فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة فضائل المدينة المنورة
فضائل المدينة المنورة
فضائل المدينة المنورة
أنَّ الله تعالى جعلَها حَرَماً آمناً كما جعل مكَّةَ حَرماً آمناً، وقد جاء عن النَّبِيِّ الكريمِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال:
(( إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكَّةَ، وإنِّي حرَّمتُ المدينةَ ))،
رواه مسلم،
والمقصودُ من هذا التحريمِ المضافِ إلى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وإلى إبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم - هو إظهارُ التحريم، وإلاَّ فإنَّ التَّحريمَ مِن الله عزَّ وجلَّ، وهو الذي جعل هذا حَرَماً، وجعلَ هذا حَرَماً.واختصَّ الله عزَّ وجلَّ هاتيْن البلدَتَيْن بهذه الصِّفَةِ التي هي الحرمة دون سائر البلاد، ولَم يأتِ دليلٌ ثابتٌ يدلُّ على تحريمِ شيءٍ غير مكَّة والمدينة، وما شاعَ على أَلسِنَة كثيرٍ من النَّاسِ من أنَّ المسجدَ الأقصَى ثالثُ الحَرمَيْن هو من الخطأ الشائعِ؛ لأنَّه ليس هناك للحرمين ثالثٌ، ولكنَّ التعبيرَ الصحيح أن يُقال: ثالث المَسجِدَيْن ـ أي المُشَرَّفيْن المُعظَّمَيْن ـ،
والنبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جاء عنه ما يدلُّ على فضلِ هذه المساجدِ الثلاثة وعلى قصدِها للصلاةِ فيها، حيث قال عليه الصلاة والسَّلام:
(( لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاَّ إلى ثلاثةِ مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصَى ))،
رواه البخاري ومسلم.
ثمَّ إنَّ المقصودَ بالحَرَم في مكَّةَ والمدينة ما تُحيطُ به الحدود لكلٍّ منهما، هذا هو الحرَمُ، وما شاعَ من إطلاقِ الحرَمِ على المسجدِ النَّبَويِّ فقط فهو من الخطأ الشائع؛ لأنَّه ليس هو الحرمُ وحده، بل المدينة كلُّها حَرَمٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَوْر، وما بين لابَتَيْها، وقد قال عليه الصلاة والسَّلام:
(( المدينةُ حرَمٌ ما بين عَيْر إلى ثور ))،
رواه البخاري ومسلم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( إنَّي حرَّمتُ ما بين لابَتَيْ المدينة أن يُقطَع عِضاهُها، أو يُقتل صيدُها ))،
رواه مسلم.
ومِن المعلومِ أنَّ المدينةَ قد اتَّسَعت في هذا الزَّمان حتَّى خرَجَ جزءٌ منها عن الحَرَم، ولِهذا لا يُقال: إنَّ كلَّ المباني الموجودةَ في المدينة من الحَرَمِ، ولكن ما كان داخلَ حدودِ الحرم منها فهو حرمٌ، وما كان خارِجَ حدود الحَرَم فإنَّه يُطلقُ عليه
ومن الفضائلِ: التي جاءت في شأن هذه المدينة المباركةِ أنَّ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاها (( طيبة ))،و((طابة ))، بل إنَّه ثبت في صحيح مسلم أنَّ اللهَ سَمَّاها (( طابة ))، قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
(( إنَّ اللهَ سَمَّى المدينةَ طابة ))،
وهذان اللَّفظان مُشتقَّان من الطيب، ويَدلاَّن على الطيب، فهما لفظان طيِّبان، أطلقَا على بُقعةٍ طيِّبة.
ومِن فضائلِها: أنَّ الإيمانَ يَأْرِزُ إليها، كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
(( إنَّ الإيمانَ لَيَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرِها ))،
رواه البخاريُّ ومسلم.
ومعنى ذلك أنَّ الإيمانَ يتَّجِه إليها ويكون فيها، والمسلمون يَؤُمُّونَها ويَقصِدونها؛ يدفعُهم إلى ذلك الإيمانُ ومَحبَّةُ هذه البُقعةِ المباركةِ التي حرَّمها الله عزَّ وجلَّ.
ومِن فضائلها: ما جاء عن النَّبِيِّ عليه الصلاة والسَّلام أنَّه وَصفَها بأنَّها قريةٌ تأكلُ القُرى، قال - صلى الله عليه وسلم -:
(( أُمرتُ بقريةٍ تأكل القُرى [يعني أُمرَ بالهجرةِ إلى هذه القريةِ التي تأكلُ القُرى] يقولون لها: يَثْرِب، وهي المدينة ))،
رواه البخاري ومسلم.
فقولُه عليه الصلاة والسلام: (( تأكُلُ القُرى )) فُسِّرت بأنَّها تنتصرُ عليها، وتكون الغلبَةُ لَها على غيرِها من القُرى،
وفُسِّرت بأنَّها تُجلَبُ إليها الغنائم التي تَحصُلُ في الجهاد في سبيل الله، وتُنقَلُ إليها،
وكلٌّ من هذين الأمرَين قد وَقَعَ وحَصَلَ، فحَصَلَ تغَلُّبُ هذه المدينة على غيرِها من المدن، بأَن انطلَقَ منها الهُداةُ المُصلِحون والغُزاةُ الفاتِحون، وأخرجوا النَّاسَ من الظُّلمات إلى النُّورِ بإذن ربِّهم، فدخل النَّاسُ في دِينِ الله عزَّ وجلَّ، وكلُّ خيرٍ حصل لأهل الأرضِ فإنَّما خرجَ من هذه المدينة المباركة، مدينة الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -، فكونُها تأكل القرى يصدُقُ على كون الانتصار لَها على غيرِها من المدن، كما حصل ذلك في الصَّدر الأول، ومع الرَّعيل الأول من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الرَّاشدين رضي الله عنهم وأرضاهم، وكذلك أيضاً حصولُ الغنائم والإتيانُ بها إليها، وهذا أيضاً قد حصلَ، فإنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
أخبَرَ عن إنفاقِ كنوزِ كِسرى وقيصر في سبيل الله عزَّ وجلَّ، وقد حصل ذلك، فقد أُتِيَ بهذه الكنوز إلى هذه المدينة المباركة، وقُسِّمت على يدِ الفاروق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
ومن فضائلها: أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حثَّ على الصَّبرِ على لأوائِها وجَهدِها وقال:
(( المدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون ))،
قال ذلك في حقِّ الذين فكَّروا في الانتقالِ من المدينة إلى الأماكنِ التي فيها الرَّخاء، وسَعَة الرِّزق، وكثرة المال، فالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (( المدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، لا يَدَعُها أحدٌ رغبةً عنها إلاَّ أبدَلَ اللهُ فيها مَن هو خيرٌ منه، ولا يثبُتُ أحدٌ على لأْوَائِها وجَهدِها إلاَّ كنتُ له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ))،
رواه مسلم.
وهذا يدلُّنا على فضلِ هذه المدينة، وفضلِ الصَّبرِ على الشدَّة واللأوَى والجَهد والضَنْك إذا حصلَ لأحدٍ، فلا يكون ذلك دافعاً له إلى أن ينتقلَ منها إلى غيرِها يبحَثُ عن الرَّخاءِ وعن سَعَة الرِّزقِ، بل يصبر على ما يحصلُ له فيها، وقد وُعِدَ بهذا الأجرِ العظيم، والثَّوابِ الجزيلِ من الله سبحانه وتعالى.
ومن فضائلها: أنَّ النَّبِيَّ عليه الصلاة والسلام بَيَّن عِظَمَ شأنِها وخطورةَ الإحداثِ فيها عندما بَيَّن حُرمتَها قال:
(( المدينةُ حَرَمٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَور، مَن أَحدَث فيها حَدَثاً أو آوَى مُحدِثاً فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يَقبلُ اللهُ منه صَرْفاً ولاعَدْلاً ))،
رواه البخاري ومسلم.
ومِن فضائِلِها: ما جاء عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الدُّعاءِ لَها بالبرَكَة، ومِن ذلك قولُه - صلى الله عليه وسلم -:
(( اللَّهمَّ بارِك لَنا في ثَمَرِنا، وبارِك لَنا في مدينَتِنا، وبارِك لنا في صاعِنا، وبارِك لَنا في مُدِّنا ))،
رواه مسلم.
ومِن فضائِلِها: أنَّها لا يدخُلُها الطَّاعونُ ولا الدَّجَّالُ، قال - صلى الله عليه وسلم -:
(( على أنقابِ المدينة ملائكةٌ، لا يَدخُلُها الطَّاعونُ ولا الدَّجَّالُ ))،
رواه البخاري ومسلم.
ومِمَّا يُنبَّه عليه حول هذا المسجد المبارَك أمورٌ:
الأول: أنَّ التضعيفَ لأجرِ الصلاة فيه بأكثرَ من ألف ليس مقيَّداً بالفرضِ دون النَّفل، ولابالنَّفلِ دون الفرض، بل لَهما جميعاً؛ لإطلاقِ قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( صلاة ))، فالفريضةُ بألف فريضة، والنَّافلةُ بألف نافلة.
الثاني: أنَّ التضعيفَ الواردَ في الحديثِ ليس مُختصًّا في البقعة التي هي المسجد في زمانه - صلى الله عليه وسلم -، بل لَها ولكلِّ ما أُضيفَ إلى المسجدِ من زياداتٍ، ويَدلُّ على ذلك أنَّ الخليفَتَيْن الرَّاشدَين عمر وعثمان رضي الله عنهما زادا المسجد من الجهةِ الأماميَّة، ومِن المعلومِ أنَّ الإمامَ والصفوفَ التي تلِيه في الزيادة خارجُ المسجد الذي كان في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، فلولا أنَّ الزيادةَ لَها حكمُ المزيد لَما زاد هذان الخليفتان المسجدَ من الجهةِ الأمامية، وقد كان الصحابةُ في وقتِهما متوافِرِين ولَم يعتَرِض أحدٌ على فِعلِهما، وهو واضحُ الدِّلالةِ على أنَّ التضعيفَ ليس خاصًّا بالبُقعةِ التي كانت هي المسجد في زمنِه - صلى الله
عليه وسلم -.
الثالث: في المسجد بُقعةٌ وَصَفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنَّها رَوضَةٌ من رياض الجَنَّةِ، وذلك في قولِه - صلى الله عليه وسلم -:(( ما بين بَيتِي ومِنبَري رَوضةٌ من رياض الجَنَّة ))
رواه البخاري ومسلم،
وتَخصيصُها بهذا الوصفِ دون غيرها من المسجدِ يدلُّ على فضلِها وتَميُّزِها، وذلك يكون بأداء النَّوافِلِ فيها، وكذا ذِكر الله وقراءةُ القرآن فيها إذا لَم يَحصل إضرارٌ بأحدٍ فيها أو في الوصولِ إليها
الرَّابع: إذا امتلأ المسجدُ
النبويُّ بالمصلين، فلِمَن جاء متأخِّراً أن يُصلِّيَ في الشوارِعِ بصلاةِ الإمامِ في الجهات الثلاث غير الجهة الأمامية، ويكون له أجر صلاة الجماعة، أمَّا التضعيف بأكثرَ من ألف فإنَّه خاصٌّ بِمَن كانت صلاتُه في المسجد؛ لقول النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -:
(( صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام ))،
ومَن صلَّى في الشوارع لَم يكن مُصلِّياً في مسجدِه، فلا يَحصُلُ له هذا التضعيف.
فضائل المدينة المنورة
فضائل المدينة المنورة
أنَّ الله تعالى جعلَها حَرَماً آمناً كما جعل مكَّةَ حَرماً آمناً، وقد جاء عن النَّبِيِّ الكريمِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال:
(( إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكَّةَ، وإنِّي حرَّمتُ المدينةَ ))،
رواه مسلم،
والمقصودُ من هذا التحريمِ المضافِ إلى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وإلى إبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم - هو إظهارُ التحريم، وإلاَّ فإنَّ التَّحريمَ مِن الله عزَّ وجلَّ، وهو الذي جعل هذا حَرَماً، وجعلَ هذا حَرَماً.واختصَّ الله عزَّ وجلَّ هاتيْن البلدَتَيْن بهذه الصِّفَةِ التي هي الحرمة دون سائر البلاد، ولَم يأتِ دليلٌ ثابتٌ يدلُّ على تحريمِ شيءٍ غير مكَّة والمدينة، وما شاعَ على أَلسِنَة كثيرٍ من النَّاسِ من أنَّ المسجدَ الأقصَى ثالثُ الحَرمَيْن هو من الخطأ الشائعِ؛ لأنَّه ليس هناك للحرمين ثالثٌ، ولكنَّ التعبيرَ الصحيح أن يُقال: ثالث المَسجِدَيْن ـ أي المُشَرَّفيْن المُعظَّمَيْن ـ،
والنبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جاء عنه ما يدلُّ على فضلِ هذه المساجدِ الثلاثة وعلى قصدِها للصلاةِ فيها، حيث قال عليه الصلاة والسَّلام:
(( لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاَّ إلى ثلاثةِ مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصَى ))،
رواه البخاري ومسلم.
ثمَّ إنَّ المقصودَ بالحَرَم في مكَّةَ والمدينة ما تُحيطُ به الحدود لكلٍّ منهما، هذا هو الحرَمُ، وما شاعَ من إطلاقِ الحرَمِ على المسجدِ النَّبَويِّ فقط فهو من الخطأ الشائع؛ لأنَّه ليس هو الحرمُ وحده، بل المدينة كلُّها حَرَمٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَوْر، وما بين لابَتَيْها، وقد قال عليه الصلاة والسَّلام:
(( المدينةُ حرَمٌ ما بين عَيْر إلى ثور ))،
رواه البخاري ومسلم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( إنَّي حرَّمتُ ما بين لابَتَيْ المدينة أن يُقطَع عِضاهُها، أو يُقتل صيدُها ))،
رواه مسلم.
ومِن المعلومِ أنَّ المدينةَ قد اتَّسَعت في هذا الزَّمان حتَّى خرَجَ جزءٌ منها عن الحَرَم، ولِهذا لا يُقال: إنَّ كلَّ المباني الموجودةَ في المدينة من الحَرَمِ، ولكن ما كان داخلَ حدودِ الحرم منها فهو حرمٌ، وما كان خارِجَ حدود الحَرَم فإنَّه يُطلقُ عليه
ومن الفضائلِ: التي جاءت في شأن هذه المدينة المباركةِ أنَّ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاها (( طيبة ))،و((طابة ))، بل إنَّه ثبت في صحيح مسلم أنَّ اللهَ سَمَّاها (( طابة ))، قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
(( إنَّ اللهَ سَمَّى المدينةَ طابة ))،
وهذان اللَّفظان مُشتقَّان من الطيب، ويَدلاَّن على الطيب، فهما لفظان طيِّبان، أطلقَا على بُقعةٍ طيِّبة.
ومِن فضائلِها: أنَّ الإيمانَ يَأْرِزُ إليها، كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
(( إنَّ الإيمانَ لَيَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرِها ))،
رواه البخاريُّ ومسلم.
ومعنى ذلك أنَّ الإيمانَ يتَّجِه إليها ويكون فيها، والمسلمون يَؤُمُّونَها ويَقصِدونها؛ يدفعُهم إلى ذلك الإيمانُ ومَحبَّةُ هذه البُقعةِ المباركةِ التي حرَّمها الله عزَّ وجلَّ.
ومِن فضائلها: ما جاء عن النَّبِيِّ عليه الصلاة والسَّلام أنَّه وَصفَها بأنَّها قريةٌ تأكلُ القُرى، قال - صلى الله عليه وسلم -:
(( أُمرتُ بقريةٍ تأكل القُرى [يعني أُمرَ بالهجرةِ إلى هذه القريةِ التي تأكلُ القُرى] يقولون لها: يَثْرِب، وهي المدينة ))،
رواه البخاري ومسلم.
فقولُه عليه الصلاة والسلام: (( تأكُلُ القُرى )) فُسِّرت بأنَّها تنتصرُ عليها، وتكون الغلبَةُ لَها على غيرِها من القُرى،
وفُسِّرت بأنَّها تُجلَبُ إليها الغنائم التي تَحصُلُ في الجهاد في سبيل الله، وتُنقَلُ إليها،
وكلٌّ من هذين الأمرَين قد وَقَعَ وحَصَلَ، فحَصَلَ تغَلُّبُ هذه المدينة على غيرِها من المدن، بأَن انطلَقَ منها الهُداةُ المُصلِحون والغُزاةُ الفاتِحون، وأخرجوا النَّاسَ من الظُّلمات إلى النُّورِ بإذن ربِّهم، فدخل النَّاسُ في دِينِ الله عزَّ وجلَّ، وكلُّ خيرٍ حصل لأهل الأرضِ فإنَّما خرجَ من هذه المدينة المباركة، مدينة الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -، فكونُها تأكل القرى يصدُقُ على كون الانتصار لَها على غيرِها من المدن، كما حصل ذلك في الصَّدر الأول، ومع الرَّعيل الأول من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الرَّاشدين رضي الله عنهم وأرضاهم، وكذلك أيضاً حصولُ الغنائم والإتيانُ بها إليها، وهذا أيضاً قد حصلَ، فإنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
أخبَرَ عن إنفاقِ كنوزِ كِسرى وقيصر في سبيل الله عزَّ وجلَّ، وقد حصل ذلك، فقد أُتِيَ بهذه الكنوز إلى هذه المدينة المباركة، وقُسِّمت على يدِ الفاروق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
ومن فضائلها: أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حثَّ على الصَّبرِ على لأوائِها وجَهدِها وقال:
(( المدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون ))،
قال ذلك في حقِّ الذين فكَّروا في الانتقالِ من المدينة إلى الأماكنِ التي فيها الرَّخاء، وسَعَة الرِّزق، وكثرة المال، فالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (( المدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، لا يَدَعُها أحدٌ رغبةً عنها إلاَّ أبدَلَ اللهُ فيها مَن هو خيرٌ منه، ولا يثبُتُ أحدٌ على لأْوَائِها وجَهدِها إلاَّ كنتُ له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ))،
رواه مسلم.
وهذا يدلُّنا على فضلِ هذه المدينة، وفضلِ الصَّبرِ على الشدَّة واللأوَى والجَهد والضَنْك إذا حصلَ لأحدٍ، فلا يكون ذلك دافعاً له إلى أن ينتقلَ منها إلى غيرِها يبحَثُ عن الرَّخاءِ وعن سَعَة الرِّزقِ، بل يصبر على ما يحصلُ له فيها، وقد وُعِدَ بهذا الأجرِ العظيم، والثَّوابِ الجزيلِ من الله سبحانه وتعالى.
ومن فضائلها: أنَّ النَّبِيَّ عليه الصلاة والسلام بَيَّن عِظَمَ شأنِها وخطورةَ الإحداثِ فيها عندما بَيَّن حُرمتَها قال:
(( المدينةُ حَرَمٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَور، مَن أَحدَث فيها حَدَثاً أو آوَى مُحدِثاً فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يَقبلُ اللهُ منه صَرْفاً ولاعَدْلاً ))،
رواه البخاري ومسلم.
ومِن فضائِلِها: ما جاء عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الدُّعاءِ لَها بالبرَكَة، ومِن ذلك قولُه - صلى الله عليه وسلم -:
(( اللَّهمَّ بارِك لَنا في ثَمَرِنا، وبارِك لَنا في مدينَتِنا، وبارِك لنا في صاعِنا، وبارِك لَنا في مُدِّنا ))،
رواه مسلم.
ومِن فضائِلِها: أنَّها لا يدخُلُها الطَّاعونُ ولا الدَّجَّالُ، قال - صلى الله عليه وسلم -:
(( على أنقابِ المدينة ملائكةٌ، لا يَدخُلُها الطَّاعونُ ولا الدَّجَّالُ ))،
رواه البخاري ومسلم.
ومِمَّا يُنبَّه عليه حول هذا المسجد المبارَك أمورٌ:
الأول: أنَّ التضعيفَ لأجرِ الصلاة فيه بأكثرَ من ألف ليس مقيَّداً بالفرضِ دون النَّفل، ولابالنَّفلِ دون الفرض، بل لَهما جميعاً؛ لإطلاقِ قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( صلاة ))، فالفريضةُ بألف فريضة، والنَّافلةُ بألف نافلة.
الثاني: أنَّ التضعيفَ الواردَ في الحديثِ ليس مُختصًّا في البقعة التي هي المسجد في زمانه - صلى الله عليه وسلم -، بل لَها ولكلِّ ما أُضيفَ إلى المسجدِ من زياداتٍ، ويَدلُّ على ذلك أنَّ الخليفَتَيْن الرَّاشدَين عمر وعثمان رضي الله عنهما زادا المسجد من الجهةِ الأماميَّة، ومِن المعلومِ أنَّ الإمامَ والصفوفَ التي تلِيه في الزيادة خارجُ المسجد الذي كان في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، فلولا أنَّ الزيادةَ لَها حكمُ المزيد لَما زاد هذان الخليفتان المسجدَ من الجهةِ الأمامية، وقد كان الصحابةُ في وقتِهما متوافِرِين ولَم يعتَرِض أحدٌ على فِعلِهما، وهو واضحُ الدِّلالةِ على أنَّ التضعيفَ ليس خاصًّا بالبُقعةِ التي كانت هي المسجد في زمنِه - صلى الله
عليه وسلم -.
الثالث: في المسجد بُقعةٌ وَصَفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنَّها رَوضَةٌ من رياض الجَنَّةِ، وذلك في قولِه - صلى الله عليه وسلم -:(( ما بين بَيتِي ومِنبَري رَوضةٌ من رياض الجَنَّة ))
رواه البخاري ومسلم،
وتَخصيصُها بهذا الوصفِ دون غيرها من المسجدِ يدلُّ على فضلِها وتَميُّزِها، وذلك يكون بأداء النَّوافِلِ فيها، وكذا ذِكر الله وقراءةُ القرآن فيها إذا لَم يَحصل إضرارٌ بأحدٍ فيها أو في الوصولِ إليها
الرَّابع: إذا امتلأ المسجدُ
النبويُّ بالمصلين، فلِمَن جاء متأخِّراً أن يُصلِّيَ في الشوارِعِ بصلاةِ الإمامِ في الجهات الثلاث غير الجهة الأمامية، ويكون له أجر صلاة الجماعة، أمَّا التضعيف بأكثرَ من ألف فإنَّه خاصٌّ بِمَن كانت صلاتُه في المسجد؛ لقول النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -:
(( صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام ))،
ومَن صلَّى في الشوارع لَم يكن مُصلِّياً في مسجدِه، فلا يَحصُلُ له هذا التضعيف.
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟