صناعة الموت .........صناعة الشهادة

صناعة
الموت .........صناعة الشهادة



"ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله
ورسوله وصدق الله ورسوله و وما زادهم إلا إيمانا وتسليما "



صناعة الموت : أجل صناعة الموت , فالموت صناعة من الصناعات ...... من الناس
من يحسنها فيتعرف كيف يموت الموتة الكريمة , و كيف يختار لموتته الميدان
الشريف و الوقت المناسب , فيبيع القطرة من دمه بأغلى أثمانها , و يربح بها
ربحا ً أعظم من كل ما يتصور الناس , فيربح سعادة الحياة و الثواب الآخرة ,
ولم تنقص من عمره ذرة , ولم يفقد من حياته يوما ً واحدا ً. ولم يستعجل بذلك
أجلا ً قد حدده الله ....



ومن الناس جبناء أذلة جهلوا سر هذه الصناعة , و غفلوا عن مزايا و فضائلها ,
فمات كل واحد منهم في اليوم الواحد ألف موته ذليلة , و بقي موتاته هذه حتى
وافته الموتة الكبرى ذليلة كذلك , لا كرم معها ولا نبل فيها , في ميدان
خامل خسيس . ضاع وقضى ولا ثمن له , و أهدر دمه ولا كرامة ....



إن القران الكريم علم المسلمين سر هذه الصنعة و أرشدهم إلى فضائلها و
أرباحها و مزاياها , و ندبهم إلها في سور كثيرة , و في آيات كثيرة مثل قوله
تعالى " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم
من عذاب اليم تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و
أنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم و يدخلكم جنات تجري من
تحتها الأنهار و مساكن طيبة في جنات عدن ذالك الفوز العطيم و أخرى تحبونها
نصر من الله وفتح قريب و بشر المؤمنون "

و قوله تعالى "إن الله اشترى من المؤمنين
أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة , يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون ,
وعدا ً عليه حقا ً في التوراة و الإنجيل و القرآن "

إلى آيات كثيرة لا يحصيها عدد ولا يتناولها حصر ........

و قد عرف رسول الله و أصحابه و سلف هذه الأمة و عرفوا أنهم لن يتجاوزوا
قدرا ً قد أمضى و سلف , و لن يحرموا أجرا ً قد عظم و كتب , ولن يستبقوا
أجلا قد قدر و حدد فأحسنوا هذه الصناعة أيما إحسان

و هذا رسول الله يقول لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية
, و لوددت أن أقتل في سبيل الله , ثم أحيا ثم أقتل , ثم أحيا ثم أقتل).......

و هذا صحابي جليل يستشهد فيسأله الله عما يتمناه فيتمنى أن يعود إلى الدنيا
, ليقتل مرة ثانية في سبيل الله .....

و هذا أبو بكر يقول لخالد في وصيته العظيمة الوحيدة : (يا خالد احرص على الموت توهب لك الحياة).



ثم جاءت بعد ذلك خلوف من المسلمين , ركنوا إلى الدنيا , و أخذوا في العبث و
اللهو , و أهملوا موارد القوة , و جهلوا صناعة الموت , و أحبوا الحياة , و
تنافسوا على لقب كاذب و جاه زائل و مال ضائع و مظهر زائف – و تعس عبد
الدينار , عبد الدرهم عبد القطيفة – فوقعوا في الذل , و استمكن منهم العدو ,
و خسروا سعادة الدنيا , وما أعظم تبعتهم في الآخرة , و حق عليهم قول
الرسول صلى الله عليه وسلم .



فقد تداعت على المسلمين الأمم , و نزع الله من قلوب أعدائهم المهابة , و
قذف في قلوبهم الوهن , و إنما الوهن : حب الدنيا و كراهية الموت



و كان هذا الخلق الذليل يستبد بمشاعر المسلمين و عواطفهم , و يرين على
قلوبهم أدراجهم , و لكن رحمة الله التي يتدارك بها أهل القرآن دائما لم
تدعهم هكذا فكانت قضية فلسطين ........



انجلى الصدأ عن المعدن النفيس , و برزت النفس في
ثوبها الحقيقي اللامع المجاهد , و تكشف الصدف عن لؤلؤة , و تمحص الذهب
الخالص تحت نار الضغط الأثيم , و ذهب فريق من أبطال المسلمين و جند السلف ,
يحسنون من جديد صناعة الموت , يطلبون عن طريقها حقهم في الحياة , وسرى هذا
التيار من الفئة المجاهدة القليلة في جوار الحرم المقدس إلى كثير من شباب
الإسلام و العرب , فخفقت قلوبكم , واهتزت أريحيتهم , و اضطرمت بهذا
الشعور القرى و الشوارع و الميادين و البيوت و المدارس و المساجد في عاصمة
العباسين بغداد و عاصمة الأمويين دمشق و في القاهرة عاصمة مصر , و معقل
صلاح الدين و التي أذاقت الصليبين أمر الهوان في حطين , و قذفت بهم بعد ذلك
إلى البحر وردتهم عن البيت المقدس مدحورين ...



إن فلسطين هي خط الدفاع الأول , فلكم إخوتي عبرة في أصحاب الأخدود فقتلوا
جميعا دفاعا عن الفكرة فأصبحوا قرآن يتلى إلى يوم الدين .......



فلست أبالي حين أقتل مسلما........ على أي جنب كان
لله مصرعي



**********



إقرأ التاريخ إذ فيه العبر........... ضل قوم ليس يدرون الخبر





" و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز "