أحوالنا... في مختبر د. زويل؟!
أحوالنا... في مختبر د. زويل؟
أحوالنا... في مختبر د. زويل؟
بقلم الدكتور:- حمدي شعيب * يقول عالم نوبل الجليل د. أحمد زويل في كتابه الممتع (عصر العلم): (وإذا ما أردتَ أيها القارئ أن تتصور ماذا نعني بمفهوم أو ظاهرة الترابط (Coherence) بين الجزيئات؛ هب أن هناك عدداً كبيراً من الناس وليكن عشرة آلاف شخص يسيرون في طريق ما في وقت واحد، وأن كل واحد منهم يسير في طريقه حسبما يريد، وأنه لا توجد ثمة علاقة في طريقة أي من هؤلاء العشرة آلاف في مشيته فالشخص (أ) مثلاً يمكنه أن يسير إلى الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، وكذلك الحال بالنسبة للشخص (ب) أي يمكنه أن يسير في أي اتجاه يريد، فإذا ما ضربنا هذه التحركات في عشرة آلاف ـ عدد السائرين في الطريق ـ حصلنا على ما يسميه العلماء بالحركة اللامترابطة (Incoherent Motion)؛ وهي حركة بطيئة ومنتشرة ويمكن أن تتوقع أن شخصاً ما يصدم الآخر، وهكذا بالنسبة لبقية السائرين في الطريق وهذه عملية ليست شديدة الفعالية لأنها عملية غير ترابطية وبطيئة وعشوائية. ومن ناحية أخرى فإنه إذا ما تصورنا أنه خلال هذه الحركة التي في الطريق الآنف الذكر، أن كل واحد من العشرة آلاف شخص كان يعرف بدقة ماذا سيفعل كل واحد في هذا الجمع الغفير من البشر في تحركاته تلك، فعندئذٍ نجد أن جميع السائرين في الطريق يسيرون في تناغم وتآلف، وعندئذٍ تصبح حركة هؤلاء الناس؛ حركة ترابطية (Coherent Motion) وهي حركة شديدة الفعالية. الجدير بالذكر أن كثيراً من الظواهر في الكون تسير مترابطة فيما بينها. ولا تختلف الصورة في المجتمعات البشرية عن ذلك كثيراً؛ فالمجتمعات المترابطة، أو حتى شبه المترابطة؛ هي مجتمعات فعالة، مؤثرة وعلى النقيض من ذلك؛ المجتمعات غير المترابطة هي مجتمعات غير فعَّالة وتبدو مشوشة وتسير على غير هدى من أمرها). ظاهرة الترابط الكوني... ودلالاتها؟: أعجبتني هذه السلاسة الراقية في شرح ظاهرة الترابط الكوني؛ والتي فتح لنا بها هذا العالِم الجليل ببساطة وبروعة باباً راقياً في فهم ظاهرة الترابط الكوني، ودلالاتها وآثارها الكونية، والمجتمعية. ولكننا نجد أن هذه الظاهرة يمكن أن تنطبق على مجالات أخرى، وتتكرر في كل أحوالنا؛ مثل الحالة السياسية، والتربوية، والثقافية، والتعليمية، والإسلامية، والأسرية، و...!؟. وخلاصتها أو إيحاءاتها؛ أن الحركة التعاونية أو الجماعية والمتوافقة منتجة وفعَّالة ومثمرة، وأن الحركة الفردية أو الجماعية غير المتوافقة؛ غير مثمرة؛ بل قد تكون محبطة ومدمرة!. لهذا كان فهم هذه الظاهرة يعطينا تفسيراً لأسباب وعلاج لمحنة شارعنا الثقافي والسياسي بل والتربوي والأسري!؟. حالتنا السياسية... قرقعة ولا طحن؟: فالمتأمل في حالة شارعنا السياسي؛ يرى صورة سافرة من هذه الحركة السياسية اللامترابطة!؟. فلقد تعددت الأحزاب، وكثرت التجمعات، وتنوعت الحركات على الساحة السياسية، وكلها ترفع لواء التغيير، ولكن ليس لديها الرغبة للتعاون والتنسيق معاً، وإذا اجتمعت تظهر الخلافات أكثر من التوافقات، وتتعالى بينهم صيحات التشكيك، وصرخات التخوين، ونعرات التكفير!. حتى داخل الحزب الواحد والتجمع الواحد؛ نرى الكثير من حركات التصدع والانشقاق والانفصال والضرب من الداخل سواء بقصد أم بغير قصد!. لدرجة أننا سئمنا رؤية بعض الشخصيات التاريخية (الحنجورية) التي دارت على كل الموائد، وانتسبت لكثير من الأحزاب؛ التي تغيرها كما تغير أحذيتها؛ والتي تقوم دوماً بدور مكرر ومعروف لكل متابع، وقد يكون متفقاً عليه مع قوى خارجية لضرب هذه الأحزاب والتجمعات فتقوم بنفس الدور التدميري في كل مرة وبكل دقة، فتثير القلاقل والتشققات والحرائق، ثم تختفي لفترة، ثم تظهر من جديد في حزب آخر، ثم تعود لتمارس دورها المرسوم كالعادة؛ فتدمِّر حزبها، ثم تختفي، وهكذا...!. لهذا فإن حالتنا السياسية تفتقد لهذا التوافق والتناسق الذي يجعلها حركة مترابطة تحقق أهدافها وتصل إلى غاياتها!. والمحصلة النهائية لهذا التشرذم؛ هو استمرار واقعنا المرير دون أمل في التغيير؛ وليس ذلك لقوة النظام وسطوته وتنظيمه؛ ولكن لضعف المعارضة وتفرقها وحركتها غير المترابطة؛ وأننا نسمع دوماً قرقعة، ولكنها بلا طحن!؟. حالتنا الثقافية والفكرية... عربة طائشة!: ومما يثير العجب المرير، ويثير الشفقة المحزنة على مصرنا الحبيبة وضياع قوتها الناعمة؛ أي هيبتها الثقافية وريادتها الأدبية وزعامتها الفكرية كما كانت منذ القدم؛ حتى سبقتها دويلات حجمها أصغر من حجم وعدد سكان مدينتي (دمنهور)!؟. فحركتها الفكرية والثقافية غير مترابطة وبلا أهداف قومية؛ ولا يجمعها محور تدور حوله!؟. وقارن بين دول وأمم لها غاية يعرفها ويوظف نفسه داخلها كل فرد؛ حتى قال لي صديق أنه ركب تاكسياً في ماليزيا؛ فقال له السائق (توينتي توينتي) أي (2020)، أي أننا نعمل لتكون بلدنا عظمى عام 2020م. ثم ألقي نظرة على مَن يتولى رئاسة مجلسنا الأعلى الثقافي؛ فيوزع الجوائز التقديرية الرفيعة على شخصيات ومؤلفات مجرد ذكر اسمها يثير الاشمئزاز!؟. ثم ألقي نظرة على مَن يقبع على رئاسة تحرير أكبر صحفنا القومية؛ فتتألم على مَن شغل نفس كراسي عظماء وأدباء لم نزل نستمتع بتراثهم؛ حتى ولو اختلفنا مع أفكارهم، ولكن احترامهم عالمياً؛ يجعلك تفخر بهم؛ فهل نسيتَ مصطفى وعلي أمين، ومحسن محمد، وهيكل، وإحسان عبد القدوس، و...!؟. ثم أرجع البصر؛ إلى (الأهرام)، كيف آلمتنا عندما زيفت الصور؛ فكانت فضيحتها عالمية، ثم كيف كتب فيها فنانون من فصيلة القرود الذين يرقصون أكثر مما يغنون، وتذكر أنهم يكتبون مكان كتاب عظام؛ مثل يوسف إدريس ومفكرته، وتوفيق الحكيم، والشرقاوي، و...!؟. أما الدراما والمسرح والتليفزيون و...؛ فلا تسلني!؟. أليس هذا ما يؤلم ويثير الحزن والخزي على قوة مصر الناعمة؛ التي غدت مثل عربة تتنازعها خيول تسير في كل اتجاه؛ فمزقتها وضيَّعتها، وكأنه هدف قومي تدميري مقصود ومنظم وممنهج!؟. حالتنا التعليمية... تخبط في ظلام؟: لقد ضحكنا كثيراً بمرارة عندما قرأت أن كل طوائف ونخب أمريكا قامت ولم تقعد وانزعجت عندما ظهر كتاب (أمة في خطر)؛ والذي يحذِّر من الثمار البعيدة لتدني مستوى المنظومة التعليمية في مدارس وجامعات أمريكا؛ وأخذوا يعدون الخطط والمناهج وطرق التدريس لتجنب هذه النبوءة الكارثية!؟. ضحكنا كثيراً؛ على جامعاتنا المشغولة فقط بتوزيع الدكتوراة الفخرية لمن يهمهم الأمر، والحفلات الشبابية؛ فلا نستغرب أن تكون جامعاتنا دوماً خارج ترتيب الـ(500) الأوائل دوماً على العالم. وضحكنا أكثر بأسى على حال منظومتنا التعليمية المنكوبة والمحطمة؛ التي لم تزل تسير بركاب مَن يمسك بلجام وزارة التربية والتعليم؛ فتتغير المناهج والنظم حسب مزاج ورؤية كل وزير؛ خاصة هذه الكارثة الحالية؛ الذي لا يهمه سوى الظهور على الفضائيات والجرائد؛ ليتعامل معنا بمنطق السوط والألفاظ الجارحة؛ وقد يكون الوحيد الذي جمع بين كل أنواع المعاناة؛ فعانى منه معظم الأسر والطلبة والمدرسون وأصحاب المكتبات وأصحاب المؤلفات الخارجية، وقد يكون أصحاب التاكسيات والخبازون والشيالون!؟. وذلك لأن منظومتنا التعليمية غير مترابطة وفردية ودكتاتورية؛ وتسير وكأنها رجل أعمى يتخبط في الظلام؛ فعلاً (مَن شابه أباه فما ظلم)؛ فهل ستكون نهايته مشابهة؟!. حالتنا الأسرية والتربوية... ازدواجية قاتلة!؟: وعندما نتامل أحوالنا الأسرية؛ فنفتقد هذا التناغم والتوافق، بين المؤسسة التربوية وبين المنزل؛ فتضيع معها كل منظومتنا التربوية!. وامتدت هذه الحركة غير المترابطة داخل منازلنا؛ بخطأ قاتل ـ والذي نمارسه جميعاً ـ وهو أن يواجه الأبناء تضارباً داخل المنزل، على هيئة التناقض في قرارات الوالدين، والكبار عموماً أمامهم!. فالأم تعطي قراراً، والأب يعطي قراراً!. والابن حائرٌ، حائرٌ، حائرٌ؛ لا يعرف أي قرار سينفذ!!!؟. وتبدأ بذور (ظاهرة الانفصام الأسري التربوي)!؟. أو كما نسميها بحالة الازدواجية التربوية القاتلة!؟. |
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟