\
كثيرٌ مِنَّا يسمع عن الخلافات الأُسرية التي تقع بين الآباء والأبناء، تعلو الأصوات وتتحامل النفوس على بعضها، فكلٌّ يريد شدَّ اللحاف إليه، والإصرار على موقفه ولو كان من الوجهة الشرعية خاطئًا، ولو كان التمسُّك به يَعني النفور وترك الجِراح في القلوب.
تلك هي ثقافة الثبات والجمود وعدم القابلية للتغيير عند الأغلبية، والتي ما زالت تعاني من نتائجها بيوتُنا، الأمر الذي هدَّد استقرارها وحكم عليها بالفشل مع مرور الزمن وتعاقُب الأخطاء.
ومن أهم مُسببات هذه المشاكل:
عدم احترام خصوصية أبنائنا، واعتبار الوالد أنَّ ولدَه هو أحد ممتلكاته التي لا يقبل عليها شيئًا من حريَّة أو رغبة في التصرُّف كما يريد، حتى في إطار شؤونه الخاصة، فنجد بعض الآباء - هداهم الله - يحاول جاهدًا البحث والتقصِّي عن كلِّ ما يحاول الولد إخفاءه استحياءً عن أعين الناس، حتى إن البعض لتصل به الجُرْأة أن يتدخل في حياة أولاده الخاصة بعد أن يتزوجوا ويصبحوا في سنٍّ قادرين على تحمُّل المسؤولية تجاه تصرفاتهم، بدعوى: "أَنِّي والده أو والدته"، فأيُّ تعدٍّ هذا وعدم احترام لهذه المساحة التي منحها الله احترامًا لكرامة كلِّ إنسانٍ، وأنه شخص منفصل إلى حدٍّ ما عن ألصق الناس به وإن كان أمَّه أو أباه.
ولو كان الأمر كما يعتقد البعض أنه ولدي ولا توجد مساحة خصوصية فيما بيننا، لما حرَّم الإسلام على الأم عند وصول طفلها إلى سنٍّ معينة رؤية عورته وهو فلذة كَبِدها، وهي أحرص الناس عليه.
ولا يفهم من هذا أني أدعو إلى الاستقلالية مُطلقًا، أو التباعد بين الآباء والأبناء، ولكنها مشكلة حقيقية يعاني منها أبناؤنا، ولا بد من إعادة النظر فيها برؤية دينيَّة نضع فيها ضوابط شرعية لطبيعة وحجم هذه المساحة من الحرية الشخصية والفِكْرية، فما مِن شيءٍ يقتل الإبداع والتفكير لدى أبنائنا مثل كَبْت الحريَّات، وهذه القيود التي وضعناها لهم ليفعلوا كلَّ ما أردناه لمجرَّد أنه يوافق أهواءنا وشخصياتنا؛ فإنجابي لولدي ليطابقني في كلِّ شيءٍ أمرٌ مستحيل، فضلاً عن أنه لم يضف إلى هذه الدنيا إلا نسخة مني، ونحن لا نريد المزيد من النسخ في هذا العالم الذي يحتاج إلى التغيير.
فاحترامي لخصوصية ولدي الشخصية والفكرية إذا كانت ضمن حدود الدين تعني زرع الثقة في نفسه، وإنتاج شخصيات تحترم اختلاف الآخرين وقادرة على التكيُّف مع مَن حولها، وبالتالي التغيير بسرعة أكبر.
فهل الإسلام يدعونا إلى تملُّك أبنائنا إلى هذا الحدِّ وألا ندع لهم مجالاً للاختيار؟! أو أنه يدعو إلى تنمية الوازع الديني وغَرْس قِيَم وأخلاق الإسلام؟!
حتى إن بعض الأبناء عندما يكبرون لا يستطيعون اختيار التخصص الذي يرغبون إعطاءه حياتهم؛ لأنهم لم تتح لهم فرصة اكتشافه أصلاً؛ من شدة قيود التسلُّط من الآباء بدعوى الخوف عليهم، حتى وإن خضع الولد بعد المقاومة، فلن ينتج إلى هذا المجتمع إلا شخصيات مهزوزة وتابعة ومسلوبة الإرادة، لا تفكِّر في قدراتها ومواهبها، ولا تحاول استغلالها فيما ينفع مجتمعاتها.
إنها دعوة لكلِّ الآباء:
أَنْ كُفُّوا عن محاولة اختراق هذه المساحة من الخصوصية لأبنائكم؛ فلن تجنوا منها سوى المقاومة والمتاعب، واستبدلوها بتقبُّلهم وتصحيح أخطائهم بالمحبة والعاطفة أولاً وآخرًا، ومحاولة فَهمهم واحترام رغباتهم وتباين شخصياتهم؛ طالما أنها لا تتعارض مع الدين أو الأخلاق، فمن السذاجة أن نستمر في نفس تصرُّفاتنا ثم نتوقع نتائج مختلفة.
ولدي هو ملكي
دعاء بيطار
دعاء بيطار
كثيرٌ مِنَّا يسمع عن الخلافات الأُسرية التي تقع بين الآباء والأبناء، تعلو الأصوات وتتحامل النفوس على بعضها، فكلٌّ يريد شدَّ اللحاف إليه، والإصرار على موقفه ولو كان من الوجهة الشرعية خاطئًا، ولو كان التمسُّك به يَعني النفور وترك الجِراح في القلوب.
تلك هي ثقافة الثبات والجمود وعدم القابلية للتغيير عند الأغلبية، والتي ما زالت تعاني من نتائجها بيوتُنا، الأمر الذي هدَّد استقرارها وحكم عليها بالفشل مع مرور الزمن وتعاقُب الأخطاء.
ومن أهم مُسببات هذه المشاكل:
عدم احترام خصوصية أبنائنا، واعتبار الوالد أنَّ ولدَه هو أحد ممتلكاته التي لا يقبل عليها شيئًا من حريَّة أو رغبة في التصرُّف كما يريد، حتى في إطار شؤونه الخاصة، فنجد بعض الآباء - هداهم الله - يحاول جاهدًا البحث والتقصِّي عن كلِّ ما يحاول الولد إخفاءه استحياءً عن أعين الناس، حتى إن البعض لتصل به الجُرْأة أن يتدخل في حياة أولاده الخاصة بعد أن يتزوجوا ويصبحوا في سنٍّ قادرين على تحمُّل المسؤولية تجاه تصرفاتهم، بدعوى: "أَنِّي والده أو والدته"، فأيُّ تعدٍّ هذا وعدم احترام لهذه المساحة التي منحها الله احترامًا لكرامة كلِّ إنسانٍ، وأنه شخص منفصل إلى حدٍّ ما عن ألصق الناس به وإن كان أمَّه أو أباه.
ولو كان الأمر كما يعتقد البعض أنه ولدي ولا توجد مساحة خصوصية فيما بيننا، لما حرَّم الإسلام على الأم عند وصول طفلها إلى سنٍّ معينة رؤية عورته وهو فلذة كَبِدها، وهي أحرص الناس عليه.
ولا يفهم من هذا أني أدعو إلى الاستقلالية مُطلقًا، أو التباعد بين الآباء والأبناء، ولكنها مشكلة حقيقية يعاني منها أبناؤنا، ولا بد من إعادة النظر فيها برؤية دينيَّة نضع فيها ضوابط شرعية لطبيعة وحجم هذه المساحة من الحرية الشخصية والفِكْرية، فما مِن شيءٍ يقتل الإبداع والتفكير لدى أبنائنا مثل كَبْت الحريَّات، وهذه القيود التي وضعناها لهم ليفعلوا كلَّ ما أردناه لمجرَّد أنه يوافق أهواءنا وشخصياتنا؛ فإنجابي لولدي ليطابقني في كلِّ شيءٍ أمرٌ مستحيل، فضلاً عن أنه لم يضف إلى هذه الدنيا إلا نسخة مني، ونحن لا نريد المزيد من النسخ في هذا العالم الذي يحتاج إلى التغيير.
فاحترامي لخصوصية ولدي الشخصية والفكرية إذا كانت ضمن حدود الدين تعني زرع الثقة في نفسه، وإنتاج شخصيات تحترم اختلاف الآخرين وقادرة على التكيُّف مع مَن حولها، وبالتالي التغيير بسرعة أكبر.
فهل الإسلام يدعونا إلى تملُّك أبنائنا إلى هذا الحدِّ وألا ندع لهم مجالاً للاختيار؟! أو أنه يدعو إلى تنمية الوازع الديني وغَرْس قِيَم وأخلاق الإسلام؟!
حتى إن بعض الأبناء عندما يكبرون لا يستطيعون اختيار التخصص الذي يرغبون إعطاءه حياتهم؛ لأنهم لم تتح لهم فرصة اكتشافه أصلاً؛ من شدة قيود التسلُّط من الآباء بدعوى الخوف عليهم، حتى وإن خضع الولد بعد المقاومة، فلن ينتج إلى هذا المجتمع إلا شخصيات مهزوزة وتابعة ومسلوبة الإرادة، لا تفكِّر في قدراتها ومواهبها، ولا تحاول استغلالها فيما ينفع مجتمعاتها.
إنها دعوة لكلِّ الآباء:
أَنْ كُفُّوا عن محاولة اختراق هذه المساحة من الخصوصية لأبنائكم؛ فلن تجنوا منها سوى المقاومة والمتاعب، واستبدلوها بتقبُّلهم وتصحيح أخطائهم بالمحبة والعاطفة أولاً وآخرًا، ومحاولة فَهمهم واحترام رغباتهم وتباين شخصياتهم؛ طالما أنها لا تتعارض مع الدين أو الأخلاق، فمن السذاجة أن نستمر في نفس تصرُّفاتنا ثم نتوقع نتائج مختلفة.
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟