمَدِيْنَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلاً أَشَدَّ تَشْمِيراً، وَلاَ أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ».




    وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِي:
    «قَالَ تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلاَثًا».




    كان أبو هريرة طيِّب الأخلاق، صافي السريرة، يحب الخير، حتى أنه تصدَّق بدار له في المدينة على مواليه !!.




    ويكفيه من الكرم أنْ يتصدَّق بكل ما تيسَّر له، ويظهر هذا فيما يرويه لنا كاتب مروان بن الحكم، قال:
    بَعَثَ مَرْوَانُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا كَانَ الغَدُ بَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي غَلَطْتُ، وَلَمْ أُرِدْكَ بِهَا، وَإِنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ غَيْرَكَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «قَدْ أَخْرَجْتُهَا، فَإِذَا خَرَجَ عَطَائِي فَخُذْهَا مِنْهُ -». وَكَانَ قَدْ تَصَدَّقَ بِهَا - وَإِنَّمَا أَرَادَ مَرْوَانُ اخْتِبَارَهُ !!.




    ذلكم أبو هريرة في فقره وغناه، في عسره ويسره، كان يفعل كل هذا لا يريد جزاءً ولا شُكُوراً، يبتغي وجه الله بعمله، وكان على ذلك منذ أيامه الأولى في الإسلام،
    يوم هاجر مسلماً إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المدينة، كان له غلام قد أبق منه، ولقي أبو هريرة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأعلن إسلامه، وإذا بغلامه يأتي، فيقول رسول الله - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: «هَذَا غُلاَمُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ». فَيَقُولُ: «هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ» فَيُعْتِقُهُ .
    لقد أعتق أبو هريرة مملوكه قربة لله، فرحاً مسروراً، وهو أحوج ما يكون إليه، فعوَّضهُ اللهُ خيراً منه، الإسلام وصُحبة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،




    وكان يحب أنْ يتصدَّق من ماله، ليشعر بالراحة النفسية، وينال أجره مرتين، قيراط لعمله وآخر لصدقته، يُرْوَى عنه أنه قَالَ:
    دِرْهَمٌ يَكُوْنُ مِنْ هَذَا - وَكَأَنَّهُ يَمْسَحُ العَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ - أَتَصَدَّقُ بِهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، وَمائَةِ أَلْفٍ، وَمائَةِ أَلْفٍ، مِنْ مَالِ فُلاَنٍ
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام الجمعة يونيو 03, 2011 11:50 pm

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة















    ولايته في عهد عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -:





    كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قد أرسل أبا هريرة مع العلاء الحضرمي إلى البحرين لينشر الإسلام ويُفَقِّهَ المسلمين ويُعلِّمهم أمور دينهم، فَحَدَّثَ عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأفتى الناس.




    وفي عهد عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - استعمله على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر:
    «اسْتَأْثَرْتَ بِهَذِهِ الأَمْوَالِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَعَدُوَّ كِتَابِهِ؟.
    قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «فَقُلْتُ لَسْتُ بِعَدُوَّ اللَّهِ، وَلاَ عَدُوَّ كِتَابِهِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا».
    قَالَ: «فَمِنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟».
    قُلْتُ: «خَيْلٌ نَتَجَتْ، وَغُلَّةُ رَقِيقٍ لِي، وَأُعْطِيَةٌ تَتَابَعَتْ عَلَيَّ».
    فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوا كَمَا قَالَ
    وفي رواية عنه: «خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ وَسِهَامٌ لِيَ اجْتَمَعَتْ. فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا».




    عن عبد الله بن أبي طليحة:
    أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: «كَيْفَ وَجَدْتَ الإِمَارَةَ؟» قَالَ: «بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ، وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا». وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، قَالَ: «أَظْلَمْتَ أَحَدًا؟» قَالَ: «لاَ» ... قَالَ: «فَمَا جِئْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ؟» قَالَ: «عِشْرِينَ أَلْفًا». قَالَ: «مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟»، قَالَ: «كُنْتُ أَتَّجِرُ»، قَالَ: «انْظُرْ رَأْسَ مَالِكٍ وَرِزْقَكَ، فَخُذْهُ وَاجْعَلِ الآخَرَ في بيت المال» .




    وبعد ذلك دعاه عمر ليوليه، فأبى، فقال:
    «تَكْرَهُ الْعَمَلَ وَقَدْ طََلَبَ العَمَلَ مَنْ كَانَ خَيْراً مِنْكَ، يُوسُفُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -!؟».
    فقال: «يُوسُفُ نَبِيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ، وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ أُمَيْمَةَ، وَأَخْشَى مِنْ عَمَلِكُمْ ثَلاَثاً وَاثْنَتَيْنِ». قَالَ: «فَهَلاَّ قُلْتَ خَمْساً؟». قَالَ: «لاَ، أَخَافُ أَنْ أَقُوْلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ حِلْمٍ، وَأَنْ يُضْرَبَ ظَهْرِي، وَيُنْزَعَ مَالِي، وَيُشْتَمَ عِرْضِي
    ».
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام السبت يونيو 04, 2011 12:01 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة








    أبو هريرة وفتنة عثمان:




    كان أبو هريرة يوم حصار عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عنده في الدار مع بعض الصحابة وأبنائهم الذين جاءوا ليدفعوا الثوار عن عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وكان عِدَّةُ من في الدار من المهاجرين والأنصار قريباً من سبعمائة رجل، فيهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسن والحسين ومروان، وأبو هريرة وخلق من مواليه، ولو تركهم عثمان لمنعوه. إلاَّ أنه كان مسالماً فقال لهم:

    «أُقْسِمَ عَلَى مَنْ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ أَنْ يَكُفَّ يَدَهُ، وَأَنْ يَنْطَلِقَ إِلَى مَنْزِلِهِ» ...

    وَقَالَ لِرَقِيقِهِ: «مَنْ أَغْمَدَ سَيْفَهُ فَهُوَ حُرٌّ. فَبَرُدَ الْقِتَالُ مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ، وَحَمِيَ مِنْ خَارِجٍ» ،

    وكان فيما قاله عثمان لمن عنده في الدار:
    «فَأُحَرِّجُ عَلَى رَجُلٍ أَنْ يَسْتَقْتِلَ أَوْ يُقَاتِلَ» ...
    فتقدَّموا فقاتلوا ولم يسمعوا قوله فبرز الغيرة بن الأخنس و ... و ... وأقبل أبو هريرة والناس محجمون فقال: هذا يوم طاب فيه الضرب، ونادى: يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار .





    وكان أبو هريرة إذن يدافع عن أمير المؤمنين في أشدِّ ساعات الفتنة، بل بقي عنده حتى الرمق الأخير ... وقد أجمعت كل الروايات على وجود أبي هريرة بين الذين دافعوا عن عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - ومعه أعيان الصحابة وبعض أولادهم إلاَّ أنَّ عثمان أبى أنْ يقاتلوا حتى أنه لما مات أبو هريرة كان ولد عثمان يحملون سريره حتى بلغوا البقيع حفظاً بما كان من رأيه في عثمان ، كما أمر معاوية واليه على المدينة بأنْ يحسن جوار ورثة أبي هريرة لأنه كان مِمَّنْ ينصر عثمان وكان معه في الدار ).
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام السبت يونيو 04, 2011 12:34 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة













    أبو هريرة أمير المدينة:




    بعد استشهاد أمير المؤمنين عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، بايع الحسن بن عليٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - معاوية بن أبي سفيان. وتنازل له عن الخلافة، فاجتمعت كلمة المسلمين، وانتشر السلام في أنحاء الدولة الإسلامية، وأرسل معاوية ولاته إلى الأمصار والمدن، وكان مروان بن الحكم وَالِيهِ على المدينة، فإذا ما غضب معاوية عليه استعمل أبا هريرة عليها، وإذا غضب على أبي هريرة بعث مروان وعزله



    وكان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة حين يتوجَّهُ إلى الحج في ولايته لمعاوية وقد كانت ولاية مروان من سَنَةِ [42 هـ] إلى أنْ عزله معاوية سَنَةَ [57 هـ] أو سَنَةَ ثمان وخمسين (5)، وقد حَجَّ مروان بالناس في ولايته هذه مرتين سَنَةَ [54 و 55]، فيكون استخلافه أبا هريرة على المدينة إما في إحدى هاتين السنتين وإما في كليهما
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام السبت يونيو 04, 2011 12:44 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة













    أبو هريرة والجهاد في سبيل الله:




    هاجرأبو هريرة من اليمن إلى المدينة المنوَّرة أيام غزوة خيبر، ووصل إليها والرسول الكريم لا يزال في خيبر، فلحق به مع إخوانه اليمنيِّين المهاجرين، وعلى رأسهم الطُفيل بن عمرو، فسُرَّ بهم الرسول، وأسهم لهم، وجعلهم في ميمنته، وجعل شعارهم «مبرور» .

    فكانت خيبر أول مشاهد أبي هريرة مع الرسول الكريم، وإنْ كان قد وصلها بعد انتهاء القتال، ثم شهد مع الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جميع غزواته بعد خيبر.

    وكان الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينتدبه أحياناً في بعض بعوثه، من هذا ما رواه الإمام أحمد بسنده عن سليمان بن يسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
    بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلانًا وَفُلانًا - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: «إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلانًا وَفُلانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا»



    وقد يرسله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سرية ويودعه، أخرج ابن ماجه في باب تشييع الغزاة ووداعهم، بسنده عن أبي هريرة قال: وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
    «أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لاَ تَضِيعُ وَدَائِعُهُ»



    ولم يترك أبو هريرة الجهاد في سبيل الله بعد وفاة الرسول الكريم وكيف يتركه؟ وقد سمع النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
    «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ»

    كما سمع قوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
    «لاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مُنْخُرَيْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَلاَ يَجْتَمِعُ شُحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» .




    أول وقعة يحضرها أبو هريرة بعد وفاة رسول حرب الرِدَّةِ،
    فعن أبي هريرة عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
    «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى» قال: فلما كانت الرِدَّةُ قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم وقد سمعت رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر: والله لا أفرِّقُ بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلنَّ من فرَّقَ بينهما، قال: فقاتلنا معه فرأينا ذلك رشداً).
    القائل هو أبو هريرة.




    فَلَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ، قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: تُقَاتِلُهُمْ وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَذَا، وَكَذَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٌ:
    وَاللَّهِ لاَ أُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّلاَّةِ، وَالزَّكَاةِ، وَلأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَقَاتَلْنَا مَعَهُ فَرَأَيْنَا ذَلِكَ رُشْدًا .
    والقائل هو أبو هريرة».



    وشهد أبا هريرة شهد وقعة اليرموك



    وقد ذكر أبو القاسم السهمي - المتوفَّى سَنَةَ 427 هـ - أبا هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - في عداد من دخل «جُرْجَانْ» من الصحابة - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ -، وقد فتحت «جُرْجَانْ» في عهد أمير المؤمنين عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - سنَةَ [18 هـ] (2).



    وذكر الرافعي في " التدوين في ذكر أخبار قزوين " أنَّ سلمان الفارسي وَرَدَ كُور قزوين مع أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - عند منصرفهما من الباب، وكان سلمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - والياً بالمدائن، وتوفيَ بها في خلافة عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وقيل في خلافة عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - سَنَةَ ستٍ وثلاثين (3).



    وروى الرافعي بسنده عن منصور بن عبد الحميد بن راشد - وكان قديم السن من أهل مرو - قال: رأيت أبا هريرة صاحب رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقزوين عليه عمامة بيضاء قد خضب بالصفرة، وهذه الرواية تعتضد بروايات أخرى تؤكِّدُ على ورود أبي هريرة «قَزْوِينْ» (4).



    ونلمس حُبَّهُ للجهاد في سبيل الله، والاستشهاد تحت لواء الإسلام، فيما يرويه الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
    «وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةَ الْهِنْدِ، فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أَنْفَقْتُ فِيهَا نَفْسِي وَمَالِي، فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرِّرُ» ).
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام السبت يونيو 04, 2011 3:40 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة









    مرح أبي هريرة ومُزاحه:



    لم يكن أبو هريرة جافاً قاسي القلب، خشن الطباع، سيء المعشر، بل كان طيِّب النفس، حسن الخلق، صافي السريرة، وربما كان الفقر والصبر عليه جعلا منه الإنسان المرح، يُسَرِّي عن نفسه بمزاحه أحياناً همومها ومُصابها، ومع هذا فقد كان يعطي لكل شيء حقَّهُ، لا يخاف في الله لومة لائم، سواء أكان أميراً أم فرداً من الرعية فقيراً، فقد نظر إلى الدنيا بعين الراحل عنها، فلم تدفعه الإمارة إلى الكبرياء، بل أظهرت تواضعه وحُسن خلقه.



    وربما استخلفه مروان على المدينة، فيركب حماراً، قد شدَّ عليه برذعة، وفي رأسه خلبة من ليف، يسير فيلقى الرجل، فيقول:
    «الطَّرِيقَ .. قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ»




    ويمر أبو هريرة في السوق، يحمل الحطب على ظهره - وهو يومئذٍ أمير لمروان - فَيَقُولُ لِثَعْلَبَةَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ:
    «أَوْسِعِ الطَّرِيقَ لِلأَمِيرِ يَا ابْنَ أَبِي مَالِكٍ، فَيَقُولُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ .. يَكْفِي هَذَا!! فَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةُ: أَوْسِعِ الطَّرِيقَ لِلأَمِيرِ وَالْحِزْمَةُ عَلَيْهِ!!»



    نعم الأمير أنت يا أبا هريرة، وليخلد الإسلام الذي سَوَّى بين أميره وفقيره، حتى أنَّ أحد أفراد الرعية، ينازع الأمير طريقه، ويلزمه بما يكفيه ليمر والحطب على ظهره، فهل بعد هذا عدالة وتواضع؟ وهل وراء ذلك صفاء سريرة وطيب نفس!!؟



    وكأنِّي أرى أبا هريرة - وقد فهم نفسية الأطفال، وعرف أنَّ من
    حاجاتها الأولى المداعبة والمزاح - يتيح لهم ذلك، بل يداعبهم ليضحكهم، ويدخل السرور إلى نفوسهم،
    فقد يرى الصبية يعلبون في الليل لعبة الغراب، فيتسلَّلُ بينهم، وهم لا يشعرون، حتى يلقي بنفسه بينهم، ويضرب برجليه (الأرض) كأنه مجنون، يريد بذلك أنْ يضحكهم، فيفزع الصبيان منه، ويفرُّون هَهُنَا وهَهُنَا، يتضاحكون



    كان يحب مداعبة أصحابه، بلطف وأدب، دعابة تقبلها النفوس الطيبة وترى فيها ما يجدد النشاط، وما يدخل عليها السرور والحبور، فهو في ذلك يروِّح عن نفسه وعن غيره، من غير أنْ يمس شعور الآخرين بما يسيء إليهم.
    من ذلك ما يرويه لنا ابو رافع فيقول: وربما دعاني أبو هريرة إلى عشائه بالليل، فيقول:
    «دَعِ الْعُرَاقَ لِلأَمِيرِ»، فَأَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ ثَرِيدٌ بِالزَيْتٍ !!.





    قال محمد بن سيرين: كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلأُمِّي، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُمَا» قَالَ مُحَمَّدٌ:
    «فَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُ لَهُمَا؛ حَتَّى نَدْخُلَ فِي دَعْوَةِ أَبِي هريرة»



    لقد امتثل لحديث رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين سأله رجل فقال:
    مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «بَرَّ أُمَّكَ»، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: «بَرَّ أُمَّكَ»، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: «بَرَّ أُمَّكَ»، ثُمَّ عَادَ الرَّابِعَةَ فَقَالَ: «بَرَّ أُمَّكَ» ثُمَّ عَادَ الخَامِسَةَ فَقَالَ: «بَرَّ أَبَاكَ» . ولازم أبو هريرة أمَّهُ ولم يَحُجَّ حتى ماتت لصُحبتها




    كان يقول لأمه عند دخوله عليها
    يَا أُمَّتَاهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَتَقُولُ: وَعَلَيْكَ
    يَا بُني وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَيَقُولُ: رَحِمَكِ اللَّهُ
    كَمَا رَبَّيْتِنِي صَغِيرًا. فَتَقُولُ: رَحِمَكَ اللَّهُ كَمَا
    بَرَرْتَنِي كَبِيرًا، ثُمَّ إِذَا أراد أن يدخل صنع مثله




    وكان يدعو الناس إلى الخير ويحملهم على حُسن الأخلاق، من ذلك ما رواه البخاري عنه
    أَنَّهُ أَبْصَرَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لأَحَدِهِمَا: «مَا هَذَا مِنْكَ؟» فَقَالَ: أَبِي، فَقَالَ: «لا تُسَمِّهِ بِاسْمِهِ، وَلاَ تَمْشِ أَمَامَهُ، وَلاَ تَجْلِسْ قَبْلَهُ




    وكان يقول:
    «مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ حَائِطٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ»




    كما قال:
    «أَبْخَلُ النَّاسِ الَّذِي يَبْخَلُ بِالسَّلامِ، وَإِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ وَإِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ بِالدُّعَاءِ»




    وكان يدعو إلى صلة القربى، وينهى عن قطع الرحم من هذا ما رواه البخاري عن أبي أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ - مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - قَالَ جَاءَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ:
    «أُحَرِِّجُ عَلَى كُلِّ قاطِع رحِم لمَا قَامَ من عندِنْا. فلم يَقُم أحدٌ حتى قال ثَلاَثًا: فَأَتَى فَتًى عَمَّّةً لَهُ قَدْ صرَمَها منذُ سَنَتَيْنِ. فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ: لَهُ يَا ابن أَخِي! مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَسَلْهُ لمَ قَالَ ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَض عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عشيةَ كُلِّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلاَ يقبلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ»



    وكان يحرص على ألاَّ يسيء إلى إنسان، فكان يعامل إخوانه وجُلساءَهُ معاملة حسنة، وبرفق وبلطف، لا يجرح أحداً بكلمة نابية، أو عبارة قاسية، حتى إِذَا اسْتَثْقَلَ جَلِيسًا لَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْلِهِ:
    «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ وَأَرِحْنَا مَنْهُ فِي عَافِيَةٍ»



    وكان يحض الناس على التسامح والتجاوز عن أخطاء بعضهم وعيوب غيرهم من ذلك قوله:
    «يَبْصُرُ أَحَدُكُمْ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الجَذَلَ - أَوْ الجَذَعض - فِي عَيْنِ نَفْسِهِ»



    وكان متواضعاً، ومن حسن أخلاقه يؤاكل الصبيان ويعطف عليهم.



    ومن تواضعه أنه ما كان يمشي على البساط بنعله، فقد عقد الخطيب البغدادي فقرة في كتابه الجامع تحت عنوان (استحباب المشي على البساط حافياً) وذكر سبب ذلك، وقال: وذلك أيضاً من التواضع وحسن الأدب ... ثم روى بسنده عن عقبة بن أبي حسناء اليمامي قال: «دَعَوْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِلَى مَنْزِلِي، وَفِي مَنْزِلِي بِسَاطٌ مَبْسُوطٌ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى خَلَعَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ مَشَى عَلَى الْبِسَاطِ»
    فدا الإسلام
    فدا الإسلام
    Admin


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 5174
    نقاط : 10267
    السٌّمعَة : 210
    تاريخ التسجيل : 02/07/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مهندسة
    المزاج المزاج : نشيط
    تعاليق : لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    الاوسمة من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف فدا الإسلام السبت يونيو 04, 2011 4:57 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة










    مرض أبي هريرة:



    مرض أبو هريرة فعاده مروان بن الحكم، وقال له:
    «شَفَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»،
    فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
    «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي» ...
    قَالَ فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ القَطَانِينِ حَتَّى مَاتَ




    وكان ينصح الناس، ويأمرهم بالمعروف، ويُحَذِرُهُمْ من مساوىء الزمان، وإقبالهم على الدنيا، وهو على فراش الموت.
    فَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ»،
    فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «اللَّهُمَّ لاَ تُرْجِعُنِي»، - أَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ - ,
    ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَنٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ قَبْرَِ الْمُسْلِمِ , فَيَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ»




    وَبَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ ,
    فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟،
    قَالَ: «أَمَا إِنِّي لاَ أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي!! أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطَةٌ عَلَى جَنَّةٍ أَوَنَارٍ فَلاَ أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُسْلَكُ بِي»




    وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَمَّا حَضَرَتْهُ المَنِيَّةُ:
    «لاَ تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ وَأَسْرِعُوا بِي إِسْرَاعًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
    «إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قَدِّمُونِي. وَإِذَا وُضِعَ الْكَافِرُ - أَوِ الْفَاجِرُ - عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: يَا وَيْلَتِي أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي
    » ؟




    وكان أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
    «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُنِي أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى، لأَنَّهَا تَدْخُلُ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنِّي، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْرِ»






    ...

    وفاته:


    اختلف في وفاته على أقوال:
    قال هشام بن عروة: أبو هريرة وعائشة ماتا سَنَةَ سبع وخمسين، وهو رأي المدائني وعلي بن المديني.
    قال أبو معشر: توفي سَنَةَ ثمان وخمسين
    قال الواقدي وأبو عبيد: مات سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سَنَةٍ وقد صَلَّى على عائشة في رمضان سَنَةَ ثمان وخمسين وعلى أم سلمة في شوال سَنَةَ تسع وخمسين، ثم توفي بعد ذلك فيها
    .
    راجية عليين
    راجية عليين


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 1593
    نقاط : 3365
    السٌّمعَة : 36
    تاريخ التسجيل : 02/10/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مربية
    تعاليق : أحب ربي
    الاوسمةمن هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف راجية عليين السبت يونيو 04, 2011 5:19 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة


















    أسرته:



    كان أبو هريرة قد تزوَّج من بُسرة بنت غزوان، أخت الأمير عٌتبة بن غزوان الصحابي المشهور [40 ق هـ - 17 هـ] (2)، وذلك بعد وفاة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الأرجح، وكثيراً ما كان يشكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - ويحمده على زواجه منها .




    أما أولاده فهم أربعة، ثلاثة ذكور: المحرر، وعبد الرحمن وبلال ، وبنت لم يذكر لنا التاريخ اسمها ، تزوَّجها سعيد بن المسيب إمام التابعين، وأحد الأعلام في العلم والعبادة والورع.




    وقد توفي المحرر بن أبي هريرة بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز، وكان قد روى عن أبيه، وعن عمر بن الخطاب مرسلاً، وعن عبد الله بن عمر، وروى عنه ابنه مسلم، وابن شهاب الزُهري، وعامر الشعبي وابن عقيل وعطاء وعكرمة، ومصعب، وعبد الله بن محيريز، وغيرهم، وكان قليل الحديث ).
    راجية عليين
    راجية عليين


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 1593
    نقاط : 3365
    السٌّمعَة : 36
    تاريخ التسجيل : 02/10/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مربية
    تعاليق : أحب ربي
    الاوسمةمن هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف راجية عليين السبت يونيو 04, 2011 5:38 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة











    حرصه على الحديث:




    صحب أبو هريرة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربع سنوات، بعد غزوة خيبر، وكان قد زاد على الثلاثين سَنَةٍ، أقام معه حتى توفي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يدور معه في بيوت نسائه، يخدمه ويصلي خلفه، يحُجُّ ويغزو معه، لا ينقطع عن مجالسه، بل كان المسجد مقامه، والرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إمامه، فعرف كثيراً من سُنَّةِ رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وشاهد دقائق السُنَّة ووعى تطبيق الشريعة، فأرسله رسول الله - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - مع العلاء الحضرمي إلى البحرين، فكان مؤذناً وإماماً، عرف رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حرصه على الحديث، وحُبَّهُ للعمل فكان لا يتأخَّر في إجابته عما يسأل، ويدعو له.

    وربما تبدو صحبة أبي هريرة قليلة بالنسبة لما يروى عنه من علم جم كثير، إلاَّ أنَّ ملازمته الدائمة لرسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وحرصه على طلب العلم وسعيه وراء ذلك، يدفع أي شك يرد على مروياته.




    وقد غضب من مروان بن الحكم مرة، عندما قال له: أكثرت على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الحديث.!! فقال أبو هريرة:
    «كُنْتُ وَاللَّهِ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِهِ، كُنْتُ وَاللَّهِ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِهِ، قَدْ وَاللَّهِ سَبَقَنِي قَوْمٌ بِصُحْبَتِهِ، وَالْهِجْرَةِ إِلَيْهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ، فَكَانُوا يَعْرِفُونَ لُزُومِي لَهُ، فَيَسْأَلُونِي عَنْ حَدِيثِهِ، مِنْهُمْ عُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَلاَ وَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ كُلُّ حَدِيثٍ كَانَ بِالْمَدِينَةِ، وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَكُلُّ مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَةٌ، وَكُلُّ صَاحِبٍ لَهُ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ صَاحِبَهُ فِي الْغَارِ، وَغَيْرُهُ ... »
    ثم قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
    «لِيَسْأَلْنِي أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ، فَإِنَّهُ يَجِدُ عِنْدِي مِنْهُ عِلْمًا جَمًّا وَمَقَالاً»
    فلم يعد مروان لمثل ذلك، بل كان يخافه ويخاف جوابه.




    قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
    سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَهُمُّنِي مِنَ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ (2)، أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُخْلِصًا، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ»
    وفي رواية:
    «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله خَالِصاً مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ»




    لقد شهد رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - بحرصه على الحديث، فنعم تلك الشهادة، وهنيئاً لمن شهد له بذلك، وشهد بعض الصحابة بأنه كان جريئاً يسأل رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما لا يسأله غيره، من هذا قول أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:
    «أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ جَرِيئًا عَلَى أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَشْيَاءَ لاَ نَسْأَلُهُ عَنْهَا»




    وَكَانَ يَقُولُ:
    «مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ .
    وكان يُصَرِّحُ بهذا إلى رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويؤكِّدُ له سروره وفرحه بحضور مجالسه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
    فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ:
    يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. فَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ» قَالَ: قُلْتُ: أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: «أَفْشِ السَّلاَمَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الأَرْحَامَ، وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ»




    وكثيراً ما نرى أبا هريرة يبذل جهده في خدمة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أنه كان يحمل له الماء لقضاء حاجته، وهو في هذا كله ينهل من المعين الصافي، الكثير الطيب، يسأل الرسول تارة، ويسمع منه أخرى، ويجالسه حيناً، ويراه أحياناً؛ فيتعلم دقيق أحكام الشريعة وعظيمها،
    وعنه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    «مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟» قَالَ: قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا» ثُمَّ قَالَ: «اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»




    وقد عرف الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حرص أبي هريرة على الحديث، فكان كثيراً ما يحدثه، فعنه - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، قال:
    كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ، إِلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: حَثَا بِكَفَّهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ -، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ» ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، وَلاَ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ» ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ؟، وَمَا حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ» (1)، وغير ذلك من الأخبار التي تؤكِّدُ كثرة تحمُّله عن الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.










    أمله علم لا يُنْسَى:


    جَاءَ رَجُلٌ إِلَى زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: عَلَيْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنِّي بَيْنَمَا أنا وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَفُلاَنٌ فِي الْمَسْجِدِ، ذَاتَ يَوْمٍ نَدْعُو اللهَ، وَنَذْكُرُ رَبَّنَا خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا فَسَكَتْنَا فَقَالَ: «عُودُوا لِلَّذِي كُنْتُمْ فِيهِ» قَالَ زَيْدٌ: فَدَعَوْتُ أَنَا وَصَاحِبَيَّ قَبْلَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِنَا، ثُمَّ دَعَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِثْلَ مَا سَأَلَكَ صَاحِبَايَ هَذَانِ، وَأَسْأَلُكَ عِلْمًا لاَ يُنْسَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«آمِينَ»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَنَحْنُ نَسْأَلُ اللهَ عِلْمًا لاَ يُنْسَى، فَقَالَ: «سَبَقَكُمْ بِهَا الْغُلاَمُ الدَّوْسِيُّ
    راجية عليين
    راجية عليين


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 1593
    نقاط : 3365
    السٌّمعَة : 36
    تاريخ التسجيل : 02/10/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مربية
    تعاليق : أحب ربي
    الاوسمةمن هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف راجية عليين السبت يونيو 04, 2011 6:17 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة












    مجالسه ونشره الحديث:



    كان أبو هريرة يُحَدِّثُ عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المدينة المنورة، وفي مكة المكرمة، كما حَدَّثَ في دمشق، وحفظ عن أهلها، وحَدَّثَ في العراق والبحرين، وكان يُحَدِّثُ حيثما حل، ويفتي الناس بما سمع من الرسول الكريم - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - ومن يتتبَّع حديثه يرى أنه قد جعل بيته معهداً للمسلمين يتردَّدُون إليه، ليسمعوا حديث رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، كما كان يستقبل طلاب العلم في أرضه بالعقيق ، ويُحدَّثُهُمْ ويكرمهم، ويدخل السرور عليهم بما أنعم الله عليه من حُسن المعشر، ولطيف الخلق، وكثرة العلم والخير.



    وكانت أكثر مجالسه في المسجد النبوي إلى جانب الحُجرة المشرفة، وقد عرف الناس فضله ومكانته، فكانوا يرجعون إليه في كثير من أمورهم، وكان يفتي بوجود علماء الصحابة، وكان بعض الصحابة كزيد بن ثابت وعبد الله بن عباس يحيلون السائل عليه، لأنهم عرفوا علمه واتقانه، فعن معاوية بن أبي عياش الأنصاري، أنه كان جالساً مع ابن الزبير، فجاء محمد بن إياس بن بكير، فسأل عن رجل طلَّق ثلاثاً قبل الدخول، فبعثه إلى أبي هريرة، وابن عباس - وكانا عند عائشة - فذهب فسألهما، فقال ابن عباس لأبي هريرة: أفته يا أبا هريرة، قد جاءتك معضلة، فقال: «الْوَاحِدَةُ تُبِينُهَا، وَالثَّلاَثُ تُحَرِّمُهَا»




    وكان حُبُّهُ لرسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يظهر من خلال حديثه عنه، فكان أحياناً يقول:
    «حَدَّثَنِي الصَّادِقُ المَصْدُوقُ»،
    وأحياناً: «حَدَّثَنِي خليلي أبو ألقاسم»،
    ومَرَّةً يقول: «حَدَّثَنِي حَبِيبِي مُحَمَّدٌ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -»،
    وقد يقول: «قَالَ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَخْنَقُهُ عَبْرَةُ الذِّكْرَى وَيَنْهَضُ مِنْ مَجْلِسِهِ»





    وكان يبتدئ حديثه بحديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ».
    روى عاصم بن كليب عن أبيه قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: - وكان يبتدئ حديثه بأنْ يقول -:
    قال رسول الله، أبو القاسم الصادق المصدوق: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ»





    ويصف لنا مُحَمَّدٌ بنِ عُمَارَةَ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ مَجْلِساً لأَبِي هُرَيْرَةَ فَيَقُولُ:
    أَنَّهُ قَعَدَ فِي مَجْلِسٍ فِيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَفِيْهِ مَشْيَخَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالحَدِيْثِ، فَلاَ يَعْرِفُهُ بَعْضُهُمْ، ثُمَّ يَعْرِفُهُ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً. قَالَ: «فَعَرَفْتُ يَوْمَئِذٍ أَنَّهُ أَحْفَظُ النَّاسِ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -»





    وقد وثق الناس بأبي هريرة وعرفوا مكانته، فكانوا يتواعدون لينطلقوا إليه، فيسمعوا حديثه عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، من ذلك ما رواه مكحول قال:
    «تواعد الناس ليلة من الليالي إلى قُبَّةٍ من قباب معاوية، فاجتمعوا فيها، فقام أبو هريرة، فحدَّثهُم عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أصبح»
    وعن محمد بن سيرين «أنَّ أبا هريرة كان يقوم كل خميس فيُحَدِّثَهُمْ»
    وعن عاصم بن محمد عن أبيه قال:
    «رأيت أبا هريرة يخرج يوم الجمعة، فيقبض على رمانتي المنبر، ويقول: «حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ»، فلا يزال يُحَدِّثُ حتى يسمع فتح باب المقصورة لخروج الإمام فيجلس»

    وقد عرف الصحابة والتابعون سعة علمه، ومكانته من الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكانوا لا يرونه في مكان إلاَّ اجتمعوا حوله ينهلون من علمه، ولم يقتصر ذلك على المدينة فحسب، بل تعدَّاهُ إلى الشام والعراق، عَنْ قَيْسٍ،قَالَ:
    نَزَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِالكُوفَةِ، - قَالَ: فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلاَنَا قَرَابَةٌ، قَالَ سُفْيَان وَهُوَ مَوْلَى لأَحْمَس - فَاجْتَمَعَتْ أَحْمَس، قَالَ قَيْس: فَأَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَأَتَاهُ الْحَيُّ -، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَؤُلاَءِ أَنْسِبَاؤُكَ أَتَوْكَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ، وَتُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: مَرْحَبًا بِهِمْ وَأَهْلاً، صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَاللهِ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلاً فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلاً أَغْنَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَضْلِهِ، فَيَسْأَلَهُ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ»





    وكان أبو هريرة حريصاً جداً على تبليغ العلم ونشره، وبيان السُنَّة في أية فرصة تسنح له، روى ابن ماجه بسنده عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ:
    كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشِي فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»





    وكان أبو هريرة دقيقاً ضابطاً لما يحفظ عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعزو ما يُحَدِّثُ به عن رسول الله إلى الرسول الكريم - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -، ويعزو قول غيره إلى قائله، وإذا قال في شيء برأيه قال:
    «هَذِهِ مِنْ كَيْسِي» .


    وقد يؤكِّدُ أحياناً صحة ما يرويه عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيقول:
    «يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَدَمُهُ»
    لأنه على يقين مِمَّا يقول، فقد سمع بأذنه، ووعى قلبه وذكر بلسانه.





    وقد يسأله بعض الحضور:
    أسمعت هذا من رسول الله؟ فيقول: نعم. ويُبَيِّنُ أنَّ ذلك ليس رأيه،
    من ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو القارئ، قال:
    سمعت أبا هريرة يقول: لاَ وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا قُلْتُ: «مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلاَ يَصُومُ» .. «مُحَمَّدٌ وَرَبِّ الْبَيْتِ قَالَهُ، مَا أَنَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مُحَمَّدٌ نَهَى عَنْهُ وَرَبِّ الْبَيْتِ»





    وربما جلس إلى حُجرة عائشة، فيُحَدِّثُ ثم يقول:
    يا صاحبة - وفي رواية يا أمه - أتنكرين مِمَّا أقول شيئاً؟ قال ابن عباس: فلما قضت صلاتها، لم تنكر ما رواه، لكن قالت: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ سَرْدَكُمْ . فلم تنكر عليه حفظه، أو سماعه عن النبي - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - إنما أنكرت سرده الحديث.





    وكان أبو هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - يُبَيِّنُ أهمية فهم ما يسمعه المرء، ومكانة الفقه من الدين، قال: قال رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي الدِّينِ».
    قال أبو هريرة:
    «لأََنْ أَفْقَهُ سَاعَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَةً أُصَلِّيهَا حَتَّى أُصْبِحَ، وَالْفَقِيهُ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الدِّينِ الْفِقْهُ
    »




    وكان أبو هريرة يدعو الناس إلى طلب العلم بالحكمة والموعظة الحسنة، ويُضْفِي إلى ذلك شيئاً من مرحة فتقبله النفوس، وتطمئنُّ له القلوب. من هذا ما رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ - (وقد هاله انشغال الناس في الدنيا) - فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ:
    «يَا [أَهْلَ السُّوقِ]، مَا أَعْجَزَكُمْ»!!.قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: «ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لاَ تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ؟». قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: «فِي الْمَسْجِدِ» فَخَرَجُوا سِرَاعًا [إِلَى الْمَسْجِدِ]، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ: «مَا لَكُمْ؟» قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: «أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟» قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلاَلَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: «وَيْحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»





    وكان أبو هريرة حين يعقد حلقات الحديث، يسمح لبعض طلابه بالكتابة عنه،
    ويحفظ لنا التاريخ وثيقة تاريخية علمية قيِّمة، لما أملاه أبو هريرة على تلميذه همام بن منبه، المولود سَنَةَ أربعين هجرية، والمتوفَّ سَنَةَ
    إحدى وثلاثون ومائة، فقد لقي همام بن منبه أحد أعلام التابعين الثقات الصحابي الجليل أبا هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وكتب عنه كثيراً من حديث رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجمعه في صحيفة أو صحف أطلق عليها اسم " الصحيفة الصحيحة " وحق لهَمَّام أنْ يُسَمِّهَا بالصحيحة، لأنه كتبها عن صحابي خالط رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربع سنين، وروى عنه الكثير.
    وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة، كما رواها ودَوَّنَهَا همَّام عن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، فقد عثر على هذه الصحيفة الدكتور المُحقِّق محمد حميد الله في مخطوطتين متماثلتين في دمشق وبرلين ، ووجدت لهذه الصحيفة نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية، تحت رقم (1981 حديث).

    وتزداد ثقتنا بصحيفة همام حينما نعلم أنَّ الإمام أحمد قد نقلها بتمامها في " مسنده "، كما نقل الإمام البخاري عدداً كثيراً من أحاديثها في " صحيحه " في أبواب شتى.

    ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية في تدوين الحديث الشريف، أنها حُجَّة قاطعة ودليل ساطع على أنَّ الحديث النبوي كان قد دُوِّنَ في عصر مُبَكِّرٍ خلافاً للخطأ الشائع: أنَّ الحديث لم يُدَوَّنْ إلاَّ في أوائل القرن الهجري الثاني، ذلك لأنَّ هَمَّاماً لقي أبا هريرة قبل وفاته، وقد توفي أبو هريرة سَنَةَ 59 للهجرة، فمعنى ذلك أنَّ هذه الوثيقة العلمية قد دُوِّنَتْ قبل هذه السَنَةِ، أي في منتصف القرن الهجري الأول، وبهذا يكون لأبي هريرة فضل كبير في تشجيع طلاب العلم على تدوين الحديث وحفظه، وتضم صحيفة همام هذه (138) حديثاً وقد ذكر ابن حجر أنَّ هماما سمع من أبي هريرة نحو أربعين ومائة حديث بإسناد واحد ، وهذا يزيدنا ثقة بهذه الصحيفة، لاتفاق عدد ما جاء فيها من الأحاديث وما ذكره العلماء.)
    راجية عليين
    راجية عليين


    الجنس : انثى
    عدد المساهمات : 1593
    نقاط : 3365
    السٌّمعَة : 36
    تاريخ التسجيل : 02/10/2009
    الموقع الموقع : مصر
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مربية
    تعاليق : أحب ربي
    الاوسمةمن هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Jb12915568671

    من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟  Empty رد: من هو الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعاء العلم" ؟؟

    مُساهمة من طرف راجية عليين السبت يونيو 04, 2011 6:46 am

    أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة أبو هريرة











    كثرة حديثه وسِعَةِ علمه:



    كان أبو هريرة من أوعية العلم , ومن كبار أئمة الصحابة في الحديث، مع الجلالة والعبادة، والتواضع والورع، ولم يكن أحد أكثر منه حديثاً من أصحاب رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلاَّ عبد الله بن عمرو بن العاص، كما قال أبو هريرة نفسه:
    «مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ الله بن عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلاَ أَكْتُبُ» . إلاَّ أنَّ ظروف عبد الله بن عمرو وتنقُّلهُ مع أبيه بين الحجاز ومصر والشام، وعدم استقراره، وانشغاله في العبادة عن التحديث عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، جعل ما رُوِيَ عنه أقل مِمَّا رُوِيَ عن أبي هريرة بكثير





    وقد استكثر بعض الصحابة حديث أبي هريرة عن الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حين كانت سياسة الصحابة الإقلال من حديث رسول الله - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - كيلا ينصرف الناس عن القرآن، وخوفاً من الخطأ والكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وروى عن عمر أنه أمره بالإقلال من الرواية عن رسول الله، إلاَّ أنه عاد فسمح له حين عرف علمه ومكانته وورعه





    وكان أبو هريرة يُبَيِّنُ أسباب كثرة حديثه فيقول:
    «إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللهُ الْمُوعِدُ، وَيَقُولُونَ: مَا لِلْمُهَاجِرِينَ لَا يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللهِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟ وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا، وَإِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مِسْكِينًا، (أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَلْءِ بَطْنِي) وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِي، ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ، فَلاَ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي أَبَدًا» فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، - أَوْ قَالَ: نَمِرَتِي - ثُمَّ قَبَضْتُهُ إِلَيَّ، فَوَاللهِ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ
    وكان يقول:
    «وَايْمُ اللهِ، لَوْلاَ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا، ثُمَّ يَتْلُو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}»





    وكان يدعو الناس إلى نشر العلم، وعدم الكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، من ذلك ما يرويه عن النبي - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -، أنه قال:
    «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
    وعنه أيضاً:
    «وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ»
    وكان أبو هريرة يقول:
    «مَنْ كَتَمَ عِلْماً يُنْتَفَعُ بِهِ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»






    أفتى الناس أكثر من عشرين سَنَةً، وكان طلاب العلم وأصحاب المسائل لا ينقطعون عنه، لعلمه الجم، وحفظه الجَيِّدِ، فقد كان من أعلم الصحابة بسُنَّة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويظهر لنا ذلك فيما حدث له مع عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -:
    أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجٌّ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الرِّيحِ؟ فَلَمْ يُرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا، فَلاَ تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا»





    ومن هذا ما رواه الوليد بن عبد الرحمن أنَّ أبا هريرة حَدَّثَ عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
    «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَتَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ» فقال عبد الله بن عمر: «انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ، فَإِنَّكَ تُكْثِرُ مِنَ الحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -»،
    فأخذ بيده، فذهب به إلى عائشة فسألها عن ذلك، فقالت:
    «صَدَقَ أَبُو هَرَيْرَةُ!!»
    ثم قال:
    «يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، إِنَّمَا كَانَ يَهُمُّنِي كَلِمَةٌ من رَسُولِ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنِيهَا، أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا»
    وفي رواية:
    «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَرْسُ بِالوَادِي وَصَفْقٌ بِالأَسْوَاقِ .
    فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
    «أَنْتَ أَعْلَمُنَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَحْفَظُنَا لِحَدِيثِهِ»





    وقد شهد له إخوانه أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكثرة سماعه وأخذه عن رسول الله. وهذه الشهادات تدفع كل ريب أو ظن حول كثرة حديثه، حتى إنَّ بعض الصحابة رَوَوْا عنه لأنه سمع من النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يسمعوا.
    من هذا أنَّ رجلاً جَاءَ إِلَى طَلْحَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَرَأَيْتُكَ هَذَا اليَمَانِيَّ - يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ - أَهُوَ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ مِنْكُم؟ نَسْمَعُ مِنْهُ أَشْيَاءَ لاَ نَسْمَعُهَا مِنْكُم؟ قَالَ: «أَمَّا أَنْ قَدْ سَمِعَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا لَمْ نَسْمَعْ فَلاَ أَشُكُّ، سَأُحَدِّثُكَ عَنْ ذَلِكَ: إِنَّا كُنَّا أَهْلَ بُيُوْتَاتٍ وَغَنَمٍ وَعَمَلٍ، كُنَّا نَأْتِي رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَرَفَي النَّهَارِ، وَكَانَ مِسْكِيْناً ضَيْفاً عَلَى بَابِ رَسُوْلِ اللهِ، يَدُهُ مَعَ يَدِهِ، فَلاَ نَشُكُّ أَنَّهُ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ، وَلاَ تَجِدُ أَحَداً فِيْهِ خَيْرٌ يَقُوْلُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ مَا لَمْ يَقُلْ» . وقال في رواية: «قَدْ سَمِعْنَا كَمَا سَمِعَ، وَلَكِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِينَا»




    وَرَوَى أَشْعَثُ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
    سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ (الأَنْصَارِي) يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ: «إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ، وَإِنِّي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي مَا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ -»
    وجرأة أبي هريرة في سؤال الرسول - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -، أتاحت له أنْ يعرف كثيراً مِمَّا لم يعرفه أصحابه، فكان لا يتأخَّرُ عن أنْ يسأله عن كل ما يعرض له، حيث كان غيره لا يفعل ذلك. قال أُبَيْ بن كعب:
    «كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَرِيئاً عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ لاَ نسَأَلُهُ عَنْهَا».




    كما كان يسأل أصحابه الذين سبقوه إلى الإسلام.
    فكان لا يتأخر عن طلب العلم، بل كان يسعى إليه في حياة الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبعد وفاته، وهو الذي يُرْوَى عنه - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -:
    «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»





    ونراه بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجالس أصحابه يسألهم ويسألونه، حتى إنه كان يأتي إلى كل من يظن عنده بعض العلم، فقد جَاءَ إِلَى كَعْبٍ يَسْأَلُ عَنْهُ. وَكَعْبٌ فِي الْقَوْمِ. فَقَالَ كَعْبٌ:
    «مَا تُرِيدُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَكُونَ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي».
    فَقَالَ كَعْبٌ:
    «أَمَا إِنَّكَ لَمْ تَجِدْ طَالِبَ شَيْءٍ إِلا سَيَشْبَعُ مِنْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ إِلا طَالِبَ عِلْمٍ أَوْ طَالِبَ دُنْيَا».
    فَقَالَ: «أَنْتَ كَعْبٌ؟».
    فَقَالَ: «نَعَمْ».
    فَقَالَ: «لِمِثْلِ هَذَا جِئْتُكَ»





    وَلَقِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَعْبَ الأَحُبَارِ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ، وَيَسْأَلُهُ، فَقَالَ كَعْبٌ:
    «مَا رَأَيْتُ أَحَداً لَمْ يَقْرَأِ التَّوْرَاةَ أَعْلَمَ بِمَا فِيْهَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ».





    وكان أبو هريرة واسع العلم كثير الحديث، يُحَدِّثُ إخوانه وطلابه،
    وَقَدْ يَقُوْلُ لَهُمْ: «رُبَّ كِيْسٍ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ يَفْتَحْهُ - يَعْنِي: مِنَ العِلْمِ -»





    وقال أبو هريرة:
    «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ فِي النَّاسِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ لَقُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ»
    وَكَانَ يَقُولُ:
    «لَوْ أَنْبَأْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَانِي النَّاسُ بِالْخَرْقِ وَقَالُوا أَبُو هُرَيْرَةَ مَجْنُونٌ»
    وفي رواية:
    «لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا فِي جَوْفِي لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ».
    وَقَالَ الْحَسَنُ - رَوِاي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -:
    «صَدَقَ وَاللَّهِ .. لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ وَيُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ»





    وفي رواية قال:
    «يَقُولُونَ أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ - يَعْنِي بِالْمَزَابِلِ - ثُمَّ مَا نَاظَرْتُمُونِي» .





    وأبو هريرة في هذا لا يكتم علماً ينتفع به، ويشهد على ذلك قوله السابق «مَنْ كَتَمَ عِلْماً يُنْتَفَعُ بِهِ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»، وهو الذي قال: «لَوْلاَ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ»

    مِمَّا سبق يتبيَّنُ لنا أنَّ أبا هريرة قد بَثَّ في الناس وعاء مِمَّا سمع من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يبث الوعاء الآخر خوفاً من أنْ يُكَذِّبَهُ الناس، أو يرموه بالقشع، أو يتهموه بالجنون .. وإنَّ المرء ليتساءل عن ذلك الوعاء الذي يحفظه أبو هريرة، ولا يُحدِّثُ منه، فما هو ذلك العلم الذي لم يبثه أبو هريرة؟ وترى هل خَصَّهُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دون الأُمَّة بذلك؟ نفهم من حديث أبي هريرة أنَّ الرسول الكريم - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - حَمَّلَهُ نوعين من العلم، كل نوع لو كتبه إنسان لكان جراباً كبيراً،
    أحدهما بثه والثاني لم يبثثه، أما أنْ يكون رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد اخْتَصَّ أبا هريرة بشيء من الأحكام، فغير معقول، لأنه ينافي تبليغ الرسالة، وأمر الله - عَزَّ وَجَلَّ - في قوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.
    وهل ما اختصه به من الآداب؟ فبعيد جداً لأنَّ الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، ومنعه ذلك عن الأمَّة ينافي تبليغ الرسالة أيضاً، فليس من المتصور أنْ يلقن الرسول الكريم، بعض ما يتعلق بالأخلاق والآداب أبا هريرة، ويترك الأمَّة من غير أنْ يفيدها بشيء من هذا، من هنا يتأكد لنا أنَّ الوعاء الثاني الذي لم يبثثه أبو هريرة لم يكن فيه ما يتعلق بالأحكام ولا بالآداب والأخلاق ويُرَجَّحُ أنْ يكون بعض ما يتعلق بأشراط الساعة، أو بعض ما يقع للأمَّة من فتن، وما يليها من أمراء السوء، وَيُقَوِّي هذا عندي أنَّ أبا هريرة، كان يكني عن بعض ذلك، ولا يصرِّحُ به خوفاً على نفسه مِمَّنْ يسيئه ما يقوله
    كقوله: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ رَأْسِ السِّتِّينَ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ»
    وقوله: «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ» .
    كما كان يدعو «اللَّهُمَّ لاَ تُدْرِكْنِي سَنَةُ سِتِّينَ» (4).




    وقد حرص أبو هريرة على أنْ يُحَدِّثَ الناس بما يعرفون، حتى لا يكذِّب اللهَ ورسولَهُ، إذا أخبر القوم بما لا تتصوَّره عقولهم (5)، وقد
    روى البخاري عن عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قوله:
    «حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» (1).





    أجل لم يكن أحد من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثر حديثاً من أبي هريرة، ولكنه كان حذراً، لا يُحَدِّثُ إلاَّ بما ينتفع به الناس، ويخشى أنْ يُتَقَوَّلَ عليه ما لم يقل، أو أنْ يضع السامعون ما يُحدِّثُ به في غير مواضعه، لذلك أبى أنْ يُمْلِي على مروان بن الحكم حديثه كله، عندما طلب منه مروان - في ولايته على المدينة - أنْ يكتب حديثه. وقال له:
    أبو هريرة: ارْوِ كما روينا، فلما أبى عليه تحيَّنَ له مروان فرصة مناسبة، وأقعد له كاتباً ثقفاً، ودعاه، فجعل أبو هريرة يُحَدِّثُهُ، ويكتب ذلك الكاتب، حتى استفرغ حديثه، ثم قال مروان: «تَعْلَمُ أَنَّا قَدْ كَتَبْنَا حَدِيْثَكَ أَجْمَعَ؟»، قَالَ: «وَقدْ فَعَلْتَ!!؟» قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: «فَاقْرَؤُوْهُ عَلَيَّ».فَقَرَأُوهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «أَمَا إِنَّكُمْ قَدْ حَفِظْتُمْ، وَإِنْ تُطِعْنِي تَمْحُهُ، - قَالَ الراوي -: «فَمَحَاهُ»
    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 11:58 pm