\
حواري مع : شاب دخل التاريخ
د.شريف عرفة
تعرفون أن طبيعة كتاباتي تحتم أن أقرأ الكثير عن حياة الناجحين وأن أقابل العديد منهم.. إلا أن ضيفي اليوم جعلني أتوقف عنده كثيرا جدّاً جدّاً!..
"عمر سمرة" شاب مصري في العشرينات من العمر.. لم أكن أعرفه قبل وصوله لسقف العالم.. وقبل أن يسجّل التاريخ اسمه كأول مصري يصل إلى قمة إفرست.
حين قابلت "عمر".. لم أكن أتوقع أن يكون تفكيره بهذه الروعة.
حواري اليوم مع "عمر سمرة" ليس حواراً معتاداً.. سنسمع ما يقوله "عمر".. ثم نتوقف قليلاً؛ كي نتأمل معا ما نجده في كلماته.
لماذا أطيل في المقدمة؟
اقتربوا أيها السادة.. ودعونا نصغي إلى الشاب الذي وصل إلى القمة.
البداية
- ألو.. أيوه يا "عمر".. حاولت أكلمك امبارح لكن موبايلك كان خارج نطاق الخدمة..
- أيوه معلش يا "شريف".. أصل أنا كنت في جبل سانت كاترين امبارح..
كانت هذه هي المكالمة التي حددنا فيها موعد اللقاء.. لاحظ معي أن "عمر" لا زال يمارس هواية تسلق الجبال حتى حين عاد إلى مصر.. لاحظ أنه لم يتسلّق قمة إفرست وانتهى الأمر.. لكنه يحب تسلق الجبال لذلك تسلق قمة إفرست.
كي تنجح في شيء ما.. يجب أن تستمتع به.
حول العالم في 370 يوم
بعد تخرجي -يقول "عمر"- سافرت إلى لندن سنة 2000 لأعمل في بنك (HSBC) هناك..
وفي يوم من الأيام كنت جالسًا مع أحد الزملاء, وكنا نتكلم عن أحلام كل منا.. ورحنا نتكلم عن فكرة أن يقوم المرء برحلة حول العالم.
أعجبتني الفكرة, وقررت أن أقوم برحلة حول العالم فعلا.. وكي أربط نفسي بهذا الحلم, اشتريت فورا خريطة لأوربا واشتريت دراجة كي أتمرن عليها, واشتريت تذاكر السفر كذلك!
هل لاحظت؟
أولا: كي تنجح لا بد أن تتحكم في (المدخلات) التي تستقبلها في حياتك.
هل تجالس أناساً إيجابيين يتكلمون عن الأهداف المهنية والطموحات وتحقيق الأهداف؟ أم إنك تجالس المحبطين الذين لا يتكلمون إلا عن الفشل؟
ثانيا: لاحظ أن "عمر" قرر فورا -فوراً!- أن يأخذ خطوة جدّية نحو هدفه.. وقرر أن يشتري خريطة وعجلة وتذكرة (عشان يزنق نفسه!)..
خذ الخطوة اليوم.. مهما كانت خطوة صغيرة، لكنها البداية للوصول إلى القمة.
سافرت لمدة أسبوعين و نصف تجولت خلالها في جنوب أسبانيا.. ثم قررت بعدها أن أرى العالم..
حين تزور أي بلد كسائح -يقول عمر- فأنت لا ترى فعلاً هذا البلد.. قررت أن أذهب لهذه البلاد بنفسي كي أعرف الناس على حقيقتهم وأرى حياتهم الحقيقية..
تمرنت شهرين على هذه الرحلة.. فقد قررت أن أزور 14 دولة في آسيا وأمريكا اللاتينية.
- ما الذي استفدته من هذه الرحلة؟
- عرفت هدفي الحقيقي.. وجدت أنني أريد أن أرى العالم وأعرف الناس وأتعرف على الثقافات المختلفة.
- ما الذي عرفته عن الناس؟
- أحيانا يكون الناس مختلفون في ثقافاتهم، لدرجة أنك قد تشعر أنهم من عالم آخر! لكن يجمعنا جميعًا الإنسانية والطبيعة البشرية.. قد تجلس مع رجل بسيط في قرية فوق جبال بيرو, وتكلمه عن السعادة وأولاده وما الذي يريده في المستقبل وما يشغل باله.. كلنا بشر.. هذا ما أردت أن أعيشه وأراه بنفسي.
السعادة ليست مالاً أو جاهًا أو نجاحًا وظيفيًا.. السعادة شعور داخلي يأتي من تحقيق هدفك الحقيقي, الموجود بداخلك أنت.
لا يجب أن تشغلك تفاصيل الحياة دون أن تعرف إلى أين أنت ذاهب.. وهو ما وجده "عمر" أثناء هذه الرحلة.. لقد اكتشف هدفه.
- في يوم من الأيام -يقول "عمر"- جاءني إيميل من أحد زملائي في الماجستير, و يقول أنه يريد المشاركة في رحلة لتسلق قمة إفرست.
أيقظ هذا الإيميل حلما قديما.. حين كان عندي 16 سنة كان عندي هذا الحلم..وجدت أن هذا الهدف يداعب خيالي.. وهنا قررت أن أصل إلى قمة إفرست.
الهدف كبير.. هل لاحظت هذا؟
كي تحدد هدفاً يجب أن يكون واقعيًا وطموحًا ومحددًا وموقوتًا.. كلها شروط كانت في هدف "عمر".
التأمل
- كلمني عن الرحلة.
- قبل الرحلة لا بد من مرحلة طويلة وشاقة من التدريب المستمر.. فقمة إفرست يبلغ ارتفاعها 8850 مترًا وهو ارتفاع يقل فيه الأوكسجين، ويختلّ فيه الضغط.. لقد مات الكثيرون ممن حاولوا الوصول إلى هذه القمة, وكنت أعرف هذا جيداً.
في خلال فترة التدريب أصبت بفيروس أقعدني لمدة شهرين.. نصحني الطبيب بالتخلي عن حلم الوصول للقمة, وأكد لي أنني لن أستطيع التسلق قبل عامين.
- وماذا فعلت؟
- قررت أن أتعافى سريعاً.. لا يمكن أن أقوم بشيء إلا الراحة فما الذي يمكنني عمله؟
علمني حكيم صوفي في إحدى رحلاتي طريقة للتأمل.. أعتقد أنها ساعدتني على الشفاء في خلال شهرين على عكس ما كان يتوقع الطبيب.. اعتقادك وإيمانك بالشفاء كفيلين بتسريع هذا الشفاء.
تكلمنا من قبل عن التأمل meditation والعلاج الإيحائي Hypnotherapy في حلقات سابقة.. ومن المعروف أن هذه التقنيات تساعد عن رفع الروح المعنوية وإعطاء دفعة إيجابية.. وهي أشياء تساعد على الشفاء, إلى جانب العلاج الطبي الحقيقي.
- هل هناك تمرينات ذهنية تتعلق بعملية التسلق ذاتها؟
- نعم.. كنت أمارس هذا التدريب الذهني قبل التسلق:
بعد الوصول إلى حالة الاسترخاء والصفاء الذهني..
أتخيل أنني في الخيمة أستعد لعملية التسلق..
أجمع الأشياء التي أحتاجها في الحقيبة..
وأرمي بكل ما لا أريده في صندوق قمامة خارج الخيمة..
أتخيل أنني أرمي بأشياء أريد التخلص منها..
كالإحساس بالخوف والضعف.. وآخذ معي كل ما أريده مثل الإصرار والعزيمة والشجاعة..
أتخيل نفسي صاعداً للقمة.. ومع كل خطوة أشعر بمشاعر إيجابية أكثر..
أتخيل أن القمة تقترب.. تقترب..
وعلى القمة أجد شخصاً في انتظاري..
هو أنا.. لكنه أكثر ثقة و قوة.. أتأمله قليلا و أرى مدى قوته و أريد أن أكون مثله.
أتخيل نفسي وأنا أقترب من هذا الشخص وأندمج معه..
استشعر مدى القوة و الثقة في داخلي بعد هذا الاندماج..
ونبدأ رحلة الهبوط وقد أصبحت إنسانًا جديدًا.
هذه الطريقة ترمز لاندماج الإنسان مع (الأنا العليا) أي الصورة المثالية التي ينشدها المرء.. وفي خطوات هذه الطريقة يتخلص من المشاعر السلبية ويكتسب مشاعر إيجابية؛ كي تساعده عندما يبدأ في تحقيق هذا الحلم فعلا.
(راجع حلقات السر والتأمل والتنويم الإيحائي لمزيد من التفاصيل عن هذه التقنيات)
لمزيد من التفاصيل عن هذه التقنيات, راجع حلقات :
ما هو السر؟
التأمل
التنويم الإيحائي
وبدأت الرحلة
- كلمني عن الرحلة نفسها..
- الصعود إلى قمة إفرست ليس سهلا.. فعملية التسلق وحدها تستغرق شهرين من الإرهاق البدني والنفسي..
- وحين يصل الإنسان إلى هذا الارتفاع الشاهق (أكثر من 8000 متر) فإن الأوكسجين والضغط يصلان إلى درجة مميتة.. فأجسامنا غير مهيأة لتحمل هذه الظروف..
درجات الحرارة تصل إلى 60 درجة تحت الصفر، وقلة الأوكسجين تزيد من الإحساس بالإرهاق والتعب والدوار, لدرجة أن أي مجهود مهما كان بسيطًا, كربط الحذاء مثلا يعد مرهقا بدنيًا جدّاً!
كما أن الماء غير متوفر بكثرة؛ لأن درجة الحرارة هناك لا تسمح بوجود ماء أساساً.. لا بد أن نذيب الجليد كي نحصل على الماء الذي لا يكفينا.
... في هذه الظروف قررنا, وبدأنا عملية التسلق.
- هل هناك صعوبات أخرى؟
- في كل مرحلة كانت تزداد الصعوبات.. كانت هناك الانهيارات الجليدية الكفيلة بالقضاء على حياتنا.. كانت هناك الشقوق الجليدية التي لا تستطيع أن ترى قاعها, ويقول السكان المحليون إنك لو سقطت فيها ستصل إلى أمريكا!
قرب القمة لو انزلقت قدمك ستسقط لعدة كيلومترات حتى تصل إلى الأرض!
- هل حدثت حوادث أثناء التسلق؟
- متسلق كنت أعرفه فقد حياته في انهيار جليدي.. كان هذا الرجل يسبقنا بنصف ساعة.. مما يعني أن الخطر كان قريبا منا جدّاً..
- وماذا فعلتم.؟
- دفناه في الجليد وكنت أشعر بحزن شديد من أجله..
اجتمعنا ورحنا نفكر في القرار الذي علينا أن نتخذه.. هل نكمل الصعود أم نعود؟
كانت التدريبات التي تدربناها على جبال أخرى, قد علمتنا أن نعمل كفريق، ونتخذ القرار معًا، ونعرف نقاط ضعف كل منا كي نتحرك كمجموعة.
وبعد فترة من النقاش قررنا مواصلة الصعود.. وبينما نحن نصعد, مررنا مرة أخرى بالمكان الذي دفنّا فيه هذا الرجل.. وهو ما جعل عيني تدمعان، وقد كنت حزينا جدّاً من أجله.
الصعود إلى قمة إفرست صعب بدنيًا.. لكن نفسيا هو أصعب بكثير!
لو قررت أن تصل إلى هدفك فلا بد من: العقبات.
من قال إن الطريق لا بد أن يكون مفروشا بالورود كي تصل إلى هدفك؟
قل لي.. ما هي الصعوبات التي تواجهك؟
هل لا تجد الهواء الذي تتنفسه أو الماء الذي تشربه؟ هل تتعرض في كل لحظة للموت في سبيل الوصول إلى هدفك؟
لو أردت الوصول فإن عليك أن تتوقع الصعوبات وتستعد لها.. وحين تواجهك, فإن عليك مواجهتها.. لا أن تسمح لنفسك بأن تنكسر وتعود أدراجك.
لو كنت تريد الوصول فعلاً، ستصل كما فعل "عمر".
الوصول إلى القمة صعب.. لذلك لا يصل إلى القمة إلا من يستحق.
الوصول إلى القمة
كنا جالسين في المخيم, كي نستعد لليوم التالي.. الذي هو يوم الوصول إلى قمة إفرست.
كانت مشاعرنا متضاربة في هذه اللحظة..
كان البرد شديداً والتنفس صعباً.. إلا أنني كنت أفكّر في حلمي الذي كان عمره 12 عاماً من التعب والتدريب.. وهاهو قريب, يفصلني عنه يوم واحد.
في السابع عشر من مايو 2007، في الساعة 9:49 صباحا بتوقيت كتمندو عاصمة نيبال أي حوالي 7:19 صباحاً بتوقيت القاهرة.
وصل المصري "عمر سمرة" إلى سقف العالم.. قمة إفرست.
يقول "عمر" عن هذه اللحظة:
لا أستطيع وصف إحساسي حين وصلت للقمة..
فأنا على سقف العالم في مكان تعجز الهليكوبترات عن الوصول إليه.. وقد وصلت إليه بنفسي.
المشهد فوق إفرست كان رائعًا.. كان الجو صافيًا وقتها مما جعلني قادراً على رؤية جبال باكستان من هذا المكان.. وترى السحب تحت قدميك.
هو مكان تستطيع أن ترى فيه بوضوح حوافّ الأرض، وترى أن الأرض فعلا كروية!
لقد حققت حلماً سعيت 12 عاماً لتحقيقه.
كي تعيش مع "عمر" هذه اللحظة العظيمة
شاهد معي هذا الفيديو:
مصر
لا يجب أن نظل طويلا على القمة؛ لأن هذا خطر صحيًا.. رغم ذلك ظللنا لفترة أطول نسبيًا..
وبدأت رحلة الهبوط.. كثير من المتسلقين يفقدون حياتهم في هذه الرحلة لأنها لا تقل خطورة عن الصعود نفسه.. لذلك لم تكن عملية سهلة.
- بعد أن حققت هذا الهدف العظيم وطفت العالم.. ما الأثر الذي تركته مصر في داخلك؟
- أنا بحب مصر ومش مستني حاجة تعود عليّ من ده.. أنا بحب بلدي وفخور بيها..
والحب ده كان دافع جوايا إني عايز أدّي حاجة لبلدي اللي بحبها.
حب الوطن جزء من اتزاننا النفسي.. مصر هي دماؤك التي تجري في عروقك، ولهجتك التي تتكلمها، ومشاعرك التي تختلج في صدرك.. هي جزء من تكوينك النفسي ذاته.. مصر ليست ترابًا في الأرض لكنها جزء من شخصيتك وكيانك.. حب الوطن -في رأيي- جزء من التقدير الذاتي.. جزء من ثقتك في نفسك وتقبّلك لها..
وهو ما رأيته واضحًا في كلام "عمر".. متصالح مع نفسه ومحب لوطنه.
- بعض الناس يقلّلون من هذا الإنجاز.." يا عم الناس مش لاقية تاكل والراجل ده طالع لي إفرست!!" ما هو تعليقك؟
- حين عدت إلى مصر لم أكن منتظرًا أي تقدير.. فقد حققت هذا الإنجاز؛ كي أثبت لنفسي أنني حققته.. لا من أجل أحد.
الدافع للنجاح دافع داخلي.. هل تذكرون؟
- ما هي خطواتك القادمة؟
-أفكر في تسلق القمم السبعة (أعلى سبعة قمم في العالم)؛ كي أكمل الإنجاز..
وأقوم حاليًا بكتابة كتاب عن الرحلة باللغة العربية والإنجليزية.. وأريد أن أشرك الناس معي في هذا الإنجاز، وأوضح لهم أن أي شخص بإمكانه أن يحقق المستحيل.
منذ الصغر كنت أقرأ عن الناجحين وقصصهم, والصعوبات التي واجهوها في طريق تحقيق هدفهم.. هذه القصص كانت تلهمني وتساعدني على تخطي الصعاب التي واجهتها.. هؤلاء الناس لو لم يقرروا أن يشركوا الناس في نجاحهم, لما كنت قد سمعت هذه القصص وأثرت في حياتي.. لذلك قررت أن أشرك الناس في هذه التجارب.
أعتقد أن الله وفقني للوصول إلى هدفي؛ لذلك فواجبي أن أنقل هذه الخبرة للناس؛ كي أشركهم في كل ما عرفته.
لاحظ هنا أن النجاح ليس هدفاً سنحققه وينتهي الأمر.. لا زالت هناك أهداف أخرى وأحلام أخرى.. النجاح رحلة وليس هدفاً.. النجاح طريقة تفكير وأسلوب حياة.
"عمر سمرة" متحدث تحفيزي motivational speaker متميز.. وأعترف أن لقائي معه كان مفيدًا جدّاً وتعلمنا منه الكثير.
بالتوفيق دائمًا أيها البطل الرائع..
وفي انتظار الكتاب بفارغ الصبر.
ولو أردتم أن تهنئوا عمر بأنفسكم،
اكتبوا له هنا؛ لأنه سيقرأ تعليقاتكم.
وإلى أن نلتقي تذكروا دائما:
نحن نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط, فدعوها تكون أروع حياة ممكنة
د.شريف عرفة
تعرفون أن طبيعة كتاباتي تحتم أن أقرأ الكثير عن حياة الناجحين وأن أقابل العديد منهم.. إلا أن ضيفي اليوم جعلني أتوقف عنده كثيرا جدّاً جدّاً!..
"عمر سمرة" شاب مصري في العشرينات من العمر.. لم أكن أعرفه قبل وصوله لسقف العالم.. وقبل أن يسجّل التاريخ اسمه كأول مصري يصل إلى قمة إفرست.
حين قابلت "عمر".. لم أكن أتوقع أن يكون تفكيره بهذه الروعة.
حواري اليوم مع "عمر سمرة" ليس حواراً معتاداً.. سنسمع ما يقوله "عمر".. ثم نتوقف قليلاً؛ كي نتأمل معا ما نجده في كلماته.
لماذا أطيل في المقدمة؟
اقتربوا أيها السادة.. ودعونا نصغي إلى الشاب الذي وصل إلى القمة.
البداية
- ألو.. أيوه يا "عمر".. حاولت أكلمك امبارح لكن موبايلك كان خارج نطاق الخدمة..
- أيوه معلش يا "شريف".. أصل أنا كنت في جبل سانت كاترين امبارح..
كانت هذه هي المكالمة التي حددنا فيها موعد اللقاء.. لاحظ معي أن "عمر" لا زال يمارس هواية تسلق الجبال حتى حين عاد إلى مصر.. لاحظ أنه لم يتسلّق قمة إفرست وانتهى الأمر.. لكنه يحب تسلق الجبال لذلك تسلق قمة إفرست.
كي تنجح في شيء ما.. يجب أن تستمتع به.
حول العالم في 370 يوم
بعد تخرجي -يقول "عمر"- سافرت إلى لندن سنة 2000 لأعمل في بنك (HSBC) هناك..
وفي يوم من الأيام كنت جالسًا مع أحد الزملاء, وكنا نتكلم عن أحلام كل منا.. ورحنا نتكلم عن فكرة أن يقوم المرء برحلة حول العالم.
أعجبتني الفكرة, وقررت أن أقوم برحلة حول العالم فعلا.. وكي أربط نفسي بهذا الحلم, اشتريت فورا خريطة لأوربا واشتريت دراجة كي أتمرن عليها, واشتريت تذاكر السفر كذلك!
هل لاحظت؟
أولا: كي تنجح لا بد أن تتحكم في (المدخلات) التي تستقبلها في حياتك.
هل تجالس أناساً إيجابيين يتكلمون عن الأهداف المهنية والطموحات وتحقيق الأهداف؟ أم إنك تجالس المحبطين الذين لا يتكلمون إلا عن الفشل؟
ثانيا: لاحظ أن "عمر" قرر فورا -فوراً!- أن يأخذ خطوة جدّية نحو هدفه.. وقرر أن يشتري خريطة وعجلة وتذكرة (عشان يزنق نفسه!)..
خذ الخطوة اليوم.. مهما كانت خطوة صغيرة، لكنها البداية للوصول إلى القمة.
سافرت لمدة أسبوعين و نصف تجولت خلالها في جنوب أسبانيا.. ثم قررت بعدها أن أرى العالم..
حين تزور أي بلد كسائح -يقول عمر- فأنت لا ترى فعلاً هذا البلد.. قررت أن أذهب لهذه البلاد بنفسي كي أعرف الناس على حقيقتهم وأرى حياتهم الحقيقية..
تمرنت شهرين على هذه الرحلة.. فقد قررت أن أزور 14 دولة في آسيا وأمريكا اللاتينية.
- ما الذي استفدته من هذه الرحلة؟
- عرفت هدفي الحقيقي.. وجدت أنني أريد أن أرى العالم وأعرف الناس وأتعرف على الثقافات المختلفة.
- ما الذي عرفته عن الناس؟
- أحيانا يكون الناس مختلفون في ثقافاتهم، لدرجة أنك قد تشعر أنهم من عالم آخر! لكن يجمعنا جميعًا الإنسانية والطبيعة البشرية.. قد تجلس مع رجل بسيط في قرية فوق جبال بيرو, وتكلمه عن السعادة وأولاده وما الذي يريده في المستقبل وما يشغل باله.. كلنا بشر.. هذا ما أردت أن أعيشه وأراه بنفسي.
السعادة ليست مالاً أو جاهًا أو نجاحًا وظيفيًا.. السعادة شعور داخلي يأتي من تحقيق هدفك الحقيقي, الموجود بداخلك أنت.
لا يجب أن تشغلك تفاصيل الحياة دون أن تعرف إلى أين أنت ذاهب.. وهو ما وجده "عمر" أثناء هذه الرحلة.. لقد اكتشف هدفه.
- في يوم من الأيام -يقول "عمر"- جاءني إيميل من أحد زملائي في الماجستير, و يقول أنه يريد المشاركة في رحلة لتسلق قمة إفرست.
أيقظ هذا الإيميل حلما قديما.. حين كان عندي 16 سنة كان عندي هذا الحلم..وجدت أن هذا الهدف يداعب خيالي.. وهنا قررت أن أصل إلى قمة إفرست.
الهدف كبير.. هل لاحظت هذا؟
كي تحدد هدفاً يجب أن يكون واقعيًا وطموحًا ومحددًا وموقوتًا.. كلها شروط كانت في هدف "عمر".
التأمل
- كلمني عن الرحلة.
- قبل الرحلة لا بد من مرحلة طويلة وشاقة من التدريب المستمر.. فقمة إفرست يبلغ ارتفاعها 8850 مترًا وهو ارتفاع يقل فيه الأوكسجين، ويختلّ فيه الضغط.. لقد مات الكثيرون ممن حاولوا الوصول إلى هذه القمة, وكنت أعرف هذا جيداً.
في خلال فترة التدريب أصبت بفيروس أقعدني لمدة شهرين.. نصحني الطبيب بالتخلي عن حلم الوصول للقمة, وأكد لي أنني لن أستطيع التسلق قبل عامين.
- وماذا فعلت؟
- قررت أن أتعافى سريعاً.. لا يمكن أن أقوم بشيء إلا الراحة فما الذي يمكنني عمله؟
علمني حكيم صوفي في إحدى رحلاتي طريقة للتأمل.. أعتقد أنها ساعدتني على الشفاء في خلال شهرين على عكس ما كان يتوقع الطبيب.. اعتقادك وإيمانك بالشفاء كفيلين بتسريع هذا الشفاء.
تكلمنا من قبل عن التأمل meditation والعلاج الإيحائي Hypnotherapy في حلقات سابقة.. ومن المعروف أن هذه التقنيات تساعد عن رفع الروح المعنوية وإعطاء دفعة إيجابية.. وهي أشياء تساعد على الشفاء, إلى جانب العلاج الطبي الحقيقي.
- هل هناك تمرينات ذهنية تتعلق بعملية التسلق ذاتها؟
- نعم.. كنت أمارس هذا التدريب الذهني قبل التسلق:
بعد الوصول إلى حالة الاسترخاء والصفاء الذهني..
أتخيل أنني في الخيمة أستعد لعملية التسلق..
أجمع الأشياء التي أحتاجها في الحقيبة..
وأرمي بكل ما لا أريده في صندوق قمامة خارج الخيمة..
أتخيل أنني أرمي بأشياء أريد التخلص منها..
كالإحساس بالخوف والضعف.. وآخذ معي كل ما أريده مثل الإصرار والعزيمة والشجاعة..
أتخيل نفسي صاعداً للقمة.. ومع كل خطوة أشعر بمشاعر إيجابية أكثر..
أتخيل أن القمة تقترب.. تقترب..
وعلى القمة أجد شخصاً في انتظاري..
هو أنا.. لكنه أكثر ثقة و قوة.. أتأمله قليلا و أرى مدى قوته و أريد أن أكون مثله.
أتخيل نفسي وأنا أقترب من هذا الشخص وأندمج معه..
استشعر مدى القوة و الثقة في داخلي بعد هذا الاندماج..
ونبدأ رحلة الهبوط وقد أصبحت إنسانًا جديدًا.
هذه الطريقة ترمز لاندماج الإنسان مع (الأنا العليا) أي الصورة المثالية التي ينشدها المرء.. وفي خطوات هذه الطريقة يتخلص من المشاعر السلبية ويكتسب مشاعر إيجابية؛ كي تساعده عندما يبدأ في تحقيق هذا الحلم فعلا.
(راجع حلقات السر والتأمل والتنويم الإيحائي لمزيد من التفاصيل عن هذه التقنيات)
لمزيد من التفاصيل عن هذه التقنيات, راجع حلقات :
ما هو السر؟
التأمل
التنويم الإيحائي
وبدأت الرحلة
- كلمني عن الرحلة نفسها..
- الصعود إلى قمة إفرست ليس سهلا.. فعملية التسلق وحدها تستغرق شهرين من الإرهاق البدني والنفسي..
- وحين يصل الإنسان إلى هذا الارتفاع الشاهق (أكثر من 8000 متر) فإن الأوكسجين والضغط يصلان إلى درجة مميتة.. فأجسامنا غير مهيأة لتحمل هذه الظروف..
درجات الحرارة تصل إلى 60 درجة تحت الصفر، وقلة الأوكسجين تزيد من الإحساس بالإرهاق والتعب والدوار, لدرجة أن أي مجهود مهما كان بسيطًا, كربط الحذاء مثلا يعد مرهقا بدنيًا جدّاً!
كما أن الماء غير متوفر بكثرة؛ لأن درجة الحرارة هناك لا تسمح بوجود ماء أساساً.. لا بد أن نذيب الجليد كي نحصل على الماء الذي لا يكفينا.
... في هذه الظروف قررنا, وبدأنا عملية التسلق.
- هل هناك صعوبات أخرى؟
- في كل مرحلة كانت تزداد الصعوبات.. كانت هناك الانهيارات الجليدية الكفيلة بالقضاء على حياتنا.. كانت هناك الشقوق الجليدية التي لا تستطيع أن ترى قاعها, ويقول السكان المحليون إنك لو سقطت فيها ستصل إلى أمريكا!
قرب القمة لو انزلقت قدمك ستسقط لعدة كيلومترات حتى تصل إلى الأرض!
- هل حدثت حوادث أثناء التسلق؟
- متسلق كنت أعرفه فقد حياته في انهيار جليدي.. كان هذا الرجل يسبقنا بنصف ساعة.. مما يعني أن الخطر كان قريبا منا جدّاً..
- وماذا فعلتم.؟
- دفناه في الجليد وكنت أشعر بحزن شديد من أجله..
اجتمعنا ورحنا نفكر في القرار الذي علينا أن نتخذه.. هل نكمل الصعود أم نعود؟
كانت التدريبات التي تدربناها على جبال أخرى, قد علمتنا أن نعمل كفريق، ونتخذ القرار معًا، ونعرف نقاط ضعف كل منا كي نتحرك كمجموعة.
وبعد فترة من النقاش قررنا مواصلة الصعود.. وبينما نحن نصعد, مررنا مرة أخرى بالمكان الذي دفنّا فيه هذا الرجل.. وهو ما جعل عيني تدمعان، وقد كنت حزينا جدّاً من أجله.
الصعود إلى قمة إفرست صعب بدنيًا.. لكن نفسيا هو أصعب بكثير!
لو قررت أن تصل إلى هدفك فلا بد من: العقبات.
من قال إن الطريق لا بد أن يكون مفروشا بالورود كي تصل إلى هدفك؟
قل لي.. ما هي الصعوبات التي تواجهك؟
هل لا تجد الهواء الذي تتنفسه أو الماء الذي تشربه؟ هل تتعرض في كل لحظة للموت في سبيل الوصول إلى هدفك؟
لو أردت الوصول فإن عليك أن تتوقع الصعوبات وتستعد لها.. وحين تواجهك, فإن عليك مواجهتها.. لا أن تسمح لنفسك بأن تنكسر وتعود أدراجك.
لو كنت تريد الوصول فعلاً، ستصل كما فعل "عمر".
الوصول إلى القمة صعب.. لذلك لا يصل إلى القمة إلا من يستحق.
الوصول إلى القمة
كنا جالسين في المخيم, كي نستعد لليوم التالي.. الذي هو يوم الوصول إلى قمة إفرست.
كانت مشاعرنا متضاربة في هذه اللحظة..
كان البرد شديداً والتنفس صعباً.. إلا أنني كنت أفكّر في حلمي الذي كان عمره 12 عاماً من التعب والتدريب.. وهاهو قريب, يفصلني عنه يوم واحد.
في السابع عشر من مايو 2007، في الساعة 9:49 صباحا بتوقيت كتمندو عاصمة نيبال أي حوالي 7:19 صباحاً بتوقيت القاهرة.
وصل المصري "عمر سمرة" إلى سقف العالم.. قمة إفرست.
يقول "عمر" عن هذه اللحظة:
لا أستطيع وصف إحساسي حين وصلت للقمة..
فأنا على سقف العالم في مكان تعجز الهليكوبترات عن الوصول إليه.. وقد وصلت إليه بنفسي.
المشهد فوق إفرست كان رائعًا.. كان الجو صافيًا وقتها مما جعلني قادراً على رؤية جبال باكستان من هذا المكان.. وترى السحب تحت قدميك.
هو مكان تستطيع أن ترى فيه بوضوح حوافّ الأرض، وترى أن الأرض فعلا كروية!
لقد حققت حلماً سعيت 12 عاماً لتحقيقه.
كي تعيش مع "عمر" هذه اللحظة العظيمة
شاهد معي هذا الفيديو:
مصر
لا يجب أن نظل طويلا على القمة؛ لأن هذا خطر صحيًا.. رغم ذلك ظللنا لفترة أطول نسبيًا..
وبدأت رحلة الهبوط.. كثير من المتسلقين يفقدون حياتهم في هذه الرحلة لأنها لا تقل خطورة عن الصعود نفسه.. لذلك لم تكن عملية سهلة.
- بعد أن حققت هذا الهدف العظيم وطفت العالم.. ما الأثر الذي تركته مصر في داخلك؟
- أنا بحب مصر ومش مستني حاجة تعود عليّ من ده.. أنا بحب بلدي وفخور بيها..
والحب ده كان دافع جوايا إني عايز أدّي حاجة لبلدي اللي بحبها.
حب الوطن جزء من اتزاننا النفسي.. مصر هي دماؤك التي تجري في عروقك، ولهجتك التي تتكلمها، ومشاعرك التي تختلج في صدرك.. هي جزء من تكوينك النفسي ذاته.. مصر ليست ترابًا في الأرض لكنها جزء من شخصيتك وكيانك.. حب الوطن -في رأيي- جزء من التقدير الذاتي.. جزء من ثقتك في نفسك وتقبّلك لها..
وهو ما رأيته واضحًا في كلام "عمر".. متصالح مع نفسه ومحب لوطنه.
- بعض الناس يقلّلون من هذا الإنجاز.." يا عم الناس مش لاقية تاكل والراجل ده طالع لي إفرست!!" ما هو تعليقك؟
- حين عدت إلى مصر لم أكن منتظرًا أي تقدير.. فقد حققت هذا الإنجاز؛ كي أثبت لنفسي أنني حققته.. لا من أجل أحد.
الدافع للنجاح دافع داخلي.. هل تذكرون؟
- ما هي خطواتك القادمة؟
-أفكر في تسلق القمم السبعة (أعلى سبعة قمم في العالم)؛ كي أكمل الإنجاز..
وأقوم حاليًا بكتابة كتاب عن الرحلة باللغة العربية والإنجليزية.. وأريد أن أشرك الناس معي في هذا الإنجاز، وأوضح لهم أن أي شخص بإمكانه أن يحقق المستحيل.
منذ الصغر كنت أقرأ عن الناجحين وقصصهم, والصعوبات التي واجهوها في طريق تحقيق هدفهم.. هذه القصص كانت تلهمني وتساعدني على تخطي الصعاب التي واجهتها.. هؤلاء الناس لو لم يقرروا أن يشركوا الناس في نجاحهم, لما كنت قد سمعت هذه القصص وأثرت في حياتي.. لذلك قررت أن أشرك الناس في هذه التجارب.
أعتقد أن الله وفقني للوصول إلى هدفي؛ لذلك فواجبي أن أنقل هذه الخبرة للناس؛ كي أشركهم في كل ما عرفته.
لاحظ هنا أن النجاح ليس هدفاً سنحققه وينتهي الأمر.. لا زالت هناك أهداف أخرى وأحلام أخرى.. النجاح رحلة وليس هدفاً.. النجاح طريقة تفكير وأسلوب حياة.
"عمر سمرة" متحدث تحفيزي motivational speaker متميز.. وأعترف أن لقائي معه كان مفيدًا جدّاً وتعلمنا منه الكثير.
بالتوفيق دائمًا أيها البطل الرائع..
وفي انتظار الكتاب بفارغ الصبر.
ولو أردتم أن تهنئوا عمر بأنفسكم،
اكتبوا له هنا؛ لأنه سيقرأ تعليقاتكم.
وإلى أن نلتقي تذكروا دائما:
نحن نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط, فدعوها تكون أروع حياة ممكنة
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟