قصص للأطفال قصص للأطفال قصص للأطفال قصص للأطفال قصص للأطفال
وهذه قصص في عبر يمكن حكايتها للأطفال
أتمنى تنال رضاكم وتستفيدوا من العبر التي تحملها بين حروفها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم مجموعة قصص لبراعمنا الصغار
********
****
*
الدبدوب والأرنوب
كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك دب كانت أمه
دائماً ترسله لجلب العسل والسمن وكان الارنوب يذهب إلى الحقل ليجلب الملفوف
والجزر لإخوته الصغار وفي يوم من الأيام كان الأرنب يبحث كعادته عن
الملفوف وبينما هو يبحث عن الملفوف وجد الدبدوب ففرح الأرنب ولكنه تفاجئ
بان الدبدوب يبكي فسأله:مابك ياصديقي الدبدوب ردعليه الدبدوب وقال:لقد بحثت
عن السمن والعسل ولم أجده والشمس سوف تغرب وأنا لم أجده جلس أرنوب يفكر ثم
قال:وجدتها وجدتها قال الدبدوب ماذا وجدت قال:لقد فكرت في أمرك ووجدت فكرة
تتمكن فيها من إجاد السمن والعسل قال الدبدوب:عجل بها ياأرنوب ماذا تنتظر
قال ارنوب:اناأعرف النحله التي تظهر العسل أنها عند البحيرة المائيه قال
دبدوب:وكيف تظهر النحلة العسل قال أرنوب:الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق
النحله والذي جعلها تهتم بعملها قال الدبدوب:وما هو عملها قال أرنوب:عملها
انها كل يوم في الصباح تخرج من الخليه فقاطع دبدوب أرنوب قائلاً:وماهي
الخليه قال أرنوب:هي بيتها والان دعني أكمل فتذهب الى الزهره وتأخذ منها
العسل وتذهب الى الخلية وتضعه في الخزانه التي لها فيأتي أحد من الرجال و
يلبس القفاز و يدخل يده في الخليه فقال دبدوب: ولماذا يلبس قفاز قال أرنوب
:لكي لا ينغزه فإن للنحلةإبرة كبيره تؤذي الأطفال والرجال وكل الناس فحين
يدخل يده في الخليه يغرف من العسل ويضعونه في قوارير ويبيعونه للناس فقد
قال الله سبحانه وتعالى[فيه شفاء للناس]فالعسل مفيد للناس وهيا يادبدوب هيا
نبحث عن النحله قال دبدوب:هيا وشكراً على هذه المعلومات وحين وصلو للنحله
فرح دبدوب جداً وحمد ربه وطلب منها العسل وأعطته اياه بكل رحابة صدر فشكرها
وعاد الى البيت فرحا.
************************************************** ***************************
شجرة التوت
كان جدي دائما يصحبني إلى شجرة التوت حتى نستظل بها من
حرارة الظهيرة الشديدة... كان يجلسني في حجر ه الواسع ويقول لي دائما وهو
ينظر إلى فروع الشجرة الوارفة:- - يا بنى أزرع الخير تحصده. وقتها لم أكن
أفهم معنى كلماته ولكنى كنت المح بشدة تلك البهجة التي كانت ترتسم على
ملامحه وتلك الابتسامة التي كانت تبتلع وجهه وكان يتابع كلامه ويقول لي :- -
يابنى أزرع الخير تحصده. كان جدي يحكى عن الشجرة وكيف زرعها على الجسر
المؤدى إلى حقله حتى يستريح أسفلها كلما أتعبته حرارة الجو الخانقة..كانت
شجرة التوت شاهد عيان على كل الأحداث التي تمر بها القرية الحزينة منها قبل
المفرحة... كان جدي يعتز دائماً بها ويتفاخر أمام أعيان القرية الذين- لم
يكن منهم بالطبع - ولم يتمنى أن يكون يوماً منهم ؛ فكان جدي قانعاً بحياته
سعيداً بها وراضياً بما قسمه الله له وكان يخشاه في كل تصرفاته ويؤدى جميع
الفروض بفرح ورضا لم أر مثلهما في أي أحد في القرية كلها .. كان جدي يفعل
كل ذلك رغم فقره الشديد فهو لم يكن يمتلك سوى بضع قراريط ورثهم عن أبيه
وكان يهتم بهم كثيرا كما لو كانوا فدادين كثيرة. كانت الأرض هي كل حياته
ولم يشاركها في حبه الكبير لها سوى تلك الشجرة الرائعة التي جدي دائم
الافتخار بأن جميع الأجيال في القرية أكلت من ثمارها الطيبة المذاق وخاصة
أولاد الباشا وأولادهم وأحفادهم الذين كانوا يعشون فى السرايا التي كانت
تبتلع مدخل القرية الشرقي . كان جدي من فرط حبه لشجرة التوت يصطحب معه
أطفال القرية ويلعب معهم حولها لعبة ' االغميضة' ومن أجل ذلك كان جميع
أطفال القرية يحبونه كثيراً وكان جدي أكثر سعادة بلعبه مع الأطفال متجاهلا
تعليقات رجال القرية ونساؤها التي كانت تسخر منه ومن تصرفاته وكان دائما
يرد على سخريتهم عليه كلما شاهدوه يلعب مع الأطفال بأن الأطفال أحباب الله
وليته كان يظل طفلا طول حياته فلا يوجد أجمل من الطفولة وبراءة الأطفال
التي تطل من أعينهم بعفوية يصعب أصطنعها. ظل حب الشجرة ينمو داخل جدي حتى
كاد أن يدفع حياته ثمناً لكي يفديها من الموت الذي أراده لها العمدة وبعض
الحاقدين في القرية وذلك عندما ألقى بنفسه أمام 'اللودر' الذي استعان
العمدة من البندر لكي يجتثها من جذورها بدعوى اعتراضها مسار الترعة التي
كانت إدارة الري بالمركز تريد أن تشقها حتى تقضى على شكاوى الكثير من
الفلاحين – كان جدي نفسه منهم - من صعوبة وصول المياه إلى حقولهم التي كانت
بعيدة عن المسقي الرئيسي بالقرية وتضامن معه الكثير من أهالي القرية الذين
كانوا يأكلون من ثمار الشجرة الشهية وكانوا يستظلون بظلها في ذهابهم
وعودتهم من حقولهم البعيدة وظلوا يضغطون على العمدة وأعوانه حتى تم تغيير
مسار شق الترعة بعيداً عن الشجرة التي لم تعد جزءاً من حياة جدي فقط بل من
حياة الكثير من أهالي القرية إن لم تكن جزءاً من حياة القرية كلها . حدث
الخطب الجلل ومات جدي ومع موته الذي كان فاجعة لكل من عرفه كان موته أكثر
قسوة على الشجرة حيث تبدل حالها وتساقطت أوراقها وجفت أغصانها وذبلت ضحكتها
التي كانت طل على القرية بأكملها ووصلت إلى حد الموت ولم تعد تطرح ثمارها
اللذيذة طيلة ثلاث سنوات كاملة قضتها الشجرة الوفية حزنا وكمداً على فراق
جدي و كاد أهالي القرية يتخذون القرار الصعب بقطعها رحمة بها لولا أن فترة
حدادها على جدي انتهت وعادت إليها الحياة مرة أخرى وعاد إليها الاخضرار
ومعه ثمارها اللذيذة وظلها الوارف الذي كان يستظل به الجميع. في ليلة معتمة
تعمد فيها القمر على الغياب من سماء القرية هبط إلينا ذلك الغريب الذي بدل
أحوالنا وحال القرية جميعاً بجشعه وطمعه الذي ليس له نهاية وشهوته إلى جمع
المال التي لاتُشبع أبدا ظل يتمسكن ويداهن العمدة واعيان القرية حتى
احتواهم جميعا واستولى على قلوبهم ومعها استولى على القروش القليلة التي
كانت تعين أهالي القرية على مواجهة متطلبات حياتهم الخشنة. كان الغريب
يستغل حاجة أهالي القرية إلى المال فكان يقرضهم ويغدق عليهم الأموال بلا
حدود متظاهرا بمعاونتهم ومساعدتهم وعندما يكبل كاهل الأهالي بالديون التي
لم يكونوا قد استفادوا إلا من جزء يسير منها لأنه كان يضاعف فوائد القروض
كلما عجز الفلاحون عن السداد كان يضعهم أمام خياران أحلاهم مر وشديد
المرارة أيضا كان السجن أحد هذين الخيارين أو الخيار الأكثر قسوة وألماً
على قلوب الفلاحين البيضاء وهو بيع الأرض / العرض . ظل ذلك الغريب يرابى
بأهالي القرية تحت سمع وبصر العمدة والأعيان الذين كانوا يستفيدون منه ومن
متاجرته بالفلاحين البسطاء سواء بالهدايا النفيسة التي كان يشتريها لهم
خصيصاً من البندر أو في قضاء بعض المصالح المستعصية التي كان يؤديها لهم
بطرقه الملتوية ودائرة معارفه الواسعة في البندر وفى المحافظة أيضا ...
حزنت شجرة التوت كثيراً على الحال الذي وصلت إليه القرية وكانت كل ليلة تظل
تبكى حتى الصباح ...كانت تتحسر على أيام جدي وشدة بأسه وعزة نفسه وأنه لو
كان على قيد الحياة ما حدث للقرية أو أهلها ما حدث لها ولكنها إرادة الله
وقضائه ولاراد لقضاء الله هكذا كان يقول جدي كلما حلت به أو بأحد أهالي
القرية كرب ما أو نائبة من نوائب الدهر . ظلت شجرة التوت التي صارت عتيقة
في حزنها ليال طويلة حتى جفت مرة أخرى وجفت أوراقها وأغصانها ولم تعد لديها
رغبة في الحياة ووصلت على مشارف الموت لكنها أبت أن ترحل دون أن تساعد
أهالي القرية البسطاء ومساعدتهم في الخروج من تلك المحنة المهولة التي لم
يمروا بها طيلة حياتهم ؛ فقررت أن تنقذ أهالي القرية من البلاء الذي أصابهم
ولكنها كانت تنتظر أن تتاح لها الفرصة لتنفيذ ما انتوت على فعله. في ليلة
مقمرة سمح لها ضوء القمر السحري أن تتبين الوجوه بدقة وعندما كان الغريب في
مساره المعتاد عائداً إلى منزله الذي يرقد في الناحية الغربية من القرية
وعندما وصل قبالتها تماماً أخذت شجرة التوت تهز نفسها بعنف شديد حتى اقتلعت
من جذورها وسقطت فوق الغريب مباشرة فشجت فوقع على الأرض وشجت رأسه وظل
ملقياً على الأرض وهو ينزف بغزارة حتى طل فجر يوم جديدة على القرية وعلى
أهلها البسطاء الذين على قدر فرحهم بموت الغريب / الظالم على قدر حزنهم على
شجرة التوت الأصيلة التي ضحت بنفسها وبحياتها حتى تعيش القرية ويعيش أهلها
في سلام وأمان.
************************************************** ************************************
الثعلب والدجاج
كانت الحظيرة مملوءة بالدجاج والديوك ،يستيقظ الديك
الكبير عند الفجر ليؤذن فتستيقظ الطيور ترفرف باليوم الجديد، يصبح الدجاج
على بعضه البعض بمناقيره حيث تنقر كل واحدة منهم الأخرى بمنقارها تحية
وحبا، يداعب الدجاج بعضه البعض وتداعبه الديوك ،تخرج الطيور من الحظيرة
لتأتي بالحبوب والماء للصغار ،وفي المساء تصيح الطيور تنبأ عن رحيل يوم
جميل وقدوم ليل أجمل يهنأون ويخلدون فيه إلى الراحة ، تظل الطيور تمرح
وتلعب ،تشرب وتأكل هكذا كل يوم ويبيض الدجاج وتمر الأيام ويأتي دجاج جديد
يملأ الحظيرة وتملأ قلوبهم الفرحة.
وذات مساء نظرت الطيور فإذ بثعلب يتربص بالحظيرة حتى دب الرعب في قلوبهم
فأسرعوا بغلق الحظيرة غلقاً محكماً ،خافت الطيور على بعضها البعض وخافوا
على صغارهم ،اتفق الديوك على أن يتناوبوا الحراسة طوال الليل من ذلك الثعلب
المكار ،وساد الحظيرة الخوف والحزن إلا أن الديك الكير نصح الدجاج بألا
يظهروا هذا الخوف حتى لا يطمع فيهم الثعلب عندما يحس بأنهم خائفون حتى وإن
تملكهم الخوف وأن تظل الديوك تؤذن كل صباح وكل مساء ،لكن أصبحت كل حركاتهم
تتم في حرص وحذر شديد.
وما زال الثعلب يأتي إليهم كل مساء ،فقد فكر الثعلب أن يأتي إليهم كل مساء
على ألا يفعل أي مكروة حتى يتعودوا مجيئه كل يوم ويزيل عنهم الخوف وظل كل
منهم على حاله حتى بدأ يقترب منهم شيئاً فشيئا ثم يتركهم حينما يحس بالهرج
والمرج يدب فيهم .
ومرت الأيام وبدأ الهرج والمرج يخف رويداً رويدا فطرق عليهم الباب ذات ليلة
ولم يفتحوا له فتركهم ، ثم كرر هذا لمدة أسبوعين وهو يطرق الباب ولا
يفتحوا له فيتركهم .
قالت بعض الطيور : لماذا لا نفتح له لنرى ماذا يريد ؟.
فرد الأخرون : لا ، كيف نفتح له ،لو فتحنا له فسوف يأكلنا .
فردت الطيور : لو أراد أن يأكلنا لأكلنا ،إن له أكثر من ثلاثة أشهر ولم يقترب منا ، لا بد أن له حاجة .
فرد الطيور : ليس له حاجة غير أن يأكلنا الواحدة تلو الأخرى.
فصاحت الطيور : لو أراد أن يأكلنا لا ستطاع فإن الباب ضعيف يمكن أن يحطمه بكلتا رجليه .
فصاح الديك الكبير فيهم : لست أدري ، كيف تجهلوا نواياه ،إنه ثعلب ألم
تعرفوا شكله ،ألم تعلموا عنه شيئاً ،ألم تسمعوا عن مكره ودهائه ،كم من حيل
حاكها ونفذها ومعظمكم أعلم بها ، كم من حيل حاكها باسم الصداقة ، باسم
التعاون ،وراح جرائها ضحايا كانوا جميعهم أما وجبة دسمة له أو إنقاذ نفسه
من مصيبة كان سيقع فيها ،إن اللئيم لئيم أينما كان إنه ثعلب مكار وخبيث
ونحن لسنا بقدر دهائه وخبثه فيجب ألا تفتحوا له الباب ، ولو فتحتم له الباب
فسوف يعرف عدد بيضنا وأفراخنا حتى عدد ريشنا ،وسوف يقوم بنتف ريشنا ويكسر
بيضنا ويهشم عظامنا وسوف يأخذ بكبيرنا قبل صغيرنا.
فصاحت بعض الطيور :إنك تخشى على نفسك فأنك كبيرنا.
فرد : كلا ، فمعظمكم من ذريتي فهلاككم هو هلاكي فبقاؤكم هو بقائي .
وهنا هاجت الطيور وماجت وقرروا أن يعرفوا نوايا الثعلب ،ثم ارتكن الديك
الكبير جانب ومعه نفرٌ قليل حوالي خمسة دجاجات وأربعة ديوك وأفراخهم
الصغيرة هذا من مئات من الطيور والأفراخ.
وجاء المساء وطرق الثعلب باب الحظيرة ،فنظرت إلية بعض الطيور وسألوه : ماذا تريد ،؟ إننا نراك تتردد على حظيرتنا كثيراً .
فقال : ليس لي مأرب غير أني أريد أن استأنس بكم فأنا هنا في هذه البلد وحيد
، حيث إنني فرحت بكم وسعدت لسماع صوت الديوك وهي تؤذن وفرحت أكثر لرفرفة
الدجاج وأخذ قلبي يطير فرحاً وأنتم ترعون صغاركم ،ولهذا لتمنى صحبتكم ،كما
إنني أحميكم من الطيور الجارحة والضالة مثل الغربان والحدآت والصقور فإني
كثيراً ما أراهم يخطفون صغاركم ويطيرون بها بعيد ، وهنا هزت الطيور رؤوسها
بصدق ما قاله وقرروا فيما بينهم أن يفتحوا له ،
فصاح الديك : احترسوا ، لو فتحتم له فإنها الطامة عليكم وسوف تكون بأيديكم نهايتكم ،انتبهوا .
إلا أن الطيور لم تعيير له انتباهاً أو إلتفاتاً لما قاله ،فتحوا له الباب
ودخل الثعلب ،دخل عليهم مبتسماً ، يهدهدهم برفق برجليه الأماميتين ،وصارت
بينهم صداقة حتى فرحوا به ،يخرج من الحظيرة ينظر إلى السماء فيرى طيور
تحملق من قريب و من بعيد فيعوي عليهم فتطير الطيور إلى بعيد ،فتزداد الطيور
به طرباً ويفرحون به ويلومون الديك الكبير ويسخرون منه و من تفكيره وأنه
قد ظلم الثعلب وكم كانت هذه الفكرة غائبة عنهم فقد كان يلزم عليهم التعاون
معه منذ زمن حتى يزدادوا به قوة ،وبعد يومين تماماً وذات مساء دخل عليهم
وعلى عهده يبتسم لهم وبدأ ينظر ويحملق في كل مكان في الحظيرة وبدأ يتجول
فيها ثم استأذنهم لأن يرتاح و ينام قليلا في هذا الدفء الذي لم ينعم به من
قبل ، فسمحوا له ثم تمدد وتمطع فارداً جسمه ورجليه حتى ضاق المكان بالدجاج
والذي تكوم فوق بعضه البعض ومنهم من لم يستطع النوم طوال الليل مما جعل
الديوك لم تؤذن في الصباح من التعب وظل هكذا لعدة أيام وهو يجيء لينام
ويتمدد كما لو كان المكان ملكه حتى خشي الدجاج والديوك من أن يلوموه .
وذات ليلة جاء الثعلب فوجد الباب مغلقاً ولم يفتحوا له فثار الغيظ في نفسه
حتى حطم الباب برجليه الأماميتين وكسر البيض كما داس برجليه على ثلاث
دجاجات صغيرة فماتت ثم نظر فيهم متمثلاً : أنا آسف ، لم أقصد أن أزعجكم ولم
يبال بما كسر وحطم وقتل وتمدد والطيور حوله تنوح على البيض الذي تكسر
والأفراخ الصغيرة التي تُقتل.
وخرج الديك الكبير ومعه بعض رفاقه من الحظيرة يتألمون ولكن إلى أين وهم في
جوف الليل ،بينما الثعلب من الداخل ينظر إلى الدجاج بعينيه اللامعتين فينظر
هنا وهناك فيرى دجاجة نائمة من البكاء والتعب فينقلب عليها كما لو كان
يتقلب على جنبيه ذات اليمين وذات الشمال فينقض عليها بأرجله وبسرعة شديدة
قبل أن تصيح أو أن يسمعها باقي الدجاج.
وبدأ الدجاج يتناقص ولم يبق إلا القليل جداً منهم ، فمنهم من خرج بحثاً عن
مكان أخر حتى قال البعض : أين إخوتنا ، لماذا هربوا ونحن لم نر من الثعلب
مكروة ،وهكذا بدأت تلك الدجاجة تثرثر ويبدو أن الثعلب لم يستطع النوم حتى
ضاق منها فتقلب نحوها وجذبها من عنقها وجعلها بين أرجله الأمامية لتكون له
وجبة يتسلى بها كلما استيقظ من نومه ،بينما سكتت باقي الطيور وراحت في نومٍ
عميق،!!!
************************************************** *************************************
النملة الشقية
النملة لولو لا تسمع كلام الملكة ..أمرتها الملكة أن لا تتأخر بالعودة إلى المملكة ...لكن لولو لم تكن تهتم بأوامرها ..
في يوم شعرت الملكة أن الليلة ستكون عاصفة .. أمرت النمل بالعودة قبل الغروب ..
النملة لولو لم تهتم .. أمرت الملكة الحرس بإغلاق باب المملكة عند غروب الشمس .. والنملة لولو لم تصل بعد
لولو وصلت متأخرة .. رفض الحرس فتح الباب ..
خافت لولو .. كيف تقضي الليل في العراء ؟!
لصقت جسمها بالباب فأحست بحرارة الداخل .. بدأ الريح يشتد والبرودة تزداد و الغيوم تتكاثف .. رأت شعاع
البرق وسمعت صوت الرعد ..
فكرت أنها ستموت من البرد و المطر سيحملها بعيدا ..
صارت لولو تبكي ..
الملكة تراقب ما يجري من مكان مرتفع دون أن تراها لولو ..
بدأ المطر ينهمر .. تأكدت النملة لولو أنها ستموت ..
أمرت الملكة الحرس بفتح الباب .. حملها الهواء إلى الداخل بقوة ..
طمأنت الملكة لولو .. شعرت لولو بالدفء والسكينة ..
تعلمت النملة لولو عاقبة الشقاوة وعدم الاستماع إلى ما تقوله الملكة ..
النملة لولو لم تعد شقية .. لأنها نملة ذكية تتعلم من أخطائها فلا تكررها
************************************************** ********************************
حديث ممتع بين القلم والممحاة
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..
قال الممحاة:كيف حالك يا صديقي؟.
أجاب القلم بعصبية:لست صديقك! اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟.. فرد القلم: لأنني أكرهك.
قالت الممحاة بحزن :ولم تكرهني؟
. أجابها القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب. فردت الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
انزعج القلم وقال لها: وما شأنكِ أنت؟!.
فأجابته بلطف: أنا ممحاة، وهذا عملي. فرد القلم: هذا ليس عملاً!.
التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع، مثل عملك. ولكن القلم
ازداد انزعاجاً وقال لها: أنت مخطئة ومغرورة .
فاندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟!. أجابها القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو
قالت الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب. أطرق القلم لحظة، ثم
رفع رأسه، وقال: صدقت يا عزيزتي!
فرحت الممحاة وقالت له:ما زلت تكرهني؟.
أجابها القلم وقد أحس بالندم: لن أكره من يمحو أخطائي.
فردت الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً.
قال القلم:ولكنني أراك تصغرين يوماً بعد يوم!.
فأجابت الممحاة:لأنني أضحي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ.
قال القلم محزوناً:وأنا أحس أنني أقصر مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه:لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً:ما أعظمك يا صديقتي،وما أجمل كلامك!.
فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان..
************************************************** *************************************
حمار الرجل الصالح
في يوم من الأيام ...منذ قديم الزمان وقبل الإسلام كان رجل صالحراكباً حماره فمر بقرية، قد دمرت وفنى أهلها
فشرد بذهنه وأخذ يفكر في حال هذه القرية ثم سأل نفسه متعجباً و مندهشاً. هؤلاء أموات كيف يخلقون من جديد؟..
كيف؟..وهذه العظام البالية كيف تعود صلبة؟وكيف تكتسي من جديد وتعود إليها الروح وتبعث إليها الحياة!؟
ورويداً...رويداً. راح النوم يداعب عيني الرجل الصالح وما هي إلا لحظات
قصيرة حتى غاب عن الوعي, وراح في نوم عميق دام مائة عام كاملة. قرن من
الزمان والرجل الصالح في رقدته هذا ميت بين الأموات وكذلك حماره .
بعد مضي مائة عام من موت الرجل الصالح أذن الله له أن يبعث من جديد فجمع
عظامه وسوى خلقه ونفخ فيه من روحه. فإذا هو قائم مكتمل الخلق كأنه منتبه من
نومه. فأخذ يبحث عن حماره ويفتش عن طعامه وشرابه
ثم جاء ملك سأله: كم لبثت في رقدتك؟ فأجاب الرجل: لبثت يوماً أو بعض يوم.
فقال الملك: بل لبثت مائة عام، ومع هذه السنين الطويلة، والأزمان المتعاقبة
فإن طعامك مازال سليماً وشرابك لم يتغير طعمه. فقال الرجل:عجباًهذا صحيح!
فقال الملك: انظر إنه حمارك، لقد صار كومة من العظام ...انظر ...إلى عظام حمارك فالله عز وجل سيريك قدرته على بعث الموتى.
نظر الرجل الصالح إلى عظام حماره فرآها وهي تتحرك فتعود كل عظمة في مكانها
حتى اكتملت ثم كساها الله لحما ًفإذا بحماره قائم بين يديه على قوائمه
الأربع .
حينئذ اطمأنت نفسه وازداد إيمانه بالبعث فقال الرجل الصالح: أعلم أن الله على كل شيء قدير.
************************************************** ********
الخشبة العجيبة
كان فيمن كان قبلنا رجل, أراد أن يقترض من رجل آخر ألف دينار, لمدة شهر ليتجار فيها . فقال الرجل : ائتني بكفيل.
قال : كفى بالله كفيلاً. فرضي وقال صدقت ... كفى بالله كفيلاً ... ودفع إليه الألف دينار .
خرج الرجل بتجارته، فركب في البحر، وباع فربح أصنافاً كثيرة. لما حل الأجل صرًّ ألف دينار، و جاء ليركب في البحر ليوفي
القرض، فلم يجد سفينة .... انتظر أياماً فلم تأت سفينة .!حزن لذلك كثيراً
... وجاء بخشبة فنقرها، وفرَّغ داخلها، ووضع فيهالألف دينار ومعها ورقة كتب
عليها اللهم إنك تعلم أني اقترضت من فلان ألف دينار لشهر وقد حل الأجل, و لم أجد سفينة.
وأنه كان قد طلب مني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك كفيلاً،
فأوصلها إليه بلطفك يارب ) وسدَّ عليها بالزفت ثم رماها في البحر.تقاذفتها
الأمواج حتى أوصلتها إلى بلد المقرض, وكان قد خرج إلى الساحل ينتظر مجيء
الرجل لوفاء دينه، فرأى هذه الخشبة.
قال في نفسه: آخذها حطباً للبيت ننتفع به، فلما كسرها وجد فيها الألف دينار!
ثم إن الرجل المقترض وجد السفينة، فركبها و معه ألف دينار يظن أن الخشبة قد
ضاعت, فلما وصل قدَّم إلى صاحبه القرض، و اعتذر عن تأخيره بعدم تيسر سفينة
تحمله حتى هذا اليوم .
قال المقرض : قد قضى الله عنك. وقص عليه قصة الخشبة التي أخذها حطباً لبيته ، فلما كسرها وجد الدنانير و معها
البطاقة.
هكذا من أخذ أموال الناس يريد أداءها، يسر الله له و أدَّاها عنه، و من أخذ يريد إتلافها، أتلفه الله عز وجل .!
************************************************** ****************************
ثلاثة ملوك
يُحكى أن ثلاثة ملوك جلسوا يتسامرون ذات ليلة فجرهم
الحديث إلى أن الحياة مهما طالت زائلة ومنتهية، وأن الإنسان لابد أنيموت.
وأخذوا يفكرون كيف يستطيعون البقاء إلى الأبد، فقال أحد الحكماء وكان
حاضراً: لا يمكن للإنسان أن يظل عائشاً إلى أبد الآبدين، لكنه يستطيع أن
يعمل عملاًيجعل ذكراه باقية إلى الأبد..
وحين عادوا إلى ممالكهم أخذ كل واحد منهم يُفكرفي نفسه: ماذا يفعل حتى يبقى خالداً إلى الأبد؟
الملك الأول بنى بناءً مرتفعاً علق على قمته سراجاً كبيراً، أخذ يُنيرز
للمسافرين والتائهين، وأبناء السبيل في الليل البهيم، وهكذا صار الرجل -
الملك- حديث القوافل والرُكبان، فالمغادرون والقادمونيتجهون نحو ضوء
السراج، فيحلون في ضيافة الملك، ويستريحون ويأكلون ويشربون، وأوصىأن يظل
هذا السراج، ويظل إطعام القادم وإرواؤه مستمراً إلى الأبد حتى بعد مماته
وهكذا بقي في ذاكرة الناس وتحدثت عن عمله هذا كتب التاريخ.
أما الملك الثاني فقصد إلى أرض مُقفرة تلتقي فيها قوافل المسافرين، وكان
كثيرٌ من الناس يموتون عطشاً فيها، وأمربحفر بئر مهما كانت عميقة وأقام
عليها بناء، ونصب عليها علتة ودلواً، وهكذا صارالجميع يرتوون في مكان
يستجمون به بعد أن كان مكاناً للموت وصاروا يحمدون الله و يشكرونه سبحانه
وتعالى، الذي وهبهم ذلك الملك الطيب، الذي يُذكر بالخير والعرفانعلى هذا
العمل الطيب، فبقي في ذاكرة الناس، وامتلأت بذكره كتب التاريخ
أما الملك الثالث فإنه زاد قسوةً على قسوة، وظلماً على ظلم من أجل أن يجمع
مالاً كثيراً وثروة،أراد أن يعجز عن عدها الحاسبون والعدادون، فشكا الناس
ظلمه إلى الله سبحانه وتعالى،وقد هرب كثيرون من مملكته، ومات كثيرون، وذاق
الناس مر العذاب، لكن لما مات لم يبقمن ماله الكثير وكنوزه شيء، ولم يبق له
غير ذكرى ظلمه وإيذائه للناس، التي مالبثت أن أتت عليها الأيام ومحتها
السنون حتى قصره الفخم الكبير تهدم واندثر، وتأبد ونعقت فيه الغربان وسكنه
وحوش الطير فهكذا تكون عاقبة الشرير الذي لا يرحم .
************************************************** *****************************
اليكم مجموعة قصص لبراعمنا الصغار
********
****
*
الدبدوب والأرنوب
كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك دب كانت أمه
دائماً ترسله لجلب العسل والسمن وكان الارنوب يذهب إلى الحقل ليجلب الملفوف
والجزر لإخوته الصغار وفي يوم من الأيام كان الأرنب يبحث كعادته عن
الملفوف وبينما هو يبحث عن الملفوف وجد الدبدوب ففرح الأرنب ولكنه تفاجئ
بان الدبدوب يبكي فسأله:مابك ياصديقي الدبدوب ردعليه الدبدوب وقال:لقد بحثت
عن السمن والعسل ولم أجده والشمس سوف تغرب وأنا لم أجده جلس أرنوب يفكر ثم
قال:وجدتها وجدتها قال الدبدوب ماذا وجدت قال:لقد فكرت في أمرك ووجدت فكرة
تتمكن فيها من إجاد السمن والعسل قال الدبدوب:عجل بها ياأرنوب ماذا تنتظر
قال ارنوب:اناأعرف النحله التي تظهر العسل أنها عند البحيرة المائيه قال
دبدوب:وكيف تظهر النحلة العسل قال أرنوب:الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق
النحله والذي جعلها تهتم بعملها قال الدبدوب:وما هو عملها قال أرنوب:عملها
انها كل يوم في الصباح تخرج من الخليه فقاطع دبدوب أرنوب قائلاً:وماهي
الخليه قال أرنوب:هي بيتها والان دعني أكمل فتذهب الى الزهره وتأخذ منها
العسل وتذهب الى الخلية وتضعه في الخزانه التي لها فيأتي أحد من الرجال و
يلبس القفاز و يدخل يده في الخليه فقال دبدوب: ولماذا يلبس قفاز قال أرنوب
:لكي لا ينغزه فإن للنحلةإبرة كبيره تؤذي الأطفال والرجال وكل الناس فحين
يدخل يده في الخليه يغرف من العسل ويضعونه في قوارير ويبيعونه للناس فقد
قال الله سبحانه وتعالى[فيه شفاء للناس]فالعسل مفيد للناس وهيا يادبدوب هيا
نبحث عن النحله قال دبدوب:هيا وشكراً على هذه المعلومات وحين وصلو للنحله
فرح دبدوب جداً وحمد ربه وطلب منها العسل وأعطته اياه بكل رحابة صدر فشكرها
وعاد الى البيت فرحا.
************************************************** ***************************
شجرة التوت
كان جدي دائما يصحبني إلى شجرة التوت حتى نستظل بها من
حرارة الظهيرة الشديدة... كان يجلسني في حجر ه الواسع ويقول لي دائما وهو
ينظر إلى فروع الشجرة الوارفة:- - يا بنى أزرع الخير تحصده. وقتها لم أكن
أفهم معنى كلماته ولكنى كنت المح بشدة تلك البهجة التي كانت ترتسم على
ملامحه وتلك الابتسامة التي كانت تبتلع وجهه وكان يتابع كلامه ويقول لي :- -
يابنى أزرع الخير تحصده. كان جدي يحكى عن الشجرة وكيف زرعها على الجسر
المؤدى إلى حقله حتى يستريح أسفلها كلما أتعبته حرارة الجو الخانقة..كانت
شجرة التوت شاهد عيان على كل الأحداث التي تمر بها القرية الحزينة منها قبل
المفرحة... كان جدي يعتز دائماً بها ويتفاخر أمام أعيان القرية الذين- لم
يكن منهم بالطبع - ولم يتمنى أن يكون يوماً منهم ؛ فكان جدي قانعاً بحياته
سعيداً بها وراضياً بما قسمه الله له وكان يخشاه في كل تصرفاته ويؤدى جميع
الفروض بفرح ورضا لم أر مثلهما في أي أحد في القرية كلها .. كان جدي يفعل
كل ذلك رغم فقره الشديد فهو لم يكن يمتلك سوى بضع قراريط ورثهم عن أبيه
وكان يهتم بهم كثيرا كما لو كانوا فدادين كثيرة. كانت الأرض هي كل حياته
ولم يشاركها في حبه الكبير لها سوى تلك الشجرة الرائعة التي جدي دائم
الافتخار بأن جميع الأجيال في القرية أكلت من ثمارها الطيبة المذاق وخاصة
أولاد الباشا وأولادهم وأحفادهم الذين كانوا يعشون فى السرايا التي كانت
تبتلع مدخل القرية الشرقي . كان جدي من فرط حبه لشجرة التوت يصطحب معه
أطفال القرية ويلعب معهم حولها لعبة ' االغميضة' ومن أجل ذلك كان جميع
أطفال القرية يحبونه كثيراً وكان جدي أكثر سعادة بلعبه مع الأطفال متجاهلا
تعليقات رجال القرية ونساؤها التي كانت تسخر منه ومن تصرفاته وكان دائما
يرد على سخريتهم عليه كلما شاهدوه يلعب مع الأطفال بأن الأطفال أحباب الله
وليته كان يظل طفلا طول حياته فلا يوجد أجمل من الطفولة وبراءة الأطفال
التي تطل من أعينهم بعفوية يصعب أصطنعها. ظل حب الشجرة ينمو داخل جدي حتى
كاد أن يدفع حياته ثمناً لكي يفديها من الموت الذي أراده لها العمدة وبعض
الحاقدين في القرية وذلك عندما ألقى بنفسه أمام 'اللودر' الذي استعان
العمدة من البندر لكي يجتثها من جذورها بدعوى اعتراضها مسار الترعة التي
كانت إدارة الري بالمركز تريد أن تشقها حتى تقضى على شكاوى الكثير من
الفلاحين – كان جدي نفسه منهم - من صعوبة وصول المياه إلى حقولهم التي كانت
بعيدة عن المسقي الرئيسي بالقرية وتضامن معه الكثير من أهالي القرية الذين
كانوا يأكلون من ثمار الشجرة الشهية وكانوا يستظلون بظلها في ذهابهم
وعودتهم من حقولهم البعيدة وظلوا يضغطون على العمدة وأعوانه حتى تم تغيير
مسار شق الترعة بعيداً عن الشجرة التي لم تعد جزءاً من حياة جدي فقط بل من
حياة الكثير من أهالي القرية إن لم تكن جزءاً من حياة القرية كلها . حدث
الخطب الجلل ومات جدي ومع موته الذي كان فاجعة لكل من عرفه كان موته أكثر
قسوة على الشجرة حيث تبدل حالها وتساقطت أوراقها وجفت أغصانها وذبلت ضحكتها
التي كانت طل على القرية بأكملها ووصلت إلى حد الموت ولم تعد تطرح ثمارها
اللذيذة طيلة ثلاث سنوات كاملة قضتها الشجرة الوفية حزنا وكمداً على فراق
جدي و كاد أهالي القرية يتخذون القرار الصعب بقطعها رحمة بها لولا أن فترة
حدادها على جدي انتهت وعادت إليها الحياة مرة أخرى وعاد إليها الاخضرار
ومعه ثمارها اللذيذة وظلها الوارف الذي كان يستظل به الجميع. في ليلة معتمة
تعمد فيها القمر على الغياب من سماء القرية هبط إلينا ذلك الغريب الذي بدل
أحوالنا وحال القرية جميعاً بجشعه وطمعه الذي ليس له نهاية وشهوته إلى جمع
المال التي لاتُشبع أبدا ظل يتمسكن ويداهن العمدة واعيان القرية حتى
احتواهم جميعا واستولى على قلوبهم ومعها استولى على القروش القليلة التي
كانت تعين أهالي القرية على مواجهة متطلبات حياتهم الخشنة. كان الغريب
يستغل حاجة أهالي القرية إلى المال فكان يقرضهم ويغدق عليهم الأموال بلا
حدود متظاهرا بمعاونتهم ومساعدتهم وعندما يكبل كاهل الأهالي بالديون التي
لم يكونوا قد استفادوا إلا من جزء يسير منها لأنه كان يضاعف فوائد القروض
كلما عجز الفلاحون عن السداد كان يضعهم أمام خياران أحلاهم مر وشديد
المرارة أيضا كان السجن أحد هذين الخيارين أو الخيار الأكثر قسوة وألماً
على قلوب الفلاحين البيضاء وهو بيع الأرض / العرض . ظل ذلك الغريب يرابى
بأهالي القرية تحت سمع وبصر العمدة والأعيان الذين كانوا يستفيدون منه ومن
متاجرته بالفلاحين البسطاء سواء بالهدايا النفيسة التي كان يشتريها لهم
خصيصاً من البندر أو في قضاء بعض المصالح المستعصية التي كان يؤديها لهم
بطرقه الملتوية ودائرة معارفه الواسعة في البندر وفى المحافظة أيضا ...
حزنت شجرة التوت كثيراً على الحال الذي وصلت إليه القرية وكانت كل ليلة تظل
تبكى حتى الصباح ...كانت تتحسر على أيام جدي وشدة بأسه وعزة نفسه وأنه لو
كان على قيد الحياة ما حدث للقرية أو أهلها ما حدث لها ولكنها إرادة الله
وقضائه ولاراد لقضاء الله هكذا كان يقول جدي كلما حلت به أو بأحد أهالي
القرية كرب ما أو نائبة من نوائب الدهر . ظلت شجرة التوت التي صارت عتيقة
في حزنها ليال طويلة حتى جفت مرة أخرى وجفت أوراقها وأغصانها ولم تعد لديها
رغبة في الحياة ووصلت على مشارف الموت لكنها أبت أن ترحل دون أن تساعد
أهالي القرية البسطاء ومساعدتهم في الخروج من تلك المحنة المهولة التي لم
يمروا بها طيلة حياتهم ؛ فقررت أن تنقذ أهالي القرية من البلاء الذي أصابهم
ولكنها كانت تنتظر أن تتاح لها الفرصة لتنفيذ ما انتوت على فعله. في ليلة
مقمرة سمح لها ضوء القمر السحري أن تتبين الوجوه بدقة وعندما كان الغريب في
مساره المعتاد عائداً إلى منزله الذي يرقد في الناحية الغربية من القرية
وعندما وصل قبالتها تماماً أخذت شجرة التوت تهز نفسها بعنف شديد حتى اقتلعت
من جذورها وسقطت فوق الغريب مباشرة فشجت فوقع على الأرض وشجت رأسه وظل
ملقياً على الأرض وهو ينزف بغزارة حتى طل فجر يوم جديدة على القرية وعلى
أهلها البسطاء الذين على قدر فرحهم بموت الغريب / الظالم على قدر حزنهم على
شجرة التوت الأصيلة التي ضحت بنفسها وبحياتها حتى تعيش القرية ويعيش أهلها
في سلام وأمان.
************************************************** ************************************
الثعلب والدجاج
كانت الحظيرة مملوءة بالدجاج والديوك ،يستيقظ الديك
الكبير عند الفجر ليؤذن فتستيقظ الطيور ترفرف باليوم الجديد، يصبح الدجاج
على بعضه البعض بمناقيره حيث تنقر كل واحدة منهم الأخرى بمنقارها تحية
وحبا، يداعب الدجاج بعضه البعض وتداعبه الديوك ،تخرج الطيور من الحظيرة
لتأتي بالحبوب والماء للصغار ،وفي المساء تصيح الطيور تنبأ عن رحيل يوم
جميل وقدوم ليل أجمل يهنأون ويخلدون فيه إلى الراحة ، تظل الطيور تمرح
وتلعب ،تشرب وتأكل هكذا كل يوم ويبيض الدجاج وتمر الأيام ويأتي دجاج جديد
يملأ الحظيرة وتملأ قلوبهم الفرحة.
وذات مساء نظرت الطيور فإذ بثعلب يتربص بالحظيرة حتى دب الرعب في قلوبهم
فأسرعوا بغلق الحظيرة غلقاً محكماً ،خافت الطيور على بعضها البعض وخافوا
على صغارهم ،اتفق الديوك على أن يتناوبوا الحراسة طوال الليل من ذلك الثعلب
المكار ،وساد الحظيرة الخوف والحزن إلا أن الديك الكير نصح الدجاج بألا
يظهروا هذا الخوف حتى لا يطمع فيهم الثعلب عندما يحس بأنهم خائفون حتى وإن
تملكهم الخوف وأن تظل الديوك تؤذن كل صباح وكل مساء ،لكن أصبحت كل حركاتهم
تتم في حرص وحذر شديد.
وما زال الثعلب يأتي إليهم كل مساء ،فقد فكر الثعلب أن يأتي إليهم كل مساء
على ألا يفعل أي مكروة حتى يتعودوا مجيئه كل يوم ويزيل عنهم الخوف وظل كل
منهم على حاله حتى بدأ يقترب منهم شيئاً فشيئا ثم يتركهم حينما يحس بالهرج
والمرج يدب فيهم .
ومرت الأيام وبدأ الهرج والمرج يخف رويداً رويدا فطرق عليهم الباب ذات ليلة
ولم يفتحوا له فتركهم ، ثم كرر هذا لمدة أسبوعين وهو يطرق الباب ولا
يفتحوا له فيتركهم .
قالت بعض الطيور : لماذا لا نفتح له لنرى ماذا يريد ؟.
فرد الأخرون : لا ، كيف نفتح له ،لو فتحنا له فسوف يأكلنا .
فردت الطيور : لو أراد أن يأكلنا لأكلنا ،إن له أكثر من ثلاثة أشهر ولم يقترب منا ، لا بد أن له حاجة .
فرد الطيور : ليس له حاجة غير أن يأكلنا الواحدة تلو الأخرى.
فصاحت الطيور : لو أراد أن يأكلنا لا ستطاع فإن الباب ضعيف يمكن أن يحطمه بكلتا رجليه .
فصاح الديك الكبير فيهم : لست أدري ، كيف تجهلوا نواياه ،إنه ثعلب ألم
تعرفوا شكله ،ألم تعلموا عنه شيئاً ،ألم تسمعوا عن مكره ودهائه ،كم من حيل
حاكها ونفذها ومعظمكم أعلم بها ، كم من حيل حاكها باسم الصداقة ، باسم
التعاون ،وراح جرائها ضحايا كانوا جميعهم أما وجبة دسمة له أو إنقاذ نفسه
من مصيبة كان سيقع فيها ،إن اللئيم لئيم أينما كان إنه ثعلب مكار وخبيث
ونحن لسنا بقدر دهائه وخبثه فيجب ألا تفتحوا له الباب ، ولو فتحتم له الباب
فسوف يعرف عدد بيضنا وأفراخنا حتى عدد ريشنا ،وسوف يقوم بنتف ريشنا ويكسر
بيضنا ويهشم عظامنا وسوف يأخذ بكبيرنا قبل صغيرنا.
فصاحت بعض الطيور :إنك تخشى على نفسك فأنك كبيرنا.
فرد : كلا ، فمعظمكم من ذريتي فهلاككم هو هلاكي فبقاؤكم هو بقائي .
وهنا هاجت الطيور وماجت وقرروا أن يعرفوا نوايا الثعلب ،ثم ارتكن الديك
الكبير جانب ومعه نفرٌ قليل حوالي خمسة دجاجات وأربعة ديوك وأفراخهم
الصغيرة هذا من مئات من الطيور والأفراخ.
وجاء المساء وطرق الثعلب باب الحظيرة ،فنظرت إلية بعض الطيور وسألوه : ماذا تريد ،؟ إننا نراك تتردد على حظيرتنا كثيراً .
فقال : ليس لي مأرب غير أني أريد أن استأنس بكم فأنا هنا في هذه البلد وحيد
، حيث إنني فرحت بكم وسعدت لسماع صوت الديوك وهي تؤذن وفرحت أكثر لرفرفة
الدجاج وأخذ قلبي يطير فرحاً وأنتم ترعون صغاركم ،ولهذا لتمنى صحبتكم ،كما
إنني أحميكم من الطيور الجارحة والضالة مثل الغربان والحدآت والصقور فإني
كثيراً ما أراهم يخطفون صغاركم ويطيرون بها بعيد ، وهنا هزت الطيور رؤوسها
بصدق ما قاله وقرروا فيما بينهم أن يفتحوا له ،
فصاح الديك : احترسوا ، لو فتحتم له فإنها الطامة عليكم وسوف تكون بأيديكم نهايتكم ،انتبهوا .
إلا أن الطيور لم تعيير له انتباهاً أو إلتفاتاً لما قاله ،فتحوا له الباب
ودخل الثعلب ،دخل عليهم مبتسماً ، يهدهدهم برفق برجليه الأماميتين ،وصارت
بينهم صداقة حتى فرحوا به ،يخرج من الحظيرة ينظر إلى السماء فيرى طيور
تحملق من قريب و من بعيد فيعوي عليهم فتطير الطيور إلى بعيد ،فتزداد الطيور
به طرباً ويفرحون به ويلومون الديك الكبير ويسخرون منه و من تفكيره وأنه
قد ظلم الثعلب وكم كانت هذه الفكرة غائبة عنهم فقد كان يلزم عليهم التعاون
معه منذ زمن حتى يزدادوا به قوة ،وبعد يومين تماماً وذات مساء دخل عليهم
وعلى عهده يبتسم لهم وبدأ ينظر ويحملق في كل مكان في الحظيرة وبدأ يتجول
فيها ثم استأذنهم لأن يرتاح و ينام قليلا في هذا الدفء الذي لم ينعم به من
قبل ، فسمحوا له ثم تمدد وتمطع فارداً جسمه ورجليه حتى ضاق المكان بالدجاج
والذي تكوم فوق بعضه البعض ومنهم من لم يستطع النوم طوال الليل مما جعل
الديوك لم تؤذن في الصباح من التعب وظل هكذا لعدة أيام وهو يجيء لينام
ويتمدد كما لو كان المكان ملكه حتى خشي الدجاج والديوك من أن يلوموه .
وذات ليلة جاء الثعلب فوجد الباب مغلقاً ولم يفتحوا له فثار الغيظ في نفسه
حتى حطم الباب برجليه الأماميتين وكسر البيض كما داس برجليه على ثلاث
دجاجات صغيرة فماتت ثم نظر فيهم متمثلاً : أنا آسف ، لم أقصد أن أزعجكم ولم
يبال بما كسر وحطم وقتل وتمدد والطيور حوله تنوح على البيض الذي تكسر
والأفراخ الصغيرة التي تُقتل.
وخرج الديك الكبير ومعه بعض رفاقه من الحظيرة يتألمون ولكن إلى أين وهم في
جوف الليل ،بينما الثعلب من الداخل ينظر إلى الدجاج بعينيه اللامعتين فينظر
هنا وهناك فيرى دجاجة نائمة من البكاء والتعب فينقلب عليها كما لو كان
يتقلب على جنبيه ذات اليمين وذات الشمال فينقض عليها بأرجله وبسرعة شديدة
قبل أن تصيح أو أن يسمعها باقي الدجاج.
وبدأ الدجاج يتناقص ولم يبق إلا القليل جداً منهم ، فمنهم من خرج بحثاً عن
مكان أخر حتى قال البعض : أين إخوتنا ، لماذا هربوا ونحن لم نر من الثعلب
مكروة ،وهكذا بدأت تلك الدجاجة تثرثر ويبدو أن الثعلب لم يستطع النوم حتى
ضاق منها فتقلب نحوها وجذبها من عنقها وجعلها بين أرجله الأمامية لتكون له
وجبة يتسلى بها كلما استيقظ من نومه ،بينما سكتت باقي الطيور وراحت في نومٍ
عميق،!!!
************************************************** *************************************
النملة الشقية
النملة لولو لا تسمع كلام الملكة ..أمرتها الملكة أن لا تتأخر بالعودة إلى المملكة ...لكن لولو لم تكن تهتم بأوامرها ..
في يوم شعرت الملكة أن الليلة ستكون عاصفة .. أمرت النمل بالعودة قبل الغروب ..
النملة لولو لم تهتم .. أمرت الملكة الحرس بإغلاق باب المملكة عند غروب الشمس .. والنملة لولو لم تصل بعد
لولو وصلت متأخرة .. رفض الحرس فتح الباب ..
خافت لولو .. كيف تقضي الليل في العراء ؟!
لصقت جسمها بالباب فأحست بحرارة الداخل .. بدأ الريح يشتد والبرودة تزداد و الغيوم تتكاثف .. رأت شعاع
البرق وسمعت صوت الرعد ..
فكرت أنها ستموت من البرد و المطر سيحملها بعيدا ..
صارت لولو تبكي ..
الملكة تراقب ما يجري من مكان مرتفع دون أن تراها لولو ..
بدأ المطر ينهمر .. تأكدت النملة لولو أنها ستموت ..
أمرت الملكة الحرس بفتح الباب .. حملها الهواء إلى الداخل بقوة ..
طمأنت الملكة لولو .. شعرت لولو بالدفء والسكينة ..
تعلمت النملة لولو عاقبة الشقاوة وعدم الاستماع إلى ما تقوله الملكة ..
النملة لولو لم تعد شقية .. لأنها نملة ذكية تتعلم من أخطائها فلا تكررها
************************************************** ********************************
حديث ممتع بين القلم والممحاة
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..
قال الممحاة:كيف حالك يا صديقي؟.
أجاب القلم بعصبية:لست صديقك! اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟.. فرد القلم: لأنني أكرهك.
قالت الممحاة بحزن :ولم تكرهني؟
. أجابها القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب. فردت الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
انزعج القلم وقال لها: وما شأنكِ أنت؟!.
فأجابته بلطف: أنا ممحاة، وهذا عملي. فرد القلم: هذا ليس عملاً!.
التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع، مثل عملك. ولكن القلم
ازداد انزعاجاً وقال لها: أنت مخطئة ومغرورة .
فاندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟!. أجابها القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو
قالت الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب. أطرق القلم لحظة، ثم
رفع رأسه، وقال: صدقت يا عزيزتي!
فرحت الممحاة وقالت له:ما زلت تكرهني؟.
أجابها القلم وقد أحس بالندم: لن أكره من يمحو أخطائي.
فردت الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً.
قال القلم:ولكنني أراك تصغرين يوماً بعد يوم!.
فأجابت الممحاة:لأنني أضحي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ.
قال القلم محزوناً:وأنا أحس أنني أقصر مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه:لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً:ما أعظمك يا صديقتي،وما أجمل كلامك!.
فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان..
************************************************** *************************************
حمار الرجل الصالح
في يوم من الأيام ...منذ قديم الزمان وقبل الإسلام كان رجل صالحراكباً حماره فمر بقرية، قد دمرت وفنى أهلها
فشرد بذهنه وأخذ يفكر في حال هذه القرية ثم سأل نفسه متعجباً و مندهشاً. هؤلاء أموات كيف يخلقون من جديد؟..
كيف؟..وهذه العظام البالية كيف تعود صلبة؟وكيف تكتسي من جديد وتعود إليها الروح وتبعث إليها الحياة!؟
ورويداً...رويداً. راح النوم يداعب عيني الرجل الصالح وما هي إلا لحظات
قصيرة حتى غاب عن الوعي, وراح في نوم عميق دام مائة عام كاملة. قرن من
الزمان والرجل الصالح في رقدته هذا ميت بين الأموات وكذلك حماره .
بعد مضي مائة عام من موت الرجل الصالح أذن الله له أن يبعث من جديد فجمع
عظامه وسوى خلقه ونفخ فيه من روحه. فإذا هو قائم مكتمل الخلق كأنه منتبه من
نومه. فأخذ يبحث عن حماره ويفتش عن طعامه وشرابه
ثم جاء ملك سأله: كم لبثت في رقدتك؟ فأجاب الرجل: لبثت يوماً أو بعض يوم.
فقال الملك: بل لبثت مائة عام، ومع هذه السنين الطويلة، والأزمان المتعاقبة
فإن طعامك مازال سليماً وشرابك لم يتغير طعمه. فقال الرجل:عجباًهذا صحيح!
فقال الملك: انظر إنه حمارك، لقد صار كومة من العظام ...انظر ...إلى عظام حمارك فالله عز وجل سيريك قدرته على بعث الموتى.
نظر الرجل الصالح إلى عظام حماره فرآها وهي تتحرك فتعود كل عظمة في مكانها
حتى اكتملت ثم كساها الله لحما ًفإذا بحماره قائم بين يديه على قوائمه
الأربع .
حينئذ اطمأنت نفسه وازداد إيمانه بالبعث فقال الرجل الصالح: أعلم أن الله على كل شيء قدير.
************************************************** ********
الخشبة العجيبة
كان فيمن كان قبلنا رجل, أراد أن يقترض من رجل آخر ألف دينار, لمدة شهر ليتجار فيها . فقال الرجل : ائتني بكفيل.
قال : كفى بالله كفيلاً. فرضي وقال صدقت ... كفى بالله كفيلاً ... ودفع إليه الألف دينار .
خرج الرجل بتجارته، فركب في البحر، وباع فربح أصنافاً كثيرة. لما حل الأجل صرًّ ألف دينار، و جاء ليركب في البحر ليوفي
القرض، فلم يجد سفينة .... انتظر أياماً فلم تأت سفينة .!حزن لذلك كثيراً
... وجاء بخشبة فنقرها، وفرَّغ داخلها، ووضع فيهالألف دينار ومعها ورقة كتب
عليها اللهم إنك تعلم أني اقترضت من فلان ألف دينار لشهر وقد حل الأجل, و لم أجد سفينة.
وأنه كان قد طلب مني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك كفيلاً،
فأوصلها إليه بلطفك يارب ) وسدَّ عليها بالزفت ثم رماها في البحر.تقاذفتها
الأمواج حتى أوصلتها إلى بلد المقرض, وكان قد خرج إلى الساحل ينتظر مجيء
الرجل لوفاء دينه، فرأى هذه الخشبة.
قال في نفسه: آخذها حطباً للبيت ننتفع به، فلما كسرها وجد فيها الألف دينار!
ثم إن الرجل المقترض وجد السفينة، فركبها و معه ألف دينار يظن أن الخشبة قد
ضاعت, فلما وصل قدَّم إلى صاحبه القرض، و اعتذر عن تأخيره بعدم تيسر سفينة
تحمله حتى هذا اليوم .
قال المقرض : قد قضى الله عنك. وقص عليه قصة الخشبة التي أخذها حطباً لبيته ، فلما كسرها وجد الدنانير و معها
البطاقة.
هكذا من أخذ أموال الناس يريد أداءها، يسر الله له و أدَّاها عنه، و من أخذ يريد إتلافها، أتلفه الله عز وجل .!
************************************************** ****************************
ثلاثة ملوك
يُحكى أن ثلاثة ملوك جلسوا يتسامرون ذات ليلة فجرهم
الحديث إلى أن الحياة مهما طالت زائلة ومنتهية، وأن الإنسان لابد أنيموت.
وأخذوا يفكرون كيف يستطيعون البقاء إلى الأبد، فقال أحد الحكماء وكان
حاضراً: لا يمكن للإنسان أن يظل عائشاً إلى أبد الآبدين، لكنه يستطيع أن
يعمل عملاًيجعل ذكراه باقية إلى الأبد..
وحين عادوا إلى ممالكهم أخذ كل واحد منهم يُفكرفي نفسه: ماذا يفعل حتى يبقى خالداً إلى الأبد؟
الملك الأول بنى بناءً مرتفعاً علق على قمته سراجاً كبيراً، أخذ يُنيرز
للمسافرين والتائهين، وأبناء السبيل في الليل البهيم، وهكذا صار الرجل -
الملك- حديث القوافل والرُكبان، فالمغادرون والقادمونيتجهون نحو ضوء
السراج، فيحلون في ضيافة الملك، ويستريحون ويأكلون ويشربون، وأوصىأن يظل
هذا السراج، ويظل إطعام القادم وإرواؤه مستمراً إلى الأبد حتى بعد مماته
وهكذا بقي في ذاكرة الناس وتحدثت عن عمله هذا كتب التاريخ.
أما الملك الثاني فقصد إلى أرض مُقفرة تلتقي فيها قوافل المسافرين، وكان
كثيرٌ من الناس يموتون عطشاً فيها، وأمربحفر بئر مهما كانت عميقة وأقام
عليها بناء، ونصب عليها علتة ودلواً، وهكذا صارالجميع يرتوون في مكان
يستجمون به بعد أن كان مكاناً للموت وصاروا يحمدون الله و يشكرونه سبحانه
وتعالى، الذي وهبهم ذلك الملك الطيب، الذي يُذكر بالخير والعرفانعلى هذا
العمل الطيب، فبقي في ذاكرة الناس، وامتلأت بذكره كتب التاريخ
أما الملك الثالث فإنه زاد قسوةً على قسوة، وظلماً على ظلم من أجل أن يجمع
مالاً كثيراً وثروة،أراد أن يعجز عن عدها الحاسبون والعدادون، فشكا الناس
ظلمه إلى الله سبحانه وتعالى،وقد هرب كثيرون من مملكته، ومات كثيرون، وذاق
الناس مر العذاب، لكن لما مات لم يبقمن ماله الكثير وكنوزه شيء، ولم يبق له
غير ذكرى ظلمه وإيذائه للناس، التي مالبثت أن أتت عليها الأيام ومحتها
السنون حتى قصره الفخم الكبير تهدم واندثر، وتأبد ونعقت فيه الغربان وسكنه
وحوش الطير فهكذا تكون عاقبة الشرير الذي لا يرحم .
************************************************** *****************************
أتمنى تنال رضاكم وتستفيدوا من العبر التي تحملها بين حروفها
ولكم مني فائق الحب وأعطر التحايا
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟