\
قالت وفي نفسها غصَّة: "ألأني الْتَزَمْتُ بيتي أرعى أطفالي، يتهمني الناس وينظرون إليَّ وكأنِّي كمٌّ مهملٌ، وشيء بلا قيمة؟!".
شيءٌ عجيبٌ فِعلاً! وهل رعاية الطفل وتربيته شيءٌ يُستهان به إلى هذا الحدِّ؟!
لست أدري، مَن الذي زرع في أذهان النساء أنَّ قيمة المرأة لا تكون إلا خارج بيتها؟!
أنا لا أتحدَّث عن اللاتي يطالبْنَ بحقوق المرأة، ويُنادينَ بأكذوبة المساواة التي جازت عليهِنَّ، وتسرَّبتْ إلى عقولهِنَّ مع ما تسرَّب من أفكارٍ هدَّامة دخيلة على منهج الإسلام الأصيل، وإنما أقصدُ صاحباتِ الدين، فهل يا تُرى خُدِعْنَ هُنَّ أيضًا من قريب أو بعيدٍ بهذه الأفكار؟
من المؤسف حقًّا أنَّ كثيرًا من نخبة المسلمين يلهثون وراء ما يقوله غيرُ المسلمين، ويحشدون كلامهم وكتاباتهم بأمثالهم، ويكثرون من الإشادة بنماذج المتفوقين منهم، وكأننا - نحن المسلمين - نفتقر إلى القدوات، أو ما عندنا نماذج مضيئة نستغني بذكرها عن أمثال هؤلاء، أو أنَّ تاريخنا ما فيه عِبر أو قصص أو أحداث، نتعلم منها ونستقي منها الخِبرات!!
للأسف؛ إنَّ من هؤلاء النخبة مَن ليس لديه تمييزٌ فيما يَصلحُ لنا نحن المسلمين، وما لا يصلح، ولو أنهم نظروا في كُتب المسلمين الأوائل، وما فيها من عُمق في التفكير والتأصيل، ودِقَّة في التعبير، وجَودة في العقل، وقوة وجَزالة في اللغة، وسُمو في الرُّوح والجسد والعقل - لوجدوا ضالَّتهم، وللمسوا ضحالة ما يأخذون ويقتبسون من هنا وهناك، ولكنَّ أُمَّةَ "اقرأ" لا تقرأ في كُتبها وتاريخها ومنهجها، وإنما تقرأ في كُتب وتاريخ غيرها من الأُمم، وتأخذ ما لديهم، ثم تأتي لتسقطه على واقع المسلمين وحياتهم! وهذه صورة مقلوبة، وإلا فالأصل أنْ نأتيَ ونبحثَ في كُتبِنا، ونعرف منهجنا الأصيل في شتَّى جوانب ومجالات الحياة والنفس الإنسانيَّة، ثم بعد ذلك إن وجدنا ما نحتاج عند غيرنا أخذناه، ولكن بعد تمحيصٍ وتدقيق، ومعرفة تلاؤمه وتماشيه مع منهجنا.
أذكر أنني شاهدتُ مرة برنامجًا كان مقدِّمه من هؤلاء الذين يتبنون مثلَ هذه الأفكار، وكان محور النقاش يدور حول تأخُّر عَطاء وإنجاز المرأة خارج بيتها، وعلى الصعيد العام مقارنة بالرجل، فما كان من إحدى ضيفات الحلقة إلا أن قالت له: "لماذا أنت تُقارن بين الرجال والنساء؟ أنا لا يَهمُّني أن ألحقَ بالرجل في عمله، فهذا هو دوره ومجاله في الحياة: أن يعملَ وينجزَ خارج البيت، وأما أنا فمهمتي الأُولى أن أثبت وأقعد وأرسِّخ جذور وأساس أُسْرتي، وأثبِّت أركانها، ثم بعد ذلك أنطلق إن كان لدي ما أفيدُ به أُمَّتي أيضًا خارج البيت، وأما نساء الغرب فلا يُولِينَ أولادهُنَّ أو أُسَرهنَّ تلك الأهميَّة وتلك الرعاية مثل ما عندنا نحن المسلمين"، صفَّقَ لها الجمهور بعد أن أنهتْ كلامَها، وهي في الحقيقة تستحق هذا الإعجاب بما قالت؛ لأنه ينمُّ عن عقلها وفَهْمها، وهي - وللعلم - مديرة إحدى المراكز النسائيَّة.
يا حبَّذا لو نستقل بفكرنا، وتستقل النخبة بالذات؛ لأن الله وَهَبَهم طاقاتٍ وقدرات ليست عند غيرهم، فالاستمرار في الأخذ عن غيرنا يُشعر بالضَّعف والنقص، ولنتذكر أسلافنا في العصور الذهبية، وتلك القوة والهيبة التي كانت لهم بين الأُمم.
أعود بعد هذا الاستطراد للحديث عن الأُخت التي بدأت كلامي عنها، وأقول:
هذه الأم اعتنتْ بتحفيظ طِفْلَيها القرآن في وقت مبكر؛ فهي تجيد هذا الأمر، والمهارات متوفِّرة لديها؛ فهي من أصحاب الاختصاص.
ولكن الذي شدَّني وأعجبني في هذه الأُمِّ أنها - كما ذكرتْ لي - كانت تضع طفلتها وهي في عُمر سَنَة تقريبًا في حِجْرها، وتنظر في عينيها، وتتحدث معها حديث الكِبار، كانت تشعر بأن كلامها يصل إلى دماغ ابنتها، وإن كانت لم تتكلم بعد، ثم كان أن بدأتِ الطفلة بالكلام قبل أقرانها، وكلُّ مَن يراها يلاحظ عليها علامات النضج المبكِّر وكأنها أكبرُ من سِنِّها، هذا عدا التعزيز النفسي الذي حصلت عليه من أُمِّها وهي في هذه السِّن؛ فالأُمُّ ما كانت لتدعها عند أحدٍ؛ حتى تعززَ وتقوِّي الصلةَ بينها وبين ابنتها.
ذكَّرني كلامُ هذه الأمِّ بمن سبقونا من الرعيل الأوَّل، بالذي كان يقرأ على ابنه كتابًا من أُمَّهات الكُتب، وهو ما زال في الثالثة من عُمْره، وبالتابعي الزاهد "سهل بن عبدالله التُّسْتُري" الذي زرع خاله "محمد بن سوار" مراقبة وخشية الله في نفسه وهو ابن ثلاثِ سنين، وبالصحابة - رضي الله عنهم - كيف كانوا؟ وكيف تربَّوا؟ وماذا كانوا يصنعون في سنٍّ صغيرة؟ وكيف ربوا أولادهم؟
نحن الآن نستهين بشكلٍ كبيرٍ بشخصيَّة الطفل وبعقله وطاقاته، وماذا يمكن أن يخرجَ منها؟ فالطفل ليس بهذه السطحية التي يعتقد الكثيرون، ولكنه - وللأسف - ينشأ عليها بسبب سوء تربيته وتهميش دوره، فالطفل لديه طاقاتٌ هائلة، لو استُغِلَّت بشكلٍ صحيح، لرأينا العجب العُجاب، واقرؤوا إن شئتم في كُتب التاريخ، وسِيَر العُظماء والفاتحين.
إليك يا مربية الأجيال
لبنى شرف
لبنى شرف
قالت وفي نفسها غصَّة: "ألأني الْتَزَمْتُ بيتي أرعى أطفالي، يتهمني الناس وينظرون إليَّ وكأنِّي كمٌّ مهملٌ، وشيء بلا قيمة؟!".
شيءٌ عجيبٌ فِعلاً! وهل رعاية الطفل وتربيته شيءٌ يُستهان به إلى هذا الحدِّ؟!
لست أدري، مَن الذي زرع في أذهان النساء أنَّ قيمة المرأة لا تكون إلا خارج بيتها؟!
أنا لا أتحدَّث عن اللاتي يطالبْنَ بحقوق المرأة، ويُنادينَ بأكذوبة المساواة التي جازت عليهِنَّ، وتسرَّبتْ إلى عقولهِنَّ مع ما تسرَّب من أفكارٍ هدَّامة دخيلة على منهج الإسلام الأصيل، وإنما أقصدُ صاحباتِ الدين، فهل يا تُرى خُدِعْنَ هُنَّ أيضًا من قريب أو بعيدٍ بهذه الأفكار؟
من المؤسف حقًّا أنَّ كثيرًا من نخبة المسلمين يلهثون وراء ما يقوله غيرُ المسلمين، ويحشدون كلامهم وكتاباتهم بأمثالهم، ويكثرون من الإشادة بنماذج المتفوقين منهم، وكأننا - نحن المسلمين - نفتقر إلى القدوات، أو ما عندنا نماذج مضيئة نستغني بذكرها عن أمثال هؤلاء، أو أنَّ تاريخنا ما فيه عِبر أو قصص أو أحداث، نتعلم منها ونستقي منها الخِبرات!!
للأسف؛ إنَّ من هؤلاء النخبة مَن ليس لديه تمييزٌ فيما يَصلحُ لنا نحن المسلمين، وما لا يصلح، ولو أنهم نظروا في كُتب المسلمين الأوائل، وما فيها من عُمق في التفكير والتأصيل، ودِقَّة في التعبير، وجَودة في العقل، وقوة وجَزالة في اللغة، وسُمو في الرُّوح والجسد والعقل - لوجدوا ضالَّتهم، وللمسوا ضحالة ما يأخذون ويقتبسون من هنا وهناك، ولكنَّ أُمَّةَ "اقرأ" لا تقرأ في كُتبها وتاريخها ومنهجها، وإنما تقرأ في كُتب وتاريخ غيرها من الأُمم، وتأخذ ما لديهم، ثم تأتي لتسقطه على واقع المسلمين وحياتهم! وهذه صورة مقلوبة، وإلا فالأصل أنْ نأتيَ ونبحثَ في كُتبِنا، ونعرف منهجنا الأصيل في شتَّى جوانب ومجالات الحياة والنفس الإنسانيَّة، ثم بعد ذلك إن وجدنا ما نحتاج عند غيرنا أخذناه، ولكن بعد تمحيصٍ وتدقيق، ومعرفة تلاؤمه وتماشيه مع منهجنا.
أذكر أنني شاهدتُ مرة برنامجًا كان مقدِّمه من هؤلاء الذين يتبنون مثلَ هذه الأفكار، وكان محور النقاش يدور حول تأخُّر عَطاء وإنجاز المرأة خارج بيتها، وعلى الصعيد العام مقارنة بالرجل، فما كان من إحدى ضيفات الحلقة إلا أن قالت له: "لماذا أنت تُقارن بين الرجال والنساء؟ أنا لا يَهمُّني أن ألحقَ بالرجل في عمله، فهذا هو دوره ومجاله في الحياة: أن يعملَ وينجزَ خارج البيت، وأما أنا فمهمتي الأُولى أن أثبت وأقعد وأرسِّخ جذور وأساس أُسْرتي، وأثبِّت أركانها، ثم بعد ذلك أنطلق إن كان لدي ما أفيدُ به أُمَّتي أيضًا خارج البيت، وأما نساء الغرب فلا يُولِينَ أولادهُنَّ أو أُسَرهنَّ تلك الأهميَّة وتلك الرعاية مثل ما عندنا نحن المسلمين"، صفَّقَ لها الجمهور بعد أن أنهتْ كلامَها، وهي في الحقيقة تستحق هذا الإعجاب بما قالت؛ لأنه ينمُّ عن عقلها وفَهْمها، وهي - وللعلم - مديرة إحدى المراكز النسائيَّة.
يا حبَّذا لو نستقل بفكرنا، وتستقل النخبة بالذات؛ لأن الله وَهَبَهم طاقاتٍ وقدرات ليست عند غيرهم، فالاستمرار في الأخذ عن غيرنا يُشعر بالضَّعف والنقص، ولنتذكر أسلافنا في العصور الذهبية، وتلك القوة والهيبة التي كانت لهم بين الأُمم.
أعود بعد هذا الاستطراد للحديث عن الأُخت التي بدأت كلامي عنها، وأقول:
هذه الأم اعتنتْ بتحفيظ طِفْلَيها القرآن في وقت مبكر؛ فهي تجيد هذا الأمر، والمهارات متوفِّرة لديها؛ فهي من أصحاب الاختصاص.
ولكن الذي شدَّني وأعجبني في هذه الأُمِّ أنها - كما ذكرتْ لي - كانت تضع طفلتها وهي في عُمر سَنَة تقريبًا في حِجْرها، وتنظر في عينيها، وتتحدث معها حديث الكِبار، كانت تشعر بأن كلامها يصل إلى دماغ ابنتها، وإن كانت لم تتكلم بعد، ثم كان أن بدأتِ الطفلة بالكلام قبل أقرانها، وكلُّ مَن يراها يلاحظ عليها علامات النضج المبكِّر وكأنها أكبرُ من سِنِّها، هذا عدا التعزيز النفسي الذي حصلت عليه من أُمِّها وهي في هذه السِّن؛ فالأُمُّ ما كانت لتدعها عند أحدٍ؛ حتى تعززَ وتقوِّي الصلةَ بينها وبين ابنتها.
ذكَّرني كلامُ هذه الأمِّ بمن سبقونا من الرعيل الأوَّل، بالذي كان يقرأ على ابنه كتابًا من أُمَّهات الكُتب، وهو ما زال في الثالثة من عُمْره، وبالتابعي الزاهد "سهل بن عبدالله التُّسْتُري" الذي زرع خاله "محمد بن سوار" مراقبة وخشية الله في نفسه وهو ابن ثلاثِ سنين، وبالصحابة - رضي الله عنهم - كيف كانوا؟ وكيف تربَّوا؟ وماذا كانوا يصنعون في سنٍّ صغيرة؟ وكيف ربوا أولادهم؟
نحن الآن نستهين بشكلٍ كبيرٍ بشخصيَّة الطفل وبعقله وطاقاته، وماذا يمكن أن يخرجَ منها؟ فالطفل ليس بهذه السطحية التي يعتقد الكثيرون، ولكنه - وللأسف - ينشأ عليها بسبب سوء تربيته وتهميش دوره، فالطفل لديه طاقاتٌ هائلة، لو استُغِلَّت بشكلٍ صحيح، لرأينا العجب العُجاب، واقرؤوا إن شئتم في كُتب التاريخ، وسِيَر العُظماء والفاتحين.
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:21 am من طرف salmosa1
» موسوعة شيلان كروشية بالباترون
الخميس سبتمبر 06, 2018 8:24 pm من طرف ام ايه والى
» الحروف العربية ( الأبجدية ) مع الصور للتلوين
الخميس فبراير 08, 2018 2:14 pm من طرف يحيي
» أكثر من 30 رسمة للتلوين لغرس السلوكيات الإسلامية
الجمعة يناير 26, 2018 6:55 am من طرف wided-algerie
» نمي مهارات طفلك الحسابية واليدوية مع لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة
الإثنين يناير 22, 2018 3:53 pm من طرف أم بناتها
» كتيب اعمال يدويةو فنية للاطفال
السبت يناير 20, 2018 2:11 am من طرف wided-algerie
» موسوعة كوفيات الكروشية (crochet scarfs ) بالباترون
الثلاثاء يناير 16, 2018 9:58 pm من طرف yokeioa
» لعبة وصل الأرقام واكتشف الصورة لتنمية ذكاء الاطفال
الأحد يناير 07, 2018 2:34 pm من طرف أم بناتها
» جاكيت طويل شتوي بالكروشية مع الباترون
الخميس يناير 04, 2018 7:24 pm من طرف atikaaa
» علب مناديل بالخرز 3 موديلات بالباترون
الأربعاء يونيو 07, 2017 5:11 am من طرف فتح الفتوح
» توب كله انوووووووووووثه من عمل ايديك
السبت مايو 20, 2017 8:36 pm من طرف ام ايه والى
» 6 مفارش كروشية مستديرة وخطيرة بالباترون
السبت مايو 20, 2017 8:31 pm من طرف ام ايه والى
» من بنطلون قديم وتيشرت اعملي توب راااااائع كله انوووووثه
السبت مايو 20, 2017 8:27 pm من طرف ام ايه والى
» 4 وحدات يعملوا جيليه رووووووعة بالكروشية مع الباترون
السبت مايو 20, 2017 8:14 pm من طرف ام ايه والى
» جيليه يضفي على ملابسك شياااااااااكة كروشية بالباترون
السبت مايو 20, 2017 7:45 pm من طرف ام ايه والى
» باليرو ررررررررررررررقة كروشية بالباترون
السبت أبريل 22, 2017 4:59 am من طرف Aya tarek
» الأرقام الانجليزية من ( 1 - 10 ) للتلوين
السبت أبريل 08, 2017 1:18 am من طرف vimto
» 4 مفارش ايتامين لها حواف كروشية خطيرررررررة بالباترون
الإثنين مارس 27, 2017 5:07 am من طرف شعاع النور
» موسوعة وحدات كروشية على شكل أدوات مطبخ بالباترون
الإثنين مارس 20, 2017 6:48 pm من طرف ام الحنون
» شنطة حلوووووة من تيشيرت قديم
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:48 pm من طرف ماردين
» تفنني بخياطه فستان ناعم لنفسك بدون باترون والطريقة بالفيديو
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:46 pm من طرف ماردين
» خياطة تنورة قصيرة بكرانيش بدون باترون آخر انوووووثة ( فيديو )
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:24 pm من طرف ماردين
» من بوكسر زوجك اعملي تنورة امووووووووورة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 6:21 pm من طرف ماردين
» التيشيرت الساحر فصلي منه 10 موديلات منتهى البساطة
الثلاثاء فبراير 28, 2017 5:56 pm من طرف ماردين
» لون وتعلم المحافظة على آداب الطعام
السبت فبراير 25, 2017 9:12 pm من طرف هدى ؟؟؟؟