\
أمورٌ كثيرة إذا تمكَّن منها الإنسانُ، تجعل من شخصه مميزًا في مجالٍ ما، وبما أن طابع التميُّز مجبولةٌ عليه النفسُ؛ فحديثُنا هنا عن العامل الأساسي للتميز برفقة "طفل".
حسنًا، كيف يكون الإنسان متميزًا مع طفلٍ ما؟
بالطبع هناك سُبلٌ عديدة من شأنها أن تسموَ بالإنسان وترفع قدْرَه، ولكني سأتحدث عن عاملٍ أجده وأرجِّح بأنه الأساس المتين لنكون متميزين معهم؛ الأطفال.
إنه فن الحوار مع الطفل، سأستعرض أولاً بشكلٍ سريع سببَ ترجيحي للحوار، ومن ثم نتأهب للغوص في أعماق هذا الفن.
أعطى الإسلامُ الحوارَ مكانةً كبيرة؛ فقد اهتمَّ القرآنُ بذِكر الحوار كاملاً بين موسى - عليه السلام - وفرعون، ولم يقتصر على ذلك؛ بل كرَّره في عدة مواطنَ، هذا إلى كون الإنسان مدنيًّا بطبعه، فمن المستحيل أن ينصرم يومٌ ما بلا حوارٍ؛ فكان الأجدر به أن يجيد هذا الفنَّ مع كافة الشرائح البشرية.
وهذان مهارتان أساسيتان للتحاور مع الطفل:
1-تفهم مشاعرهم، بدلاً من إنكارها:
حوار خاطئ:
الطفل: (حزين) سلحفاتي ميتة، كانت حية هذا الصباح.
الأب: لا تحزن إلى هذا الحد طفلي.
الطفل: (بدأ يبكي).
الأب: لا تبكي؛ إنها مجرد سلحفاة!
الطفل: (يعلو صوت بكائه).
الأب: (غاضبًا) توقف عن البكاء، سأشتري لك سلحفاة أخرى.
الطفل: (يجهش بقوة) لا أريد سلحفاة!
الأب: أصبحتَ غيرَ معقول بهذا النحيب!
حوار صائب:
الطفل: (حزين) سلحفاتي ميتة، كانت حية هذا الصباح.
الأب: آه، لا، يا للصدمة!
الطفل: كانت السلحفاة صديقتي.
الأب: إنه لمؤلم حقًّا فقْدُ الصديق.
الطفل: لقد علَّمتُها بعض الحيل.
الأب: كنتما تتسليان معًا.
الطفل: (مغادرًا المكان مع والده) كنت أطعمها كل يوم.
الأب: حقًّا، لقد اعتنيتَ بتلك السلحفاة.
لا يعطي الأهل عادةً مثل تلك الأجوبة؛ خوفًا من إعطاء اسم للشعور يزيد الطينَ بلةً، ويجعل الأمورَ أسوأَ، والحقيقة خلافُ ذلك تمامًا؛ فإن الطفل الذي يسمع كلماتٍ تعبِّر عما عاناه واعتلج في نفسه، فإنه يشعر براحة أكبر؛ لأن هناك من اعترف بتجرِبته الباطنية.
2-امنحه ما يجنح إليه خيالُه من أمنيات، بدلاً من الشرح والمنطق:
حوار خاطئ:
الطفل: أريد كعكي المحمر.
الأم: لا يوجد عندنا كعك محمر، عزيزي.
الطفل: أريد، أريد!
الأم: (تبدو غاضبة) قلتُ لك: لا يوجد منه الآن، خذ قليلاً من هذا البسكويت، إنه ممتاز.
الطفل: (غاضبًا) لا، لا!
الأم: (تشاهد طفلها يبكي) أنت تتصرف وكأنك طفل صغير!
حوار صائب:
الطفل: أريد كعكي المحمر.
الأم: ليت عندي منه الآن.
الطفل: (حزين) أنا أريده.
الأم: (ملامح الحزن على مُحيَّاها) أعرف كم أنت تريده.
الطفل: ليت عندي هذا الكعك الآن.
الأم: (تحتضنه) ليت عندي قوة سحرية؛ لأجعل علبة كبيرة منه تلوح الآن.
الطفل: (مبتسمًا) حسنًا، سأتناول بعض البسكويت الهش.
أحيانًا مجرد فهْم الشخص الآخر لمدى لهفتك وتوقك للحصول على شيء، يجعلك تتحمل عدم الحصول عليه بشكل أسهل.
وبما أن قرآننا وسنة رسولنا الكريم كانا - وما زالا - سبَّاقَينِ للخير دومًا؛ فقد كانا مثلاً يحتذى به في كافة المجالات، فحريٌّ بنا أن نذكر منهما ما ارتبط في هذا المقام؛ فأما رسولنا فقد كان - عليه الصلاة والسلام - إذا سجد، وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسَه، أخذهما من خلفه أخذًا رفيقًا ووضعهما على الأرض، فإذا عاد إلى السجود، عادا إلى ظهره، حتى قضى صلاته، ثم أقعد أحدهما على فخذيه.
يدل الموقف على حسن "إصغائه" لاحتياجاتهما؛ فالإصغاء لا يقتصر على السماع.
ومقولته التالية تجسد لنا نموذجًا بشريًّا لحسن الإصغاء "السمعي"، حين قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أفرغتَ يا أبا الوليد؟)).
وأما قرآننا الكريم، فقد علَّمَنا هذا القانونَ - قانونَ الإنصات - فبهِ تتم الأمور، يقول الله - جل علاه -: ﴿ ... وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].
وآخر القول:
أنه إذا لم يتمَّ تدريب الطفل منذ الصغر على فن الحوار وأساسياته، فسيحتمل أمرين عندما يكبر: إما أن يهضم حقه؛ نتيجةَ عدم تمكُّنه من التعبير عما بداخله، وإما أن يصبح كائنًا وحشيًّا يغتصب الحقوقَ بلا رادع؛ لأن الأساس معدوم، إذًا فكل الأشياء سواسية.
تميز في حوارك معهم
أمورٌ كثيرة إذا تمكَّن منها الإنسانُ، تجعل من شخصه مميزًا في مجالٍ ما، وبما أن طابع التميُّز مجبولةٌ عليه النفسُ؛ فحديثُنا هنا عن العامل الأساسي للتميز برفقة "طفل".
حسنًا، كيف يكون الإنسان متميزًا مع طفلٍ ما؟
بالطبع هناك سُبلٌ عديدة من شأنها أن تسموَ بالإنسان وترفع قدْرَه، ولكني سأتحدث عن عاملٍ أجده وأرجِّح بأنه الأساس المتين لنكون متميزين معهم؛ الأطفال.
إنه فن الحوار مع الطفل، سأستعرض أولاً بشكلٍ سريع سببَ ترجيحي للحوار، ومن ثم نتأهب للغوص في أعماق هذا الفن.
أعطى الإسلامُ الحوارَ مكانةً كبيرة؛ فقد اهتمَّ القرآنُ بذِكر الحوار كاملاً بين موسى - عليه السلام - وفرعون، ولم يقتصر على ذلك؛ بل كرَّره في عدة مواطنَ، هذا إلى كون الإنسان مدنيًّا بطبعه، فمن المستحيل أن ينصرم يومٌ ما بلا حوارٍ؛ فكان الأجدر به أن يجيد هذا الفنَّ مع كافة الشرائح البشرية.
وهذان مهارتان أساسيتان للتحاور مع الطفل:
1-تفهم مشاعرهم، بدلاً من إنكارها:
حوار خاطئ:
الطفل: (حزين) سلحفاتي ميتة، كانت حية هذا الصباح.
الأب: لا تحزن إلى هذا الحد طفلي.
الطفل: (بدأ يبكي).
الأب: لا تبكي؛ إنها مجرد سلحفاة!
الطفل: (يعلو صوت بكائه).
الأب: (غاضبًا) توقف عن البكاء، سأشتري لك سلحفاة أخرى.
الطفل: (يجهش بقوة) لا أريد سلحفاة!
الأب: أصبحتَ غيرَ معقول بهذا النحيب!
حوار صائب:
الطفل: (حزين) سلحفاتي ميتة، كانت حية هذا الصباح.
الأب: آه، لا، يا للصدمة!
الطفل: كانت السلحفاة صديقتي.
الأب: إنه لمؤلم حقًّا فقْدُ الصديق.
الطفل: لقد علَّمتُها بعض الحيل.
الأب: كنتما تتسليان معًا.
الطفل: (مغادرًا المكان مع والده) كنت أطعمها كل يوم.
الأب: حقًّا، لقد اعتنيتَ بتلك السلحفاة.
لا يعطي الأهل عادةً مثل تلك الأجوبة؛ خوفًا من إعطاء اسم للشعور يزيد الطينَ بلةً، ويجعل الأمورَ أسوأَ، والحقيقة خلافُ ذلك تمامًا؛ فإن الطفل الذي يسمع كلماتٍ تعبِّر عما عاناه واعتلج في نفسه، فإنه يشعر براحة أكبر؛ لأن هناك من اعترف بتجرِبته الباطنية.
2-امنحه ما يجنح إليه خيالُه من أمنيات، بدلاً من الشرح والمنطق:
حوار خاطئ:
الطفل: أريد كعكي المحمر.
الأم: لا يوجد عندنا كعك محمر، عزيزي.
الطفل: أريد، أريد!
الأم: (تبدو غاضبة) قلتُ لك: لا يوجد منه الآن، خذ قليلاً من هذا البسكويت، إنه ممتاز.
الطفل: (غاضبًا) لا، لا!
الأم: (تشاهد طفلها يبكي) أنت تتصرف وكأنك طفل صغير!
حوار صائب:
الطفل: أريد كعكي المحمر.
الأم: ليت عندي منه الآن.
الطفل: (حزين) أنا أريده.
الأم: (ملامح الحزن على مُحيَّاها) أعرف كم أنت تريده.
الطفل: ليت عندي هذا الكعك الآن.
الأم: (تحتضنه) ليت عندي قوة سحرية؛ لأجعل علبة كبيرة منه تلوح الآن.
الطفل: (مبتسمًا) حسنًا، سأتناول بعض البسكويت الهش.
أحيانًا مجرد فهْم الشخص الآخر لمدى لهفتك وتوقك للحصول على شيء، يجعلك تتحمل عدم الحصول عليه بشكل أسهل.
وبما أن قرآننا وسنة رسولنا الكريم كانا - وما زالا - سبَّاقَينِ للخير دومًا؛ فقد كانا مثلاً يحتذى به في كافة المجالات، فحريٌّ بنا أن نذكر منهما ما ارتبط في هذا المقام؛ فأما رسولنا فقد كان - عليه الصلاة والسلام - إذا سجد، وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسَه، أخذهما من خلفه أخذًا رفيقًا ووضعهما على الأرض، فإذا عاد إلى السجود، عادا إلى ظهره، حتى قضى صلاته، ثم أقعد أحدهما على فخذيه.
يدل الموقف على حسن "إصغائه" لاحتياجاتهما؛ فالإصغاء لا يقتصر على السماع.
ومقولته التالية تجسد لنا نموذجًا بشريًّا لحسن الإصغاء "السمعي"، حين قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أفرغتَ يا أبا الوليد؟)).
وأما قرآننا الكريم، فقد علَّمَنا هذا القانونَ - قانونَ الإنصات - فبهِ تتم الأمور، يقول الله - جل علاه -: ﴿ ... وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].
وآخر القول:
أنه إذا لم يتمَّ تدريب الطفل منذ الصغر على فن الحوار وأساسياته، فسيحتمل أمرين عندما يكبر: إما أن يهضم حقه؛ نتيجةَ عدم تمكُّنه من التعبير عما بداخله، وإما أن يصبح كائنًا وحشيًّا يغتصب الحقوقَ بلا رادع؛ لأن الأساس معدوم، إذًا فكل الأشياء سواسية.
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟