كلمة واجبة

كلمة واجبة لشخص عزيز إفتقدته

الخبيئة .. الوفاء

شيخي الجليل عايشتك أكثر من عشرين عاماً, وأعلم علم اليقين أن بينك وبين الله خبيئة , بل العديد, كنت تتعبد بها إلى مولاك.

وأحسبك والله حسيبك أنك ممن نادى فيهم المولى ملائكته حيث ورد في الحديث عن أبي هريرة ـ رضى الله عـنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :

(( إذا أحب الله العبد ، نادي جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض )).

رواه البخاري.

  لذا أعلى الله ذكرك بين العالمين, وأحبك الناس قبل وفاتك, وأحبوك أكثر بعد مماتك.

شيخي الجليل:

كنت وفياً بل كنت الوفاء نفسه , لذا بادلك الجميع الوفاء يوم مماتك, والشواهد على ذلك كثيرة ,والقصص عديدة , أكتفي بما رصدته من مشاعر فياضة ملؤها الحب والوفاء من العامل الذي كان يعمل معك وبكاء أهله ووالديه لفقدانك وحتى إخوانك وأندادك , الكل يتكلم لغة واحدة هي الحب والوفاء , والتضرع  إلى الله أن يفيض عليك برحماته, دون ممالأة أو تزلف , فقد غادرت دنيانا.

يقف أحد عمالك ويقول بكته أمي , وأمسكت بحائط منزلنا وقالت :( كل هذا من فضل الله ثم من خيرهذا الرجل المبارك).

شيخي الحبيب:

اختلفنا أحيانا , وتعاتبنا أخرى , لكن أشهد الله أنها كانت في ظلال أخوة سامقة تحفظ الحقوق والواجبات .

شيخي ..ووالدي:

لازلت والله أبكيك , وأعدك أني سأستغفر لك ربي مادمت حياً, وأدعو الله لك أن ينزل عليك رحماته ومثوبته.

لما لا ياسيدي وأفضالك علي لا تعد ولا تحصى , عطاياك لي جزيلة , لا أنساك يوم زفافي , فقد وجدتك بجواري تلبسني بدلتي وتضبط لي كرافتي , وتوصيني بوصايا الوالد لولده.

عذراً شيخي الحبيب نسيت أن أذكر قبلها أنك أعددت لي بيت الزوجية.

والدي الحبيب:

لم ولن أنساك , وقد زرعت هذا الحب في نفوس أبنائي وأهل بيتي , وهذا أدنى حقوقك عليَ ,كيما أورثهم الترحم عليك والدعاء لك وفاءً لك وعرفاناً بحسن صنيعك.

شيخي الكريم :

طبت حياً وميتاً , رأيت الأمة تشيعك وتصلي عليك وتدعو لك - وأنت بالطبع أسمع بهم منا - وهذه بشرى , بل بشريات برضى الله عنكم , نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً.

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته .