\
في برنامج إذاعي اتصلت أمٌّ تشكو ابنتها، فقالت:
ابنتي تدرس في الجامعة في كلية الهندسة، مِزاجها صعب، وإذا تضايقت تبقى الشهرين والثلاثة لا تكلم أحدًا، وإذا رأت أخاها يساعدني في أعمال البيت، قالت له: اشتغل عند أمِّك كالحمار! فما رأيك؟
ضحك مُقدِّم البرنامج، وقال: أنتم الملومون؛ لأنكم أدخلتموها كلية الهندسة.
فقالت الأم: صدقت.
مقدم البرنامج قال، إنما كان كلامه على سبيل المزاح؛ فالبرنامج لم يكن لحلِّ المشكلات التربوية، ولكن جواب الأمِّ ينمُّ عن جهلها وافتقارها للحكمة التربوية، وأظن أن زوجها كذلك أيضًا؛ وإلا فهل هناك أمٌّ أو أبٌ يتركون ابنتهم كلَّ هذه المدة الطويلة لا تكلمهم دون أن يفعلوا شيئًا أو أن يجدوا حلاًّ؟! وكيف وصلت ابنتهم إلى هذه المرحلة أصلاً لولا أن الإهمال التربوي كان منذ الأساس وفي وقت مبكر جدًّا؟!
لقد أثبتت الدراسات أن أسلوب الوالدين في معاملة أطفالهم يترك آثارًا عاطفية عميقة باقية الأثر في حياتهم، وأن الإهمال البسيط يمكن أن يكون أكثر تدميرًا نفسيًّا من الشتائم المباشرة، وهذا من شأنه أن يفسد نزعة الطفل الطبيعية للتعاطف.
هذه أمٌّ فاشلة فعلاً؛ لأنها لم تنشئ علاقة وصلة حميمة مع ابنتها، فالبنت إن وجَدَتْ مَنْ يسمعها وهي صغيرة ويشاركها همومها، وتعلمتْ أن تخرج وتعبّر عن مشاعرها، لما وصلت إلى هذه الحال الصعبة؛ فالأم ينبغي أن تكون صديقة لابنتها في هذه السن، وكذلك الأب.
نحن ابتداءً ينبغي أن نسمع من البنت؛ فهي ربَّما تعبِّر عن ضِيق في نفسها لا تعرف سببه، ولكنه نتيجة سوء التربية وعدم إشباع حاجات لدى البنت كانت ضرورية؛ حتى تتزن وتستقيم نفسيتها وشخصيتها، وحتى طباعها الصعبة كان بالإمكان تغييرها في الصِّغر.
إن الفروق التي بين الأشخاص في ودِّهم وحنانهم إنما ترجع إلى الطريقة التي تربَّى بها كلٌّ منهم، ونوع الرعاية التي حظي بها من والديه، وورد في كتاب "دور العاطفة في حياة الإنسان": "إن الصمت بحدِّ ذاته أمرٌ مخيف ورسالة قوية، وكأنه مزيج ذو بُعد جليدي يتكون من النفور والشعور بالكراهية والاستعلاء".
إن كثيرًا من الآباء والأمهات لا يفهمون شخصيات أولادهم؛ لأنهم ببساطة لم يقتربوا منهم ومن عالمهم ولم يعطوهم الوقت الكافي، ونتيجة هذا ستكون عدم معرفة الأسلوب الصحيح في التعامل معهم، ودقة الملاحظة في سلوك الولد مهمة جدًّا في التربية، وكثير من العِلل والاضطرابات النفسية ناشئة عن سوء التربية وسوء المعاملة من الوالدين والمحيط الذي يعيش فيه الشخص، والقضية المهمة التي تغيب عن ذهن الكثير من المربين أن الأولاد ليسو سواءً في حاجاتهم المعنوية، فأنت تجد أن الأب أو الأم تقول: إنها ربَّت جميع أولادها بنفس الطريقة، فلماذا اختلف هذا الولد أو هذه البنت عن الباقين؟ هنا تكمن المشكلة؛ فالأم لم تدرك أن أولادها كل له حاجاته التي قد تختلف عن أخيه في بعض الجوانب، ومن الخطأ الكبير أن تعاملهم كلهم بنفس الأسلوب؛ فربَّما تكون إحدى البنات عاطفية حسَّاسة وأختها على النقيض تمامًا، فبالتالي ستختلف طريقة التعامل مع كلٍّ منهما، لا بد أن تُراعَى مثل هذه الفروق الفردية بين الأولاد في التربية.
يا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات:
اقتربوا من أولادكم، وافهموا شخصياتهم، واعرفوا حاجاتهم، وغذوهم بالحبِّ والحنان، وأعينوهم على برِّكم، وازرعوا في نفوسهم تقوى الله؛ حتى تستقيم أحوالهم، وأكثروا لهم من الدعاء، والله الموفق.
أرجوكم.. افهموا أولادكم
لبنى شرف
لبنى شرف
في برنامج إذاعي اتصلت أمٌّ تشكو ابنتها، فقالت:
ابنتي تدرس في الجامعة في كلية الهندسة، مِزاجها صعب، وإذا تضايقت تبقى الشهرين والثلاثة لا تكلم أحدًا، وإذا رأت أخاها يساعدني في أعمال البيت، قالت له: اشتغل عند أمِّك كالحمار! فما رأيك؟
ضحك مُقدِّم البرنامج، وقال: أنتم الملومون؛ لأنكم أدخلتموها كلية الهندسة.
فقالت الأم: صدقت.
مقدم البرنامج قال، إنما كان كلامه على سبيل المزاح؛ فالبرنامج لم يكن لحلِّ المشكلات التربوية، ولكن جواب الأمِّ ينمُّ عن جهلها وافتقارها للحكمة التربوية، وأظن أن زوجها كذلك أيضًا؛ وإلا فهل هناك أمٌّ أو أبٌ يتركون ابنتهم كلَّ هذه المدة الطويلة لا تكلمهم دون أن يفعلوا شيئًا أو أن يجدوا حلاًّ؟! وكيف وصلت ابنتهم إلى هذه المرحلة أصلاً لولا أن الإهمال التربوي كان منذ الأساس وفي وقت مبكر جدًّا؟!
لقد أثبتت الدراسات أن أسلوب الوالدين في معاملة أطفالهم يترك آثارًا عاطفية عميقة باقية الأثر في حياتهم، وأن الإهمال البسيط يمكن أن يكون أكثر تدميرًا نفسيًّا من الشتائم المباشرة، وهذا من شأنه أن يفسد نزعة الطفل الطبيعية للتعاطف.
هذه أمٌّ فاشلة فعلاً؛ لأنها لم تنشئ علاقة وصلة حميمة مع ابنتها، فالبنت إن وجَدَتْ مَنْ يسمعها وهي صغيرة ويشاركها همومها، وتعلمتْ أن تخرج وتعبّر عن مشاعرها، لما وصلت إلى هذه الحال الصعبة؛ فالأم ينبغي أن تكون صديقة لابنتها في هذه السن، وكذلك الأب.
نحن ابتداءً ينبغي أن نسمع من البنت؛ فهي ربَّما تعبِّر عن ضِيق في نفسها لا تعرف سببه، ولكنه نتيجة سوء التربية وعدم إشباع حاجات لدى البنت كانت ضرورية؛ حتى تتزن وتستقيم نفسيتها وشخصيتها، وحتى طباعها الصعبة كان بالإمكان تغييرها في الصِّغر.
إن الفروق التي بين الأشخاص في ودِّهم وحنانهم إنما ترجع إلى الطريقة التي تربَّى بها كلٌّ منهم، ونوع الرعاية التي حظي بها من والديه، وورد في كتاب "دور العاطفة في حياة الإنسان": "إن الصمت بحدِّ ذاته أمرٌ مخيف ورسالة قوية، وكأنه مزيج ذو بُعد جليدي يتكون من النفور والشعور بالكراهية والاستعلاء".
إن كثيرًا من الآباء والأمهات لا يفهمون شخصيات أولادهم؛ لأنهم ببساطة لم يقتربوا منهم ومن عالمهم ولم يعطوهم الوقت الكافي، ونتيجة هذا ستكون عدم معرفة الأسلوب الصحيح في التعامل معهم، ودقة الملاحظة في سلوك الولد مهمة جدًّا في التربية، وكثير من العِلل والاضطرابات النفسية ناشئة عن سوء التربية وسوء المعاملة من الوالدين والمحيط الذي يعيش فيه الشخص، والقضية المهمة التي تغيب عن ذهن الكثير من المربين أن الأولاد ليسو سواءً في حاجاتهم المعنوية، فأنت تجد أن الأب أو الأم تقول: إنها ربَّت جميع أولادها بنفس الطريقة، فلماذا اختلف هذا الولد أو هذه البنت عن الباقين؟ هنا تكمن المشكلة؛ فالأم لم تدرك أن أولادها كل له حاجاته التي قد تختلف عن أخيه في بعض الجوانب، ومن الخطأ الكبير أن تعاملهم كلهم بنفس الأسلوب؛ فربَّما تكون إحدى البنات عاطفية حسَّاسة وأختها على النقيض تمامًا، فبالتالي ستختلف طريقة التعامل مع كلٍّ منهما، لا بد أن تُراعَى مثل هذه الفروق الفردية بين الأولاد في التربية.
يا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات:
اقتربوا من أولادكم، وافهموا شخصياتهم، واعرفوا حاجاتهم، وغذوهم بالحبِّ والحنان، وأعينوهم على برِّكم، وازرعوا في نفوسهم تقوى الله؛ حتى تستقيم أحوالهم، وأكثروا لهم من الدعاء، والله الموفق.
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟